زيارة جلالة الملك لتونس، مناسبة لإرساء نموذج للتعاون الإقليمي المتضامن، مدعم برؤية براغماتية

زيارة جلالة الملك لتونس، مناسبة لإرساء نموذج للتعاون الإقليمي المتضامن، مدعم برؤية براغماتية

السبت, 31 مايو, 2014 - 16:08

واشنطن -بقلم .. فؤاد عارف –  تشكل الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجمهورية التونسية، بدعوة من الرئيس محمد المنصف المرزوقي، مناسبة لإرساء نموذج للتعاون الإقليمي المتضامن، مدعم برؤية براغماتية ، في إطار مقاربة ملكية تضع ضمن انشغالاتها طموحات شعوب المنطقة لتحقيق التقدم والرفاهية والوحدة.

ويرافق جلالة الملك في هذه الزيارة الرسمية، صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وهو ما يعطي حمولة رمزية لهذه الزيارة التي تأتي لتعزيز الروابط التاريخية القائمة بين البلدين، والتي تعطي الدليل على الإرادة الصادقة لبناء مستقبل واعد، بفضل الصداقة المتينة. وقد أعرب قائدا البلدين عن يقينهما وثقتهما في أن المغرب وتونس يتوفران على الموارد الضرورية لتعزيز شراكتهما على جميع المستويات.

ويأتي توقيع أمس الجمعة بالقصر الرئاسي لقرطاج بتونس، على ما لا يقل عن 23 اتفاقية تعاون بين البلدين، خلال حفل ترأسه جلالة الملك، الذي كان مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، والرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، للتأكيد على الإرادة الصادقة والأصيلة لقائدي البلدين للسير قدما في مسلسل تعزيز شراكة استراتيجية بين الرباط وتونس، وإرساء نموذج للتعاون، التي تظل المنطقة في حاجة ماسة إليه.

ويؤثر الوضع السائد في غياب اتحاد مغاربي، والذي يتسبب في انعكاسات سلبية، على دينامية نمو اقتصادات البلدان المغاربية الخمسة بالمنطقة، وهو ما يتجلى في فقدان حوالي 2 بالمئة من الناتج الداخلي الخام لكل بلد على حدة. فلم يعد الوقت يسمح للحسابات الضيقة والرؤى الماضوية، التي لا تبالي بتطلعات الشعوب، الراغبة في تحرير الطاقات في إطار تجمع إقليمي، يضم ذوي النوايا الحسنة، في سياق تتضافر فيه جهود القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق الصالح المشترك.

ويعتبر الملاحظون بواشنطن أن الزيارة الملكية تندرج في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يطمح إلى إرساء نموذج للتعاون الإقليمي المتضامن والبراغماتي، الحريص على الاستجابة إلى تطلعات شعوب المنطقة للتقدم الاقتصادي والوحدة.

وفي هذا الصدد، قال السفير الأمريكي السابق، إدوارد غابرييل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذه الزيارة تعتبر امتدادا للرؤية الثاقبة والاستباقية لجلالة الملك، كما تدل على ذلك العديد من الجولات التي قام بها جلالته، منذ اعتلائه العرش، بإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وبلدان أخرى”.

كما أبرز الدبلوماسي الأمريكي المقاربة الدينامية والمثمرة للمملكة، تحت قيادة جلالة الملك، في مجال الإصلاحات التي شرع في تنفيذها منذ اعتلاء جلالته العرش، وهي إصلاحات تسعى إلى تعزيز مكانة المغرب كبلد “رائد” بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وفي معرض حديثه عن المغرب العربي، ذكر السيد غابرييل بأن جلالة الملك ما فتئ يدعو إلى اندماج مغاربي متين وصادق، ويدعو الجزائر إلى مراجعة مواقفها وفتح الحدود من أجل إنشاء اتحاد إقليمي حقيقي في هذه المنطقة الاستراتيجية من القارة الإفريقية.

وهكذا، فإن طموحات شعوب المنطقة لتحقيق التقدم والرفاهية لن تكون ممكنة في غياب الأمن، علما بأن المنطقة تعاني من التهديدات المستمرة لجماعات إرهابية تتبني إيديولوجية تنظيم القاعدة، والتي استفادت من حالة الفوضى التي نجمت عن اضطرابات “الربيع العربي” في محاولة للتغلغل في الأنسجة الاجتماعية لزعزعة استقرار المنطقة.

وأكد نجيب عياشي، الرئيس المؤسس لمركز المغرب العربي بواشنطن، وهو مركز ابحاث يوجد مقره بواشنطن، أن الإسلام المتسامح والمنفتح الذي يدعو إليه المغرب يشكل أحد المحاور الكبرى لمكافحة الإرهاب والتطرف بمنطقة المغرب العربي وخارجها.

وقال عياشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب كان سباقا لمكافحة الإرهاب، مضيفا أن تجربة المملكة يمكن أن تكون مفيدة جدا لتونس في هذه الظرفية الصعبة جدا، بالنظر إلى الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.

وبخصوص الشق الاقتصادي، أعرب السيد عياشي عن ارتياحه لسلسلة الاتفاقيات التي تم توقيعها بمناسبة هذه الزيارة الملكية، موضحا أن هذه الاتفاقات، التي ستشمل مختلف مجالات التعاون، ستمكن من تعزيز الروابط القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وأضاف أنه “لا يمكن إلا أن ننوه بمختلف الاتفاقات، التي سيتم إبرامها خلال الزيارة الملكية”، مشددا على أهمية تعزيز الروابط بين بلدان شمال إفريقيا، خصوصا بلدان المغرب العربي وتضافر جهودها لمجابهة التحديات التي تواجه المنطقة سواء على المستوى السوسيو اقتصادي أو الأمني.

 

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2) في اللقاء الذي جمع بينهما اليوم السبت، على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.