قضية القدس الشريف قضية مركزية بالنسبة للعرب والمسلمين والمسيحيين

موسكو – أكد سفير المغرب في روسيا السيد عبد القادر الأشهب أن قضية القدس الشريف قضية مركزية بالنسبة للعرب والمسلمين والمسيحيين، وتوجد في صميم الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن أي مساس بهذه المدينة وبالأماكن المقدسة لن يؤدي إلا لمزيد من الاحتقان والتوتر واليأس والعنف، وسيقضي على أية فرصة لتحقيق السلام.

وأضاف ، في كلمة ألقاها اليوم الخميس بموسكو ، خلال ندوة نظمها مركز القدس الروسي حول موضوع ” قضية القدس من خلال نظرة القانون الدولي ” أن المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حرصا منها على الوفاء بالتزاماتها في هذه القضية، عملت في إطار لجنة القدس، التي يترأسها جلالته، على تنظيم الدورة 20 لهذه اللجنة في مدينة مراكش،مضيفا أن دور هذه اللجنة، المنبثقة عن مؤتمر التعاون الإسلامي يتمثل في الدفاع عن مدينة القدس وعلى طابعها الأصلي ومساعدة ساكنتها عبر إقامة مشاريع لفائدتهم في مجال ترميم البنايات والتعليم والصحة والشغل.
وذكر بأن هذه الدورة تميزت لأول مرة بحضور ممثلين عن الأمين العام للأمم المتحده والدول الخمس الأعضاء بمجلس الأمن والإتحاد الأوربي والفاتيكان، وكانت، كما جاء في الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة لقمة الكويت الأخيرة مناسبة للتأكيد بأنه من غير الممكن إقامة سلام بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من دون تحديد الوضع النهائي للقدس الشرقية، التي تشكل بؤرة النزاع، والتأكيد بأن إقامة السلام المنشود هو مسؤولية المجتمع الدولي برمته، على أساس الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد بلورت هذه اللجنة ، يضيف السيد الأشهب ،مقاربة براغمائية، لمناهضة تهويد القدس وطمس معالمها الأصلية من طرف السلطات الإسرائيلية، مؤسسة على الأنشطة التي تقوم بها على الميدان وكالة بيت مال القدس، دعما للمقاومة التي يقوم بها السكان المقدسيين.
ودعا الدبلوماسي المغربي إلى تكثيف الجهود بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكذا جميع الفعاليات المحبة للعدل والسلام بالعالم، من أجل ضمان فاعلية المبادرات و المساعي الرامية إلى التصدي للممارسات الإسرائيلية ، وضرورة إلزام إسرائيل باحترام وتنفيذ الإتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن، خاصة 252 لسنة 1986 و 267 لسنة 1971، وكافة القرارات الدولية باعتبار القدس أرضا محتلة.
وقال السفير المغربي إن المملكة تدعم تصريح الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل سنة 2014 سنة تضامن مع الشعب الفلسطيني.
من جانبه اعتبر سفير دولة فلسطين بموسكو مصطفى فايد ان تحرك الاسرة الدوليه في كل ما يجري في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص، بات ضرورة ملحة ، مشيرا الى أن اسرائيل تمضي في هذا التوقيت بتسريع سياساتها الاحتلالية بحق القدس المخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية وذلك في محاوله منها لاضفاء الطابع اليهودي عليها وسلخها عن تاريخها الاسلامي والمسيحي .
أما رئيس مركز القدس الروسي سيرجي نيقولايفتش بابورين فأوضح أن الهدف الأساسي لتنظيم هذه الندوة ،لفت نظر الرأي العام الروسي الى معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة توسع سياسة اسرائيل العدوانية المحتلة للأراضي الفلسطينية ونهج سياسة التوطين الاستعماري.
وابرز أن قضية القدس تكمن في إعلان المدينة “عاصمة اسرائيل الأبدية الموحدة” الذي يقضي بالحكم على القدس الشرقية المحتلة لصالح التهويد وطرد السكان الفلسطينيين من المدينة التي تعتبر لب الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط وصراع الحضارات ،مشيرا في هذا الاطار الى أنه يجب حل هذه القضية على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تصنف القدس الشرقية بأنها عاصمة دولة فلسطين المستقلة .
وتم خلال هذا اللقاء ،الذي شارك فيه نواب من مجلس الدوما ( البرلمان الروسي ) واساتذة القانون ودبلوماسيون روس وأجانب ونشطاء من منظمات غير حكومية، مناقشة جوانب القانون الدولي فيما يخص المدينة المقدسة وأهمية ومساهمة الارث الديني و الثقافي للقدس على تاريخ روسيا والحضارة العالمية ،ونضال الشعب الفلسطيني العادل للحصول على حقوقه القانونية بما فيه حقه في القدس .