آخر الأخبار
زيارة الوزير الأول الهندي إلى باكستان.. منعطف غير مسبوق في مسار العلاقات بين البلدين

زيارة الوزير الأول الهندي إلى باكستان.. منعطف غير مسبوق في مسار العلاقات بين البلدين

الإثنين, 28 ديسمبر, 2015 - 12:20

نيودلهي -من مراسل الوكالة بنيودلهي: سعد أبو الدهاج – تعد الزيارة المفاجئة التي قام بها الوزير الأول الهندي، ناريندرا مودي، الأسبوع المنصرم، إلى باكستان حدثا بارزا قد يشكل منعطفا تاريخيا غير مسبوق في مسار العلاقات الهندية الباكستانية، التي تشهد توترا كبيرا منذ أزيد من 60 سنة.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تساهم بقسط وافر في كسر الجليد بين المسؤولين الهنود والباكستانيين، وحث الجانبين على مضاعفة الجهود من أجل استئناف محادثات السلام المتوقفة بين البلدين، والتي شهدت الكثير من العثرات وانعدام الثقة المتبادلة.

فالزيارة التي قام بها ناريندرا مودي، الأولى من نوعها التي يقوم بها وزير أول هندي إلى باكستان منذ زيارة أتال بيهاري فاجبايي لإسلام آباد في يناير 2004، تشكل دفعة كبيرة باتجاه إرساء علاقات حسن جوار بين البلدين، وتجاوز مرحلة الفتور التي مرت منها خلال الفترات الأخيرة، بسبب عدد من الخلافات العالقة، لعل أبرزها إقليم كشمير المتنازع عليه بينهما.

وتعد الزيارة “مفاجئة” بامتياز، بالنظر إلى أن وزيرة الشؤون الخارجية، الهندية سوشما سواراج، كانت أعلنت، في تاسع دجنبر الجاري على هامش المؤتمر الوزاري الخامس حول أفغانستان المعروف باسم مؤتمر “قلب آسيا”، أن الوزير الأول ناريندرا مودي سيقوم بزيارة رسمية إلى باكستان خلال العام المقبل، من أجل حضور قمة رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك).

ومن المنتظر أن تؤدي هذه الدينامية بين الهند وباكستان إلى إيجاد أرضية مشتركة وتضييق هوة الخلافات التي تعكر صفو العلاقات بين الدولتين، من أجل الاتفاق على إرساء تعاون في مسألة الإرهاب العابر للحدود، وضمان الأمن والاستقرار على الخط الفاصل بينها في إقليم كشمير المقسم بينهما.

وتبرز أهمية هذه الزيارة في كونها تشكل فرصة غير مسبوقة لإعطاء نفس جديد للعلاقات بين الهند وباكستان والبحث عن آفاق جديدة للتعاون بينهما، خاصة في ظل تنامي التهديدات الإرهابية والهجمات التي يشنها تنظيم “داعش” في أنحاء المنطقة، لاسيما بعد أن أصبح لهذا التنظيم الإرهابي حضور متزايد داخل أفغانستان.

وقد تشكل الزيارة، الأولى لناريندرا مودي منذ تسلمه السلطة في أواخر ماي 2014، مناسبة لتهدئة الشكوك التي تراود سلطات نيودلهي تجاه العلاقات التي نسجتها مؤخرا باكستان مع الصين في مجال البنيات التحتية وطريق الحرير، وكذا علاقاتها المتنامية مع روسيا، بالرغم من تأكيدات مسؤولين روس أن هذا التقارب يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات.

غير أن أطرافا في المعارضة الهندية وجهت انتقادات شديدة للوزير الأول ناريندرا مودي، معتبرة أن الزيارة التي قام بها إلى باكستان “مجانية” و”متسرعة”، كما أن “الإقدام عليها لا يرقى إلى مستوى رجل دولة، وانه كان ينبغي عليه أن يدرس جيدا الخطوات التي يقدم عليها، خاصة إذا تعلق الأمر بقضية متشعبة ولها جذور تاريخية قديمة”.

ووصف حزب (المؤتمر) المعارض زيارة مودي بأنها “غير ذات جدوى”، مؤكدا أنه “لا جديد حدث على أرض الواقع يبرر الإقدام على هذه المغامرة”، لاسيما بعد إلغاء المحادثات رفيعة المستوى بين البلدين في غشت المنصرم بعد انتهاكات متعددة لوقف إطلاق النار عبر الحدود.

وفي هذا الصدد، قال مانيش تيواري، أحد قادة الحزب المعارض، “إن قرار ناريندرا مودي بزيارة باكستان يفتقر تماما إلى الحكمة.. بل إنه مثير للسخرية، ولا يرقى إلى مستوى التعامل بين الدول”.

لكن نالين كولي، المتحدث باسم حزب (بهاراتيا جاناتا)، الذي ينتمي إليه مودي، أشاد بهذا القرار الصعب والاستراتيجي، مؤكدا أن “الهند مستعدة لاتخاذ خطوتين للمضي قدما نحو إرساء السلام والاستقرار بين البلدين، إذا اتخذت باكستان خطوة واحدة لتحسين العلاقات”.

وفي المقابل، أبدى عدد من المحللين شكوكهم بشأن إمكانية تحويل الصداقة الجديدة، التي نمت بين ناريندرا مودي ونواز شريف، إلى تطور ملموس في العلاقات بين البلدين الجارين.

وكانت سوشما سواراج قد قامت، مؤخرا، بزيارة رسمية إلى باكستان، التقت خلالها برئيس الوزراء نواز شريف ومستشاره لشؤون السياسة الخارجية عزيز سرتاج، وذلك في سياق أجواء دشنها لقاء لم يكن مقررا، كان جمع بين الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي ونظيره الباكستاني في افتتاح أشغال قمة باريس حول التغيرات المناخية.

وقد تمخض عن هذا اللقاء إجراء محادثات أمنية بين مستشار الأمن القومي بالهند آجيت دوفال ونظيره الباكستاني نصير خان جانجوا بالعاصمة التايلاندية بانكوك، تركزت حول قضايا محاربة الإرهاب وإقليم كشمير المتنازع عليه وضرورة إرساء السلام بين البلدين.

ودأبت الهند وباكستان، خلال السنوات الأخيرة، على تبادل الاتهامات في ما بينهما بشأن انتهاك قرار وقف إطلاق النار على طول خط السيطرة الفاصل بين شطري إقليم كشمير المتنازع عليه.

كما تتهم الهند جارتها باكستان بدعم “المتشددين الانفصاليين” الذين يعبرون الحدود من الشطر الباكستاني من كشمير لمهاجمة قواتها المسلحة، فيما تتهم باكستان الجانب الهندي بانتهاك حقوق مواطني إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة.

يذكر أن الهند وباكستان خاضتا ثلاثة حروب، منذ استقلالهما عن التاج البريطاني في عام 1947، بسبب أزمة إقليم كشمير الحدودي.

اقرأ أيضا

الحق في الحصول على المعلومات.. حوار مؤسساتي لمراجعة الإطار القانوني

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 21:53

تم إطلاق حوار مؤسساتي يروم مراجعة الإطار القانوني لممارسة الحق في الحصول على المعلومات بما يستجيب بشكل أفضل لمتطلبات الإتاحة.

الدوري الملكي المغربي للقفز على الحواجز (محطة الرباط).. المنتخب السعودي يفوز بلقب كأس الأمم 2024

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 21:26

توج المنتخب السعودي للفروسية بطلا لكأس الأمم 2024 في القفز على الحواجز، المنظمة ضمن المحطة الثالثة للدورة الـ 13 للدوري الملكي المغربي الدولي، التي احتضنها المركب الملكي للفروسية والتبوريدة دار السلام بالرباط على مدى أربعة أيام (26 -29 شتنبر الجاري)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة 2024.. المنتخب المغربي يخرج من دور الربع بعد هزيمته أمام نظيره البرازيلي (3-1)

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 16:29

خرج المنتخب الوطني المغربي من دور ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، المنظم بأوزبكستان إلى غاية 6 أكتوبر المقبل، بعد الهزيمة، اليوم الأحد، أمام المنتخب البرازيلي (3-1).

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية