“شات جي بي تي”.. أي تأثير على المستويين الأكاديمي والمهني؟ خبير في الذكاء الاصطناعي يجيب

“شات جي بي تي”.. أي تأثير على المستويين الأكاديمي والمهني؟ خبير في الذكاء الاصطناعي يجيب

الأربعاء, 5 أبريل, 2023 - 14:20

(أجرت الحديث: فدوى الغازي)

الرباط – ما يزال تطبيق الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” (Chat GPT) (المحول التوليدي المدرب مسبقا) يثير إعجاب ملايين المستخدمين حول العالم. فبعد النموذج الأولي لوكيل المحادثة الذي يستعمل تقنيات تعلم خاضعة للإشراف (تم إطلاقه في نونبر 2022)، تم الكشف عن الإصدار الحالي “شات جي بي تي-4″، بينما سيتم متم العام الجاري إطلاق النسخة الجديدة التي يمكن أن تصبح ذكاء اصطناعيا شاملا، ولا يمكن تمييزها عن الإنسان.

في مقابلة خص بها وكالة المغرب العربي للأنباء، يوضح الخبير في التحول الرقمي، صلاح باينة، الحاصل على الدكتوراه في المعلوميات والتشغيل الآلي “الأتمتة” من جامعة لورين بفرنسا، والأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم بالرباط، الخصائص والمخاطر والإمكانات التي يتيحها هذا الذكاء الاصطناعي.

1- بداية، ما هي خصائص “شات جي بي تي” ؟

“شات جي بي تي” هي واجهة المحادثة من أجل التفاعل مع “جدول التقسيم ذو المعرفات الفريدة الشامل” (GPT)، وهو نموذج لغوي واسع النطاق. يقدم “شات جي بي تي” خدمات بمستويات متعددة من التعقيد. فمن الصعب جدا سرد جميع مميزاته، لكنني سأركز على أكثرها أهمية: لقد تم تدريب نواة “جي بي تي” على كميات هائلة من المعطيات النصية، وبذلك اكتسب مهارات لغوية ممتازة تتيح له فهم اللغات الطبيعية والتجاوب معها. ويمكن لـ “شات جي بي تي”، على الخصوص، الإجابة على أسئلة حول مختلف المواضيع مثل العلوم، والتاريخ، والجغرافيا، والفنون، والثقافة، والرياضة، والتكنولوجيا، إلى غير ذلك. كما يمكنه إنتاج نصوص (كتابة مقالات، وملخصات، وقصائد، ورسائل، أو حتى تأليف قصص).

في رأيي، فإن أهم قدرات “شات جي بي تي” هي تلك التي تتيح له إمكانية تعلم معلومات جديدة انطلاقا من النصوص التي يقدمها له المستخدم مباشرة، وبالتالي يصبح تطوير “شات بوت” خاص بسياقات معينة أمرا سهلا للغاية. وبشكل عام، فإن “شات جي بي تي” هو عبارة عن صندوق محادثة بقدرة كبيرة على الدردشة.

2- هل من شأن هذا التطبيق إثارة قلق الصحفيين بشأن مهنتهم؟

مثل العديد من المهن، فإن الصحافة معنية بشدة بتطورات الذكاء الاصطناعي وبالنماذج اللغوية مثل “شات جي بي تي”. يمكن أن يؤدي هذا النوع من التكنولوجيا إلى التشغيل الآلي (أتمتة) لبعض المهام الصحفية مثل كتابة المقالات الإخبارية، وإنجاز الملخصات والترجمة. أما الأمر الذي يدعو للتفاؤل، فهو أن هذه التكنولوجيا لا يمكنها أن تحل بشكل كامل محل كفاءات وخبرات الصحفيين البشر، الذين من خلال فهمهم العميق للمواضيع التي يغطونها، فضلا عن القدرة على التقييم والتحقق النقدي من مصادر الأخبار، بإمكانهم المحافظة على تنافسيتهم ومعارفهم.

من غير المؤكد أن جميع الصحفيين سيتمكنون من التأقلم مع التطورات التكنولوجية، من خلال تطوير قدراتهم وخبراتهم، ليظلوا مواكبين وتنافسيين في سوق الشغل، إذ من المحتمل أن لا يتمكن البعض منهم من مواكبة التطورات التكنولوجية.

3- هل من المحتمل أن يؤثر “شات جي بي تي” سلبا على المجال الأكاديمي؟

تتجلى مهام المجال الأكاديمي في تطوير معارف جديدة من خلال البحث الأكاديمي، وكذا تكوين كفاءات جديدة لجعلهم مواطنين متسقين مع القيم الكبرى للمجتمع.

