آخر الأخبار
فوز الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية.. مناخ جديد من الثقة والديمقراطية والازدهار لفائدة كوت ديفوار

فوز الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية.. مناخ جديد من الثقة والديمقراطية والازدهار لفائدة كوت ديفوار

الأحد, 1 نوفمبر, 2015 - 12:20

بقلم سمير لطفي، مراسل الوكالة بأبيدجان

أبيدجان- يشكل الفوز الكاسح والمتوقع للرئيس المنتهية ولايته، الحسن واتارا، في اقتراع 25 أكتوبر، حدثا أساسيا في التاريخ المعاصر لكوت ديفوار، التي يبدو أنها انخرطت بقوة في مناخ جديد مطبوع بالثقة والالتزام من أجل تدعيم الديمقراطية والازدهار.

ويتوفر الحسن واتارا، الذي أعيد انتخابه على رأس بلد طالما كابد الأزمات السياسية والعسكرية، على حصيلة اقتصادية إيجابية حققها خلال أربع سنوات فقط وهو يتقلد زمام السلطة، إثر الأزمة العميقة لما بعد انتخابات سنة 2010، والتي أغرقت البلد في الفوضى وخلفت ضحايا لدى آلاف العائلات الإيفوارية، وذلك في أعقاب رفض الرئيس الإيفواري السابق، لوران غباغبو، الاعتراف بهزيمته خلال الرئاسيات.

ويحذو الحسن واتارا، المعروف بحزمه وتفانيه في خدمة بلده، وحساسيته حيال القضايا الاجتماعية، العزم أكثر من أي وقت مضى، على مواصلة العمل الذي شرع فيه، وبذل جهد أكبر في سبيل جعل كوت ديفوار تتبوأ مكانة بارزة ومرموقة في أفق 2020.

وإذا كان فوز واتارا بنسبة مهمة بلغت 66ر83 في المائة من الأصوات المعبر عنها، مسألة منتظرة بالنسبة للعديد من المراقبين، خاصة أمام معارضة منهارة ومقسمة بشكل عميق، فإن عملية إعادة انتخابه تفتح صفحة جديدة من السلم والاستقرار بالنسبة لكوت ديفوار، البلد الذي انخرط من الآن فصاعدا على درب التماسك الاجتماعي والمصالحة الوطنية.

والجدير بالذكر، أيضا، أن نسبة المشاركة التي بلغت 86ر52 في المائة، كما أعلنت عن ذلك اللجنة الانتخابية المستقلة، تجعل الرئيس واتارا في وضع “مريح”، بالنظر إلى أن هذه النسبة “المشرفة” تضفي مشروعية واسعة على سلطته، خاصة في ضوء نداءات المقاطعة التي أطلقها بعض المرشحين وجزء من المعارضة.

وكانت نسبة المشاركة في رئاسيات 2010 قد ناهزت 80 في المائة، لكن الأمر كان يتعلق باقتراع من أجل “الخروج من الأزمة”، نظم بعد أربع عمليات تأجيل وبثلاثة مرشحين أساسيين هم واتارا، والرئيسان السابقان غباغبو وهنري كونان بيدي، الذي ساند واتارا هذه السنة منذ الدورة الأولى.

ويعكس السير الجيد لرئاسيات 2015، حيث جرت في مناخ من التهدئة، والشفافية والمصداقية، كما أكد ذلك العديد من المراقبين الوطنيين والدوليين، نضج الشعب الإيفواري، ليشكل بالتالي علامة فخر لديه.

ويؤكد هذا المنحى طموح الرئيس واتارا إلى بروز “مواطن إيفواري جديد”، يدرك جيدا دوره ومكانته في تنمية بلده. وهو الأمر الملاحظ أيضا لدى باقي المرشحين، الذين تقبلوا هزيمتهم بأريحية، غداة فوز الحسن واتارا، وبعثوا له برقيات تهنئة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يود الرئيس واتارا تسريع وتيرة تحويل الاقتصاد الإيفواري، خاصة من خلال تحسين أداء الفلاحة والصناعة، مع إيلاء اهتمام خاص لبروز قطاعات جديدة من شأنها خلق مناصب الشغل وتحقيق النمو، مثل المعادن، والصناعات التحويلية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

كما أنه مدعو إلى الانكباب على تسوية المشاكل المرتبطة بتزويد الساكنة بالماء الشروب، والكهرباء، والولوج لخدمات التطهير.

