فاطمة أونسعيدي .. شابة ريفية شقت لنفسها طريقا في عالم التواصل ببلد مانديلا

  (عبد الغني عويفية)

جوهانسبورغ – فاطمة أونسعيدي، شابة متميزة وطموحة، وقبل هذا وذاك، تحذوها إرادة قوية لفرض نفسها في مجال التواصل ببلد نلسون مانديلا،جنوب أفريقيا.

    تنحدر فاطمة، المزدادة بلندن، من منطقة الريف، والدها من تارجيست وأمها من مدينة الحسيمة. تلقت تكوينا قانونيا رصينا في جامعة بريستول، التي تعد من بين أرقى الجامعات البريطانية، قبل أن تلتحق بمجال تنافسي للغاية وهو مجال التواصل والعلاقات العامة في انجلترا.

    وبعد أن صقلت تجربتها في التواصل ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، اختارت فاطمة الشروع في مغامرة مهنية جديدة بجنوب أفريقيا.

    كان اختيارا جيدا ، قررت على إثره الخريجة الشابة، التي يحذوها روح العمل المقاولاتي، الالتحاق بوجهتها الجديدة سنة 2010، عندما استضافت “بلاد قوس قزح ” كأس العالم لكرة القدم.

    لقد شكلت هذه المنافسة العالمية فرصة كبيرة للشابة المغربية، بحيث أوكلت إليها مهمة تنظيم الحملة التواصلية لفريق كرة القدم البرازيلي فوق التراب الإفريقي.

    وتقول فاطمة، في هذا الصدد، كانت هذه المهمة الجديدة “بالنسبة لي تحديا حقيقيا”.

    وشجع النجاح، الذي حققه تنظيم هذه الحملة التواصلية لفريق السيليساو، الشابة المغربية على إحداث شركتها الخاصة في جوهانسبورغ.

    وقالت فاطمة ” أدركت أن العديد من الفرص متاحة في مجال التواصل بجنوب أفريقيا”، في إشارة إلى الزخم المهم الذي شهدته البلاد أثناء تنظيم كأس العالم، في وقت كانت تعيش فيه أزهى سنواتها بعد تفكيك نظام الفصل العنصري “ابارتايد”.

    وأكدت على أن التكوين والخبرة، اللذين راكمتهما في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ساهما بشكل كبير في نجاحها المهني بجنوب أفريقيا، بحيث أضحت خبرتها مطلوبة لدى المؤسسات العمومية والمنظمات الإعلامية الجنوب إفريقية من قبيل قناة التلفزة العمومية “س.أ.ب.س”.

    وأصبحت شركة “أون بوينت ب.ر”، التي أنشأتها سنة 2011، أحد أبرز المقاولات في عالم التواصل والعلاقات العامة بجنوب إفريقيا.

    وما يدل على ذلك هو انخراط هذه الشركة الناشئة في عدة مجهودات تواصلية تشمل القطاعات الرئيسية في جنوب إفريقيا كالتعليم والفن والسياسة والرياضة.

    وسجلت، في هذا السياق، من دون تباهي أو افتخار، النجاح الباهر الذي حققته في تنظيم الحملة التواصلية للنادي الانجليزي مانشستر يونايتد في جنوب إفريقيا.

    وفي معرض حديثها عن بلدها المغرب . أبرزت ان “المغرب أحرز تقدما مهما في السنوات الأخيرة”، مستشهدة على الخصوص بالنهوض بوضعية المرأة، مشيرة ،من جهة أخرى ، إلى أن المغرب حقق تقدما ملموسا على الصعيد الاقتصادي، مما جعل من المملكة نموذجا يحتذى به في المنطقة وداخل القارة الإفريقية بأسرها، حيث فرضت نفسها كقاطرة للتنمية ذات المنفعة المتبادلة.

    وبعد أن اشارت إلى شغفها بالقراءة، أكدت الشابة فاطمة أونسعيدي أن المغرب أصبح مرجعا، في تقارير ودراسات المراكز الكبرى للبحث في مجال التنمية، لاسيما الاقتصادية والبشرية.

    وأضافت أن جنوب أفريقيا والبلدان الأخرى الواقعة جنوب القارة، لا تخفي رغبتها في التعاون مع المغرب الذي يظهر بصورة البلد السائر على درب التنمية.

    وإدراكا منها لهذا الرأس مال المغربي الثمين، تطمح المقاولة الشابة إلى رفع اسم المغرب عاليا في بلد نيلسون مانديلا، بمشاريع كبرى ستعمل على التعريف ببلدها الأم في هذا البلد وفي الدول الواقعة جنوب القارة.

    وخطت الشابة المغربية أولى خطواتها في هذا الاتجاه من خلال إنشاء شركة للإنتاج التلفزي أطلقت عليها اسم “إنتاج الريف”(ريف برودوكسيون).

    وقالت إن هذه الشركة “طريقة لتكريم المنطقة التي أنتمي إليها”، مشيرة إلى أن المغرب يتوفر على مؤهلات مهمة من شأنها تعزيز مسيرتها نحو مزيد من التنمية والإشعاع.

    وأعلنت هذه الشابة المغربية أن الشركة، المخصصة لإنتاج برامج تعرف بإشعاع وعظمة المغرب في هذه المنطقة من إفريقيا، بدأت في تعزيز رؤيتها داخل السوق الجنوب إفريقية من خلال إنتاجات موجهة للقنوات التلفزية كـ “فوزو-أ.م.ب”.