عمالة عين الشق: خزانة متنقلة لترسيخ روح القراءة في أوساط الأطفال والشباب

(إعداد عبد اللطيف الجعفري)

الدار البيضاء  –  شاحنة محملة بأصناف شتى من الكتب تجوب مختلف مناطق عمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، من أجل معانقة الأطفال على أمل ترسيخ روح القراءة في نفوس البراعم والشباب.

تلك هي قصة شاحنة، ليست ككل الشاحنات التي تجوب مختلف شرايين العاصمة الاقتصادية، لأنها تحمل على متنها عددا كبيرا من الكتب والمجالات الورقية في عصر تغزوه الرقمنة في كل شيء.

الخزانة المتنقلة، التي رأت النور عام 2019 في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتفرد أيضا بكونها قافلة تساهم في نشر المعرفة في نفوس البراعم.

في هذا الصدد، أبرزت هند حنين رئيسة قسم العمل الاجتماعي بعمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، في تصريح لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخزنة تدخل ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وتابعت أن فكرة الخزانة جاءت إثر تنظيم تظاهرة تحمل عنوان ” شجرة الكتاب “، لافتة إلى أن من مخرجات أيام دراسية نظمت بالمناسبة، تلك المتعلقة بإنشاء خزانة متنقلة تجوب المدارس والفضاءات العمومية من أجل تشجيع الأطفال والشباب على القراءة.

بعد ذلك تم اقتناء الشاحنة، كما قالت، حيث تم إدخال تعديلات على هندسة شكلها كي تكون صالحة لمشروع خزانة متنقلة، فتم تجهيزها بعدد مهم من الكتب،علاوة على كراسي وطاولات.

وحسب هند حنين، فإن الخزانة بدأت في الاشتغال خلال الموسم الدراسي 2019 / 2020، لكن إكراهات فيروس كورونا فرضت قيودا على الخزانة لأن التلاميذ خضعوا لإجراءات معينة مثل كل الناس.

بعد ذلك، شرعت القافلة في الاشتغال داخل كل المؤسسات التعليمية الابتدائية بالعمالة(25 مؤسسة)، وذلك وفق برنامج معد بمعية المديرية الإقليمية للتربية الوطنية.

ينضاف لذلك برنامج يستهدف الفضاءات العامة الخارجية (حدائق/ ساحات)، وهو مفتوح في وجه كل الأطفال والشباب بدون مقابل من أجل هدف محدد يتمثل في تشجيع القراءة.

من جهتها، أبرزت الزهرة الحو منشطة الخزانة (قافلة القراءة) أن المشروع خرج للوجود بدعم من اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية(عمالة مقاطعة عين الشق/ الدار البيضاء)، لافتة إلى أن الخزانة هي مشروع لجمعية إبداع للشباب والتنمية بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، وهو عبارة عن قافلة تجوب مختلف مؤسسات التعليم العمومية، حيث تستفيد كل مؤسسة من خدماتها لمدة أسبوع.

وأكدت أن هناك إقبالا كبيرا على الخزانة، حيث لقيت صدى طيبا من التلاميذ وأسرهم وعدة متدخلين، لأن الخزانة لها وقع إيجابي على أطفال يعشقون القراءة.

وحسب هذه المنشطة، فإن القافلة تميزت بمعانقتها لعدد كبير من التلاميذ، إذ يقبلون بشكل كبير على القراءة، بل وتقديم ملخصات وأفكار حول محصلة ما قرأوه.

وقالت في هذا الصدد ” شيء إيجابي جدا ترسيخ روح القراءة في أوساط الأطفال، بل البحث والإبداع، لأن ذلك يكسبهم عدة مهارات “، لافتة إلى أن هذا المشروع يعطي يوما بعد آخر ثماره.

وأشارت إلى أن الخزانة تضم أنواعا كثيرة من الكتب وبلغات مختلفة في عدة مجالات ( فلسفة،أدب، علوم، دين، وغيرها)، مشيرة إلى أن الفئة المستهدفة هي الأطفال والشباب.

هي إذن خزانة متنقلة عبر شاحنة تجملت بالكتب لتقريب المعرفة من الأطفال، وهو ما عبر عنه عدد من التلاميذ الذين أكدوا أنهم وجدوا في هذه المبادرة وسيلة لتحبيب القراءة لهم بما ينفعهم في مسارهم الدراسي.

طفلة صغيرة ربطت علاقة عشق مع هذه الخزانة، عبرت عن أملها في أن يتم تعميم هذه المبادرة كي يستفيد منها الأطفال ، خاصة الذين ليست لدى أسرهم إمكانيات لاقتناء كتب ومجلات تزيد عن حاجاتهم الدراسية.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن الطفلة المغربية مريم أمجون الفائزة بجائزة تحدي القراءة العربين كانت صدحت بقولة بليغة جدا عن القراءة تفاعل معها جمهور عريض جدا، حين قالت ” القراءة ذخيرة العقل وكنز المعرفة، من تسلح بها ساد وغنم ومن أغفلها هان وضعف”.

فهؤلاء الأطفال الذين يترددون بشكل تلقائي على هذه الخزانة المتنقلة ربما يحلمون بتكرار إنجاز مريم أمجون التي أبهرت الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج بمستواها المعرفي الرفيع.