وعلى الصعيد السياسي، تعهد واتارا بإصلاح الدستور الذي سيخضع لاستفتاء. وأكد أن الأمر سيسمح بنزع بذور خلاف في الدستور الحالي، مشيرا بذلك إلى قضية “النزعة الإيفوارية”، التي شكلت موضوع نقاش في هذا البلد الذي يناهز عدد سكانه 23 مليون نسمة، والذي يشهد هجرة مكثفة من البلدان المجاورة.

أما على الصعيد الدبلوماسي، فإن من شأن إعادة انتخاب الرئيس أوتاوا إعطاء زخم جديد للعلاقات الأخوية والودية التي تجمعه بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وللروابط العريقة القائمة بين الشعبين المغربي والإيفواري، وتعزيز المكتسبات المسجلة في إطار تعاون يعود بالنفع على الطرفين ويعد نموذجا يحتذى.

وإذا كانت منجزات كبرى قد تحققت في كوت ديفوار، فإن على واتارا وحكومته رفعا العديد من التحديات خلال الفترة الرئاسية الثانية، خاصة في المجال الاجتماعي، وتحديدا في ما يخص محاربة بطالة الشباب وتعزيز مسلسل المصالحة بين الإيفواريين.

ويتمثل أول تحد في تدعيم العدالة من أجل ترسيخ الوحدة الوطنية، ومواصلة السير على نهج باني كوت ديفوار، الراحل فيليكس هوفويت بوانيي من أجل بلوغ نسب نمو اقتصادي أكثر ارتفاعا.

وبالنسبة لهذا الاقتصادي المعروف، الذي ترك بصمته خلال مشواره المهني في كل من صندوق النقد الدولي والبنك المركزي لدول غرب إفريقيا، يتعلق الأمر، أساسا، بتحريك مسلسل نمو كوت ديفوار، وهو طموح سيتجسد من خلال أوراش كبرى تروم خلق مناصب الشغل والنهوض بالاستثمارات الأجنبية، ولكن خاصة عبر دعم صناعة الكاكاو، الرائدة في البلاد.

كما تنتظر الرئيس أوتاوا أوراش هامة أخرى، في إطار ولايته لسنوات 2016-2020، و من ضمنها تعزيز البنيات الأساسية الاقتصادية، وإصلاح النظام الضريبي للمقاولات، وتفويت الصفقات والأراضي الريفية.

وهكذا، بإمكان كوت ديفوار الحسن واتارا، الغنية بتاريخها، وثقافتها المتنوعة، وثروتها الطبيعية والاقتصادية، وإرثها الإنساني الثمين، أن تستشرف المستقبل بكل ثقة وطمأنينة.

اقرأ أيضا

معرض الفرس 2024 .. فضاء التبوريدة رمز يميز الذاكرة الثقافية -المغربية

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 11:10

يبرز فضاء فنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، الذي يؤثث المعرض الدولي للفرس بالجديدة في دورته ال15 ،كرمز يميز الذاكرة الثقافية المغربية ويعزز التواصل بين الأصالة والتقاليد.

بورصة الدار البيضاء.. تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 10:46

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، على وقع الارتفاع، حيث سجل المؤشر الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,37 في المائة ليستقر عند 14.426,34 نقطة.

مراكش: “المرئي المكشوف”، معرض للالة السعيدي يدعو لاستكشاف موضوعات النوع والهوية

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 8:10

تعود الفنانة التشكيلية والمصورة لالة السعيدي لتعانق مسقط رأسها مرة أخرى، المدينة الحمراء، من خلال معرض “المرئي المكشوف” بمتحف دار الباشا، الذي يعد مناسبة للتأمل في موضوعات النوع والهوية والتاريخ الثقافي.