فرقة “كول آند ذ غانغ” .. خمسون سنة من صناعة الأفراح

(محمد مجدوبي)

الرباط – استعرضت فرقة “كول آند ذ غانغ” الأسطورية، مساء أمس الثلاثاء بالرباط، أمام جمهور متعدد الجنسيات، خمسين سنة من تاريخ فرقة حرفتها صناعة الأفراح.
منفتحة على ألوان موسيقية تتنوع بين الجاز والفانك و”آر أند بي” والبوب والروك، أهدت هذه الفرقة، التي رأت النور بمدينة نيوجيرسي الأمريكية سنة 1964، جمهور “موازين”، الذي حضر من مختلف الأعمار وقارات العالم، لحظات فرح ستبقى محفورة في ذاكرته لمدة طويلة.
ونسجت أهازيج الدرامز والقيثارة والساكسفون والأبواق والبيانو سمفونية باضخة زادتها كلمات أغاني المجموعة المحتفية بالحب والجمال والحاثة على نسيان الهموم والإقبال على الحياة، وروح الفرقة المرحة وحركتها الدؤوبة على الخشبة، تألقا وروعة.
وأمتعت إيقاعات الحب والفرح، التي صدحت في ليل العاصمة، الشباب، واستعاد الشياب ذكريات شبابهم وهم يعايشون العصر الذهبي للفرقة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، لينخرط الجميع في احتفالية جديدة هي الثالثة للمجموعة في المملكة بعد أفراح جلبتها سابقا إلى الدار البيضاء نهاية تسعينيات القرن الماضي، وأكادير قبل حوالي ثلاث سنوات.
وقبل أن تروي الفرقة تفاصيل لقائها الأول مع الحسناء التي وصف لقاءها برؤية النور من خلال أغنية “تونايت”، افتتحت مجموعة “كول آند ذ غانغ” سهرتها بنقل بعض أحاديث الناس حول هذه الحسناء قبل قدومها إلى القرية بأغنية “شي إيز فريش”، لتكشف لنا المجموعة بعد ذلك أن اسم هذه الحسناء “جوانا”، وتؤكد على منصة السويسي بأن كل النساء الحاضرات هن “جوانا”.
واستعاد الكهول والشياب، الذي حضروا بشكل مكثف في الحفل، نشاط الشباب، لاسيما مع أغنيتي “غيت داون أونيت” و”ليتس غو دانسين”، حيث بدووا حافظين عن ظهر قلب كلماتها ورقصوا فرادى وجماعات على إيقاعاتها الخفيفة. وكانت فرحت الجمهور النسوي أكبر مع قدوم أغنية “ليديز نايت”، حيث ارتفعت أصوات الكثير من الحاضرات بالصياح وزغردت أخريات بمجرد بداية الأغنية التي أهدتها المجموعة إليهن.
وبعد فاصل من عزف متألق على البيانو حبس أنفاس الجمهور، وصفق له طويلا، غنى الجميع “تشيريش” المبشرة بالحب، واحتفلوا بالذكرى الخمسين لتشكيل مجموعة “كول أند ذو غانغ” في أبهى حلة من خلال أداء جماعي للأغنية الأشهر للمجموعة، “سيليبريشن”، التي كانت مسك ختام لقاء الفرح في خامس أيام الدورة الثالثة عشرة من مهرجان “موازين .. إيقاعات العالم.
وكان جورج براون، أحد الأعضاء المؤسسين للمجموعة، أكد في ندوة صحفية قبيل الحفل، أن المجموعة منفتحة على الألوان الموسيقية التي تميز ثقافات العالم المختلفة، موضحا أنه “عندما يستمع المرء إلى +كول آند ذ غانغ+، يجد الجاز والفانك وآر أند بي والبوب والروك”، مشيرا إلى إمكانية اشتمال الأعمال المقبلة للفرقة بعض الإضافات المستوحاة من المغرب والعالم العربي.
ونصح براون الفنانين الشباب بالتحلي برؤية منفتحة على الثقافات، وعدم الانغلاق على لون موسيقي واحد.
وبخصوص جديد المجموعة، كشف قائد فرقة “كول آند ذ غانغ”، روبرت كول بيل، أن المجموعة تعتزم إنجاز ألبوم جديد لمجموعة “كول آند ذ غانغ” وأصدقائها بمناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيس المجموعة سيحمل عنوان “إتس سيليبريشن”.
وأوضح أن هذا العمل سيتم باشتراك مجموعة من الأصدقاء الذين تعاملت معهم المجموعة طوال مشوارها الفني مثل كيد روك وستيفي واندر وشاغي وفان هيلين.
وحول سر استمرارية المجموعة لقرابة نصف القرن مجتمعة، أكد روبرت، الذي اعتنق الإسلام قبل عقود، واختار “محمد” اسما جديدا له، أن اجتماع أفراد المجموعة “نعمة” من الله، والتزام من أعضاء الفرقة بتنفيذ وصايا آبائهم، شاكرا الدعم المتواصل للجمهور مع المجموعة طوال نصف قرن من الزمن.
وتعد مجموعة “كول آند ذ غانغ”، التي تأسست سنة 1964 بمدينة نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية وباعت حوالي سبعين مليون ألبوم عبر العالم، إحدى أشهر المجموعات الموسيقية وأكثرها تأثيرا في عدة أجيال من الموسيقيين.
وأحرزت المجموعة، التي بقي من أعضائها المؤسسين الثمانية أربعة أفراد هم روبرت، وأخوه رونالد بيل، وجورج براون ودينيس طوماس، خلال نصف قرن من الإبداع جوائز عديدة منها جائزة غرامي مرتين، وسبعة جوائز “أميريكن ميوزك أوورد”، وكان آخر اعتراف حظيت به المجموعة حصولها قبل أسابيع بألمانيا على جائزة غولدين كاميرا.
وتتواصل فعاليات الدورة 13 للمهرجان، الذي يرفع شعار “اختلافاتنا تجمعنا”، إلى غاية السبت المقبل، بمشاركة نخبة من ألمع نجوم الغناء والموسيقى على الصعيد الوطني والعربي والدولي.