سيدي إفني: تخليد الذكرى ال 66 لانتفاضة قبائل آيت باعمران

سيدي إفني – خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الأحد بسيدي إفني، الذكرى ال 66 لانتفاضة قبائل آيت باعمران.

وتعد هذه الذكرى، التي تتزامن مع تخليد الذكرى ال 67 لانطلاق عمليات جيش التحرير بجنوب المملكة، محطة مفصلية في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.

ونظم بالمناسبة، لقاء تواصلي احتضنه مقر عمالة إقليم سيدي إفني، أعرب المتدخلون خلاله عن مشاعر الفخر والاعتزاز بتخليد هذه الذكرى المجيدة الزاخرة بالأمجاد وروائع الكفاح الوطني والطافحة بالملاحم والبطولات التي سطرها رجال ونساء قبائل أيت باعمران إفني لمواجهة الاحتلال الأجنبي والتسلط الاستعماري.

كما استحضر المتدخلون أبرز الدلالات والدروس والعبر المستخلصة من هذه الملحمة الوطنية، مؤكدين على أهمية المحافظة على تراث المقاومة والتحرير، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل من خلال تعريف الأجيال الصاعدة بالأمجاد والبطولات الوطنية الخالدة.

وفي هذا السياق، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن الذكرى 66 لانتفاضة قبائل آيت باعمران بسيدي إفني تعد محطة مفصلية في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية والدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها.

وقال السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية تخليدا لذكرى انتفاضة قبائل أيت باعمران، إن هذا الحدث الوطني التاريخي سيظل شاهدا على تشبث أبناء قبائل آيت باعمران بمقدسات الامة وتمسكهم الازلي بالعرش العلوي المجيد ونضالهم المتفاني ضد الاطماع التوسعية للاحتلال الاجنبي ومقاومتهم المستمرة في سبيل الحرية الاستقلال الوطني والوحدة الترابية.

كما استحضر المندوب السامي مسارات ومراحل انتفاضة قبائل آيت باعمران وكذا الملاحم البطولية التي خاضتها هذه القبائل في مسيرة الكفاح الوطني، مشيرا إلى أن أبطال ومجاهدو هذه الربوع الأبية قد وقفوا في وجه الاطماع الاستعمارية الأيبيرية على امتداد تاريخهم التليد حيث تصدوا خلال النصف الأول من القرن الماضي للحملات العسكرية الاستعمارية المتتالية التي استهدفت سبل حريتهم واستقلالهم واظهروا تمسكهم بهويتهم الوطنية وببيعتهم الدائمة للعرش العلوي المنيف .

وأشار في هذا السياق، إلى أنه بعد أقدمت سلطات الحماية الفرنسية بالمغرب على مؤامرتها الشنيعة بنفي بطل التحرير والاستقلال والوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الشريفة، هب أبناء قبائل آيت باعمران لاستنكار هذه المؤامرة، واشتدت المواجهة بين ساكنة الإقليم والسلطات الاستعمارية وتأججت شعلة المقاومة بالمنطقة التي أصبحت منذ نهاية نونبر 1956 نقطة انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب، مستحضرا بهذا الخصوص، عند بعض المعارك البطولية ضد المستعمر ومنها بورصاص وبيزري وتيوغزة وبيجارفن وسيدي إفني .

من جهته، أكد عامل إقليم سيدي إفني الحسن صدقي، أن ملحمة انتفاضة قبائل أيت باعمران تعد محطة تاريخية ذات دلالات عميقة، مبرز أن هذه الذكرى هي إحدى تجليات التلاحم الدائم والتجاوب التلقائي بين العرش والشعب.

وأشار إلى أن الهدف من الاحتفاء بهذه الذكرى هو استحضار الملاحم البطولية والتضحيات الجسام التي صنعها أبناء هذه المنطقة من أجل نيل الحرية والاستقلال .

وأبرز باقي المتدخلين أهمية الاحتفاء بهذه الملحمة التاريخية التي تعد حدثا عظيما وثورة متجددة للتصدي لكل محاولات المس بسيادة المغرب وبوحدته الترابية، مشيرين إلى أن هذه الذكرى مناسبة لتعريف الأجيال الجديدة بتفاصيلها واستلهام الدروس والعبر من تخليدها.

وتميز هذا اللقاء، الذي حضره منتخبون ورؤساء المصالح الخارجية ومصالح أمنية وعسكرية، وشخصيات أخرى، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أبناء إقليم سيدي إفني، وتوزيع 62 إعانة مالية على عدد من المنتمين لأسرة المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بغلاف مالي إجمالي قدره 179 ألف درهم، تهم وإحداث مشاريع اقتصادية (3 إعانات)، والإسعاف الاجتماعي (59 إعانة) .

إثر ذلك، أشرف السيد الكثيري مرفوقا بعامل إقليم سيدي إفني، على افتتاح ساحة 23 نونبر وتدشين نصب تذكاري بالجماعة الترابية تيوغزة، تم إحداثهما بشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمجلس الجماعي تيوغزة، حيث تم إزاحة الستار عن لوحتين رخاميتبن مثبتتين بالنصب التذكاري إحداهما تضم نبذة عن انتفاضة قبائل أيت باعمران في 23 نونبر 1957 والأخرى تضم مقتطفات من الخطب الملكية السامية.