شباب الطريقة التيجانية مطالب بالمساهمة في الجهود الرامية إلى حماية تراث الطريقة وضمان استمرار إشعاعها (ندوة)

دكار – أكد المشاركون في أشغال ندوة فكرية وثقافية حول التراث التيجاني نظمت مؤخرا بالعاصمة السينغالية دكار احتفاء بالمولد النبوي الشريف، أن شباب الطريقة التيجانية مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالاستفادة من التراث المادي وغير المادي الذي خلفه أسلافهم والمساهمة في كل الجهود الرامية إلى حماية هذا التراث ورد الاعتبار للطريقة التيجانية بما يسهم في ضمان إشعاعها واستمراريتها.

وأبرز المشاركون في هذه الندوة التي نظمت تحت شعار ” تثمين التراث الثقافي والفكري للطريقة التيجانية: الرهان والتحديات بالنسبة للأجيال الحالية والقادمة” أن تبني مقاربة من هذا القبيل أمر لا محيد عنه من أجل ضمان الاستمرارية والتواصل بين الأجيال وإعادة تفعيل هذا التراث الغني مشيرين إلى أن “التيجانية ليست مجرد طريق إلى الله ولكن أيضا نشاطا فكريا وأسلوبا للعيش ونمطا للمعرفة”.

ودعوا إلى العودة إلى تراث شيوخ ووجهاء شيوخ الطريقة التيجانية الذين طبعوا تاريخ هذه الطريقة وتركوا بصماتهم عليها من خلال علمهم أو من خلال سلوكهم ومعاملاتهم التي تحث على السلم والتفاهم المتبادل والتسامح والكرامة، وذلك من أجل استخلاص العبر والبحث عن حلول للعديد من المشاكل الحالية والاستمرار في نشر قيم الإنسانية والتعايش.

وأضافوا أن من شأن هذه المقاربة أن تمكن الطريقة التيجانية من تعزيز صفوفها وموقعها باعتبارها طريقة للوعظ والإرشاد تدعو للاحترام المتبادل بين الناس وتسهر على راحتهم ومصلحتهم.

وذكر المشاركون في هذه الندوة أنه في عالم تسعى فيه العولمة بشكل أحادي وممنهج لطمس الخصوصيات والمعالم الوطنية والإقليمية والأسرية، وتغيير طبيعة العلاقة بين الناس وداخل المجتمع ، يتعين بذل جهود حثيثة لحماية التراث المادي وغير المادي الإسلامي بصفة عامة وتحديدا التراث التيجاني من خلال توثيقه وتصنيفه ورقمنته.

وسجلوا أن الحفاظ على هذا التراث يبقى أمرا بالغ الصعوبة يفرض تعبئة وحشد الهمم والعقول مؤكدين على ضرورة تحويل هذا التراث إلى ذاكرة حية تسلط الضوء والمقاومة والنصر الذي حققه الأسلاف وما قاموا به من أجل إعلاء راية الاسلام وتثبيت العقيدة ونشر الطريقة التيجانية.

وفي هذا الصدد اعتبر الاستاذ إيبا دير تيام في مداخلة خلال هذه الندوة انه من غير المعقول أن يبقى هذا الزخم من الإنتاج العلمي الذي راكمته الطريقة التيجانية حبيس رفوف الخزانات والمكتبات العائلية مسجلا غياب أية مبادرة علمية لدراسة هذا المتن ورقمنته وتجميعه في إطار مكتبة وطنية حتى تستفيد منه الأجيال الحالية والقادمة.