فنزويلا سنة 2013.. رحيل “الكومندانتي” هوغو تشافيز ومسلسل انتخابات طويلة النفس في ظل واقع اقتصادي صعب

فنزويلا سنة 2013.. رحيل “الكومندانتي” هوغو تشافيز ومسلسل انتخابات طويلة النفس في ظل واقع اقتصادي صعب

السبت, 21 ديسمبر, 2013 - 10:56

كراكاس – ستظل سنة 2013 خالدة في ذاكرة الفنزويليين وسيصعب عليهم نسيانها بسهولة، ففيها رحل “الكومندانتي” (القائد) هوغو تشافيز وفيها عاشت فنزويلا مسلسلا طويلا من الانتخابات وأيضا اصطف الفنزويليون في طوابير لا تنتهي أمام المتاجر من أجل الحصول على علبة حليب أو سكر.

من المؤكد أن سنة 2013 كانت قاسية على فنزويلا على جميع المستويات ابتدأت بالجدل الدستوري الذي خلفه توالي فترات غياب الرئيس الراحل هوغو تشافيز خلال رحلاته العلاجية التي كان يقوم بها إلى كوبا، غياب امتد لنحو ثلاثة أشهر حتى تاريخ الإعلان عن وفاته في الخامس من مارس الماضي بالمستشفى العسكري بكراكاس بعد إجرائه لأربع عمليات جراحية ضد مرض السرطان.

وبعد الإعلان عن وفاة تشافيز اتشحت أمريكا اللاتينية بالسواد وعم الشعور بالأسى والأسف في مختلف دول المنطقة التي أعلن قادتها الحداد حزنا على رحيل أحد أبرز الوجوه السياسية التي طبعت تاريخ أمريكا اللاتينية المعاصر.

موت لم يمهل تشافيز فرصة ترسيخ اشتراكية القرن ال21 على رأس بلاد تملك واحدا من أكبر احتياطيات النفط في العالم? وهو الفائز لتوه بولاية رئاسية جديدة كانت ستمتد حتى سنة 2019 .

وبعد ثلاثين يوما من رحيل تشافيز لملمت فنزويلا جراحها وبدأت الاستعداد لانتخابات مبكرة، حسبتها المعارضة فرصتها لتحقيق الفوز لكن الذي حصل هو أن طيف الراحل سكن وجدان الفنزويليين الذين اختاروا بناء على آخر وصية لتشافيز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي كان تشافيز يعتبره جديرا بحمل مشعل الثورة البوليفارية من بعده.

ولم تستطع المعارضة هذه المرة أيضا هزم مادورو الذي لبس عباءة تشافيز وراح يقلده في حركاته وسكناته مرددا اسمه في السر والعلن آلاف المرات? ومذكرا الفنزويليين بأنه سيصبح رئيسا لأن تشافيز أمر بذلك فكان له ما أراد وحصل على نسبة 66ر50 بالمائة من الأصوات متفوقا على مرشح المعارضة إنريكي كابريليس رادونسكي الذي حصل على 07ر49 بالمائة من أصوات الفنزويليين أي بفارق 59ر1 بالمائة.

لم تقبل المعارضة بالنتائج الرسمية التي أعلن عنها المجلس الوطني الانتخابي، وقالت إن الفوز كان من نصيبها لذلك اختارت الاحتجاج بشتى الأشكال من الخروج في مسيرات في شوارع المدن والولايات إلى قرع الطناجر مساء كل ليلة على الساعة الثامنة بالضبط إلى طرق أبواب المحاكم العليا إلى أن انتهى بها الأمر إلى تدويل الأزمة والتقدم بطعون في الانتخابات أمام الهيئات الإقليمية الدولية.

وبوصول مادورو إلى قصر ميرافلوريس وجد أمامه مشاكل بالجملة تنتظر الحل لعل أبرزها الوضع الاقتصادي الذي تفاقم مع توالي الشهور وتمظهر في شكل أزمة حقيقية من أبرز تجلياتها غياب المواد الغذائية الأساسية من الأسواق، فلا سكر ولا زيت ولا حليب ولا دقيق أو ذرة، أو حتى ورق النظافة.. أمام هذه الأوضاع اضطرت الحكومة إلى إحداث مؤسسات وهيئات اقتصادية للإشراف على تعزيز الاستيراد ومحاولة الرفع من الإنتاج المحلي.

واعتبرت الحكومة أن ما يحدث “حرب اقتصادية” أشعلت المعارضة فتيلها لإغراق البلاد ووقوع الانفجار الاجتماعي، لذلك سعى الرئيس مادورو إلى الحصول على “قانون تمكيني” من البرلمان بموجبه استطاع إصدار قوانين تروم محاربة الفساد بل وذهب إلى أبعد من ذلك حينما أمر باعتقال وسجن عدد من أرباب المتاجر المتهمين بالاحتكار والمضاربة بالأسعار.

أما معدلات التضخم فزادت الطين بلة عندما تجاوزت 40 بالمائة، معدل من بين الأعلى في أمريكا اللاتينية والعالم، ينضاف إلى ذلك التقارير الصادرة عن مؤسسات بنكية دولية تعتبر فنزويلا أسوأ بلد في أمريكا اللاتينية للقيام بالاستثمارات وذلك بحكم العراقيل البيروقراطية التي تضعها أمام المستثمرين.

ولأن سنة 2013 كانت سنة الانتخابات بامتياز فقد عاود أزيد من 19 مليون فنزويلي زيارتهم لمكاتب الاقتراع من جديد في انتخابات بلدية شكلت استمرارا لفصول المعركة السياسية الدائرة رحاها بين نصفي المجتمع الفنزويلي الأول ممثلا في “الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا” الحاكم والنصف الثاني تشكله أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء تكتل “منبر الوحدة الديمقراطي”.

نتائج هذه الانتخابات البلدية على الرغم من أنها منحت فوزا بينا للحزب الحاكم الذي بسط لونه الأحمر على عدد كبير من العموديات إلا أن المعارضة استطاعت الظفر بأبرز وأهم عموديات البلاد كما هو الشأن في العاصمة كراكاس.

ولكن المحللين يجمعون على أن هذه الاستحقاقات الأخيرة كشفت على أن المجتمع الفنزويلي بات يخترقه سور صيني عظيم يقسم البلاد إلى طائفتين، الأولى اشتراكية لبست عباءة الراحل تشافيز ولم تزغ عن دربه قيد أنملة، والثانية تؤمن أن خلاص البلاد يكمن في ركوب قطار التقدمية كمثل الذي ركبته البرازيل، جارة فنزويلا الجنوبية مع رئيسها السابق لولا دا سيلفا.

من المراسل الدائم للوكالة بكراكاس: هشام الأكحل

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.