لا يمكنني إعطاء حكم قيمة بتأكيد تأثيره السلبي على العالم الأكاديمي، لكن الأمر المؤكد هو أن “شات جي بي تي” والتقدم الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي لعائلة “شات جي بي تي”، سيؤثر حتما على المجال الأكاديمي في مهمتيه المتعلقتين بالبحث والتدريس.

ويمكن للباحثين والأساتذة استخدام “شات جي بي تي” من أجل اكتساب النجاعة والإنتاجية في صياغة وتركيب أعمالهم البحثية وكتاباتهم البيداغوجية. وهكذا، سيكونون قادرين على القيام بعملهم بشكل مختلف.

وكذلك الأمر بالنسبة للطلبة والباحثين الشباب. غير أن الخطر الكبير يتمثل هنا في التحول الجماعي نحو إنتاج وثائق ذات أصالة وإبداع متدنيين. فمن المهم الحرص على هذين الجانبين إذا أردنا الحفاظ على بحث وتعليم ذي جودة. فهل يجب منعه ؟ لا، لأننا سنخوض معركة خاسرة مسبقا ضد صندوق محادثة.

4- ما هي المخاطر المحتملة على مستوى المعطيات الشخصية ؟

تتطلب النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” بيانات ضخمة من أجل تدريبها. وقد لا تكون هذه البيانات شخصية، كون عملية برمجة نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد على المعارف الضخمة، كما هو الحال بالنسبة لمقالات ويكيبيديا والمكتبات العلمية ومنصات التواصل والتبادل بين المستخدمين مثل (StackOverflow و Redit). إن الخطر الحقيقي هنا هو التغليط، لأن الأنترنت فضاء متناقض، إذ يمكن أن نجد الشيء ونقيضه، لذلك من الضروري الانتباه إلى الهفوات التي يمكن الوقوع فيها .

5- هل سيكون استخدام الذكاء الاصطناعي آمنا ؟ وهل نتجه نحو تحالف ذكي بشري- اصطناعي؟

بالنسبة لهذا السؤال، أجد أنه من المهم أن أشارككم الإجابة التي قدمها “شات جي بي تي” بنفسه.

فبحسب “شات جي بي تي”، “لاستخدام الذكاء الاصطناعي مزايا عديدة، لكنه ينطوي أيضا على عدد من المخاطر والتحديات، لذلك يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس خطيرا أو مفيدا بطبيعته، لأن ذلك رهين بكيفية استخدامه.
وتشمل المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي أمن المعطيات وحمايتها، واتخاذ قرارات مبهمة ومغلوطة، وفقدان الوظائف، والاستقطاب الاجتماعي، لذلك من المهم تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية وشفافة.

وفي ما يتعلق بتحالف الذكاء البشري والاصطناعي، من الممكن تصور تعاون يجمع بين قوى الإنسان والآلة. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات الضخمة وأتمتة المهام المتكررة، بينما يمكن أن يشارك البشر في اتخاذ القرار النهائي وحل المشاكل المعقدة والإبداع.

ورغم ذلك، سيتطلب هذا النوع من التعاون أنظمة شفافة ومسؤولة للذكاء الاصطناعي، ومعايير أخلاقية واضحة، وتلقين المستخدمين البشر ومطوري الذكاء الاصطناعي الممارسات الجيدة. ومن المهم أيضا أن يتخذ الإنسان القرارات النهائية، باعتباره القادر على إصدار أحكام من وجهة نظر أخلاقية، بدلا من الاعتماد كليا على الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024 (ملاكمة/54 كلغ).. المغربية وداد برطال تتأهل إلى ربع النهائي

الثلاثاء, 30 يوليو, 2024 في 15:03

تأهلت الملاكمة المغربية وداد برطال، اليوم الثلاثاء، إلى الدور ربع النهائي في وزن أقل من 54 كلغ، ضمن دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

اليوم الثالث من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”.. أمسية فنية حافلة بإيقات متنوعة ومتميزة

الثلاثاء, 30 يوليو, 2024 في 11:02

تواصلت فعاليات الدورة الـ12 من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”، بمنصة كورنيش أبي رقراق بالرباط، بسهرة فنية، أحياها، مساء أمس الإثنين، عدد من الفنانين المغاربة، وذلك بمناسبة عيد العرش المجيد.

الاحصاء العام للسكان والسكنى.. انطلاق المرحلة الثانية من التكوين الحضوري للمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين بجهة الرباط -سلا – القنيطرة

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 14:58

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط، المرحلة الثانية من التكوين الحضوري الخاصة بتكوين المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية