عمل شاق على المستويين السياسي والاقتصادي في انتظار الرئيس الخامس لأوكرانيا

رضا السقاط

موسكو- ينتظر الرئيس الخامس لأوكرانيا المستقلة، الملياردير بيترو بوروشنكو، الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت أمس الأحد، بعد أن تقدم في استطلاعات الرأي على رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، عمل شاق على المستويين السياسي والاقتصادي.

فوسط ترحيب دولي بهذه الانتخابات، كشف استطلاع للرأي أجري بعد انتهاء التصويت عن حصول بوروشنكو على 55,9 في المائة، متقدما بفارق كبير على رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشنكو (12,9 في المائة).

وإذا تأكدت هذه التوقعات من خلال النتائج التي ستعلن رسميا اليوم الاثنين، فلن تكون هناك حاجة لإجراء جولة ثانية الشهر القادم، فالرئيس الذي سيتم تنصيبه ينتظر منه المواطن الأوكراني حل قضايا معقدة وشائكة في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة؛ أبرزها الحركة الانفصالية شرق البلاد، وتدهور الاقتصاد الأوكراني، وأيضا التفاوض العسير مع روسيا في ما يخص الدين المترتب على كييف من صادرات الغاز الروسي.

وفي أول رد فعل له، تعهد بوروشنكو بإنهاء الصراع مع الانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا، والانضمام إلى أوروبا، مؤكدا على أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية خلال السنة الجارية.

وشدد المرشح الرئاسي على أنه لن يعترف “باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم”، وأن الأولوية بالنسبة له ستكون إنهاء “الحرب والفوضى” شرق أوكرانيا.

وتعد الانتخابات المبكرة في أوكرانيا تتويجا لاحتجاجات ومظاهرات بدأت في فبراير الماضي ضد الحكومة الموالية لروسيا وانتهت بعزل الرئيس يانوكوفيتش، وتصاعدت إلى أزمة كبرى بعد تدخل موسكو، الذي بررته بحقها في حماية الناطقين بالروسية في أوكرانيا.

وبحسب المراقبين، ترى الدول الغربية في هذه الانتخابات عنصرا حاسما للحيلولة دون تفتت أوكرانيا، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في مارس الماضي بعد عزل يانوكوفيتش عن السلطة.

وفي خطوة وصفت بأنها بادرة تهدئة، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عشية هذا الاقتراع أن بلاده ستحترم اختيار الشعب الأوكراني في الانتخابات الرئاسية، وأنها ستعمل مع السلطات الجديدة.

وأضاف بوتين، خلال لقاء مع مدراء وكالات الأنباء العالمية، على هامش أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي لسانت بترسبروغ الذي افتتح الخميس الماضي، “سنحترم بكل تأكيد اختيار الشعب الأوكراني وسنعمل مع السلطات التي ستشكل على أساس هذه الانتخابات”، مشددا على أن من مصلحة روسيا “أن يأتي السلام والهدوء إلى الدولة الشقيقة”، في إشارة إلى أوكرانيا، وقال إنه من غير المرجح أن تكون هناك حرب باردة جديدة مع الغرب بسبب أزمة أوكرانيا.

وكان الناخبون الأكرانيون قد أدلوا بأصواتهم في كل الأقاليم الأوكرانية، ما عدا بعض مناطق إقليمي دونيتسك ولوغانسك (شرق البلاد)، التي أقدم فيها مسلحون على إغلاق كل مراكز الاقتراع، ولم تتمكن سوى 20 في المائة منها من استقبال جزء من الناخبين.