ظروف العمل الصعبة والضغط الكبير على أقسام الولادة لا يمكنان “القابلة” من القيام بمهامها في أحسن الظروف (رئيسة جمعية)

( أجرت الحوار: كريمة حاجي )

الرباط – أكدت رئيسة “الجمعية الوطنية للقابلات بالمغرب” السيدة رشيدة فضيل أن ظروف العمل الصعبة التي تشتغل في إطارها القابلة (المولدة) والضغط الكبير على أقسام الولادة بالمستشفيات العمومية ” لا يمكنانها من القيام بمهامها في أحسن الظروف”.
وقالت السيدة فضيل، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب “لننقذ 10 آلاف رضيع” بمبادرة من جمعية (سلاسل الحياة) تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب، إن ” تكوين القابلة يمكنها من القيام بولادة طبيعية آمنة، إلا أن هذه العملية قد تأتي في ظروف استعجالية لا تسمح لها بالقيام بمهامها حسب ما تلقته من تكوين”.
وأوضحت أن ظروف العمل الصعبة التي تشتغل في إطارها القابلة ترتبط أساسا بارتفاع عدد الولادات مقارنة مع قلة الموارد، وتعدد المهام التي تقوم بها، وغياب الماء والكهرباء وقنوات الصرف الصحي خاصة بالعالم القروي، مع ما يترتب عن ذلك من قلة للنظافة، بالاضافة الى قلة الإمكانيات وأدوات العمل.
كما تشمل هذه الظروف الصعبة – تضيف السيدة فضيل – تلك المتعلقة بالمرأة، التي تصل في بعض الأحيان الى المركز الصحي في وضعية متدهورة ومتأخرة، وعدم تتبع فترة الحمل، ووجود تعفنات عند المرأة لم تعالج قبل أو أثناء الحمل، إضافة إلى بعض العادات السيئة مثل عدم إعداد ملابس للمولود.
وشددت على أن القابلات واعيات بشكل كبير بأهمية الإجراءات البسيطة، لكن ذات الأهمية القصوى، التي تركز عليها الحملة وهي النظافة في قاعات التوليد والتدفئة ومساعدة المولود على التنفس بعد خروجه للحياة وتشجيع الرضاعة الطبيعية، لأننا “لا نريد فقط أطفالا أحياء، ولكننا نريدهم أحياء وفي صحة جيدة”.
وبخصوص مشكل غياب أطباء التوليد وأطباء الأطفال في أحيان كثيرة أثناء عمليات الولادة، خاصة في الحالات التي تكون فيها الولادة متعسرة أو الطفل في حاجة لرعاية خاصة بعد الولادة مباشرة، أكدت السيدة فضيل أن غياب طاقم طبي متكامل والإمكانيات التي تستلزمها بعض حالات الولادة ” تجعل القابلة تشتغل في قلق دائم خصوصا وأن لحظة الولادة تحمل معها في بعض الحالات مفاجآت غير سارة “.
وحرصت رئيسة الجمعية على إبراز الدور الأساسي الذي تقوم به القابلة على مستوى تتبع الحمل وتشخيص المضاعفات وتوجيه الحامل إلى مركز أكثر تخصصا في ظروف تضمن أمن وكرامة المرأة، وتأهيل المرأة لدور الأمومة نفسيا وبدنيا، والقيام بالولادة الطبيعية في جميع مراحلها، والعناية بالطفل أثناء الولادة وبعدها، وتوعية المرأة بأهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم والطفل، ومساعدتها على الإرضاع مباشرة بعد الولادة.
غير أنها حذرت من كون بعض المهام الأخرى التي تجد القابلة نفسها مضطرة للقيام بها ، ولا تدخل في نطاق مهامها مثل تحديد وضبط هوية المرأة الحامل وتحرير شهادة الولادة، قد تعرضها في بعض الأحيان للمتابعة القضائية، مستعرضة في هذا الصدد عددا من حالات المتابعة القضائية في حق قابلات.
ومن جهة أخرى، توقفت السيدة فضيل عند أهمية حملة إنقاذ آلاف الأطفال والأمهات من خلال التحسيس بضرورة تبني هذه الإجراءات البسيطة، حتى لا يكونوا ضحايا لظروف اشتغال غير مناسبة، خصوصا وأن نتائج إهمال هذه القواعد الأساسية لا يستهان بها سواء على الطفل أو أسرته أو المجتمع بصفة عامة، وهو الأمر الذي يتطلب تضافر جهود جميع المعنيين بهذا الشأن.