فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بكلميم .. انخراط هادف وفعال في دينامية العمل الجمعوي البيئي

                           (أحمد الكرمالي)

  كلميم –  على الرغم من حداثة تأسيسه (مارس 2014) استطاع فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بكلميم، وفي وقت وجيز، أن ينخرط بقوة في دينامية العمل الجمعوي البيئي بالمدينة، مؤسسا بذلك لنموذج هادف وفعال في المجال البيئي محليا وحتى على مستوى جهة كلميم واد نون، ما سيؤهله للمشاركة في أشغال المؤتمر العالمي للمناخ (كوب 22) خلال شهر نونبر المقبل بمراكش.

  وينبني التصور الاستراتيجي لفرع الجمعية بكلميم على المقاربة التشاركية من خلال طرحه لمشاريع بيئية ملموسة، سواء على مستوى المؤسسات التربوية أو الأحياء والتي تستهدف الأجيال المستقبلية والساكنة بشكل مباشر وخاصة النساء وذوي الاحتياجات الخاصة.

  وتستهدف أنشطة فرع الجمعية، حسب رئيسه الحسين الغنامي، تقوية قدرات الأساتذة والتلاميذ والفاعلين الجمعويين في المجال البيئي، وإعداد بحوث ودراسات في المجال، وتنشيط النوادي البيئية سواء التابعة للمؤسسات التعليمية أو داخل الجمعيات البيئية، إضافة إلى إدماج المدرسة والحي في التربية على البيئة والتنمية المستدامة، مشيرا، بهذا الخصوص، إلى أن مقر الفرع يتوفر على مركز للتربية على البيئة يتيح لمختلف الفئات، من تلاميذ وأساتذة وفاعلين جهويين، الاستفادة من دورات تكوينية حول البيئة والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.

  وأضاف السيد الغنامي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجمعية انخرطت في تنظيم تظاهرات بيئية من خلال مشروع تدبير النفايات البلاستيكية وأخطارها على البيئة، بشراكة مع منظمة “درسوس” السويسرية، وكذا تنظيم الأيام الجامعية ال12 حول تدبير الموارد المائية بكلميم (أبريل 2016)، وتنظيم حملات لتنظيف الأوساط الطبيعية خاصة الحزام الأخضر بالمدينة.

  ومن بين المشاريع المهيكلة للتربية على البيئة التي اشتغلت عليها الجمعية، إنجاز مشروع الإنتاج المشترك للنظافة الذي انطلق مؤخرا ويستهدف المؤسسة التربوية والحي في مقاربة مندمجة من أجل الوصول إلى تدبير النفايات المنزلية والفرز من المنبع، فضلا عن قيام الفرع بإعداد دراسات حول التنوع البيولوجي بكلميم استهدفت المناطق الرطبة والواحات.

  وأشار الغنامي، بهذا الخصوص، إلى أن الجمعية بصدد إعداد مشروع لإنجاز دلائل حول السياحة البيئية بإقليم كلميم تروم تبسيط المعطيات العلمية للتميز البيولوجي للمنطقة وتحديد خصوصياتها البيولوجية.

  وعملت الجمعية، أيضا، على عقد شراكات محليا ووطنيا ودوليا، منها الشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم، وكذا مع وكالة التنمية الاجتماعية حول الإنتاج المشترك للنظافة وتثمين حلقة تدوير النفايات، فضلا عن شراكات مع جمعيات محلية.

  وفي سياق الاستعدادات لقمة المناخ (كوب 22) بمراكش، والتي ستشكل مناسبة لإبراز جهود جمعيات المجتمع المدني وفرصة ملائمة لالتقاء الفاعلين الوطنيين والدوليين في مجال المناخ لتبادل التجارب والخبرات واغناء التجارب، أكد رئيس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض أن الفرع، الذي يمثل حاليا الائتلاف المغربي للعدالة المناخية على مستوى جهة كلميم واد نون، انكب مؤخرا على عقد لقاءات مع الجمعيات المحلية من أجل التحضير للمؤتمر الجهوي “بريكوب”حول التغيرات المناخية الذي ستحتضنه مدينة العيون نهاية شهر أكتوبر المقبل ضمن عدة مؤتمرات جهوية في هذا المجال في إطار التحضير ل”كوب 22″، فضلا عن لقاءات مع الفاعلين الرسميين بجهة كلميم واد نون (سلطات محلية، منتحبين ومصالح خارجية) بهدف إبراز المشاريع التي تم إحداثها في إطار الحد من تأثيرات التغيرات المناخية بالجهة.

  وأبرز، في هذا الإطار، أن فرع الجمعية سيشارك في تظاهرة (بريكوب) بالعيون بمعرضين، الأول سيعرف بإنجازات مشروع الإنتاج المشترك للنظافة بكلميم، والثاني سيعرف بالتأثيرات المناخية على الأوساط البيئية.

  وعن المشاركة في مؤتمر “كوب 22” بمراكش، أكد السيد الغنامي أن الفرع سيكون حاضرا في هذه التظاهرة العالمية بتنظيم معرض حول الثقافة الحسانية الأمازيغية وكيفية الحفاظ والتكيف مع الخصوصيات البيئية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.