آخر الأخبار
رمضان في السنغال.. مناسبة لإشاعة قيم التضامن

رمضان في السنغال.. مناسبة لإشاعة قيم التضامن

الثلاثاء, 21 يونيو, 2016 - 11:30

 عبد اللطيف أبي القاسم

دكار- يشكل شهر رمضان الكريم في السنغال مناسبة لإشاعة قيم التكافل والتضامن، عبر مبادرات تقودها السلطات، والطرق الدينية، والمجتمع المدني، بل وحتى الأفراد ممن يرغبون في مساعدة المحتاجين وعابري السبيل من خلال تنظيم عمليات إفطار الصائم، أو “اندوغو” بلهجة الولوف.

ففي بلد تفوق فيه نسبة المسلمين 94 في المائة من الساكنة، ويبلغ فيه معدل الفقر 7ر46 في المائة حسب تقديرات البنك الدولي، يشكل العمل التضامني مسلكا تفرضه تعاليم الدين، والقيم الإنسانية، لمساندة المعوزين وتمكينهم من قضاء شهر الصيام في ظروف أحسن.

وفي حي بلاطو، مركز العاصمة دكار، تحرص الجمعية السنغالية للتكوين الإسلامي والعمل الإنساني (دائرة الأصفياء التابعة للطريقة التيجانية)، على تنظيم عمليات “اندوغو” كل يوم جمعة لفائدة المعوزين بشوارع الحي أو على مستوى المستشفيات لمرافقي المرضى الذي يخضعون للعلاج.

ويقول المدير التنفيذي للجمعية، خليفة بابكار ندياي، إن الأمر يتعلق “بتقليد بدأناه منذ سنة 1996، حين كنا طلبة وتلاميذ ولاحظنا أنه هناك العديد من المحتاجين وذوي المرضى ممن تضطرهم الظروف لقضاء فترة الاستشفاء مع مرضاهم القادمين من مناطق بعيدة مثل كازامانس أو سان لوي أو غيرهما، ولاسيما ممن يعانون من صعوبات مالية”.

وأبرز بابكار ندياي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذا الأمر دفعنا إلى تنظيم عمليات (اندوغو) خلال شهر رمضان لتمكين هؤلاء الاشخاص من وجبة الإفطار”، موضحا أن الجمعية توزع حوالي 500 وجبة كل يوم جمعة في شوارع وسط المدينة، ومستشفى دونتيك، والمساجد، وهو رقم نطمح لرفعه إلى ما بين 700 وألف وجبة.

وحسب المدير التنفيذي للجمعية السنغالية للتكوين الإسلامي والعمل الإنساني، فإن هذا العمل التضامني يتم بفضل مساهمات أعضاء الجمعية وهبات المحسنين وذوي النوابا الحسنة التي نعيد توزيعها على مستحقيها.

وأشار إلى أن “هناك فريقا من الأعضاء والمتطوعين من مختلف الفئات العمرية والطرق الصوفية بل ومن ضمنهم أصدقاء مسيحيون يساهمون معنا في تحضير الوجبات وتوزيعها. السنغال كلها تجتمع هنا لتكريس قيمة التضامن”، مؤكدا أن “العديد من الجمعيات استنسخت تجربتنا وتقوم بعمليات مماثلة. لقد تمكنا من تقديم النموذج، وإشاعة قيمة التضامن في بلادنا”.

وحسب القائمين على الجمعية، “ففي شهر رمضان، يشهد العمل التضامني الإسلامي أوجه، وهو يشكل مناسبة لإشاعة قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والإخاء والمساهمة في مكافحة الهشاشة”.

وإضافة إلى التضامن عبر العمل الجمعوي، فإن السلطات بدورها منخرطة في عملية التضامن هذه، حيث نظمت عمودية دكار، مؤخرا، وبتنسيق مع المسجد الكبير لدكار، يوما تضامنيا لتقديم قفف (اندوغو) للساكنة المعوزة، تضم السكر والحليب والتمر والقهوة.

ونقلت وسائل إعلام، عن إمام المسجد، باب أليون موسى سامبا، قوله إن هذا الدعم البالغة قيمته 20 مليون فرنك إفريقي (أورو واحد يساوي 656 فرنك إفريقي) سيمكن المستفيدين من وجبات إفطار لمدة ثلاثة أسابيع.

ولأن السنغال بلاد الطرق الصوفية بامتياز، فلا غرو أن يجتهد أتباع هذه الطرق في عمل الخير خلال الشهر الفضيل.

فعلى مستوى مسجد مسالك الجنان، أحد أكبر المساجد بالأحياء الشعبية لدكار، تنظم الطريقة المريدية، عمليات يومية لإفطار الصائم، بتمويل خاص من ممثل الخليفة العام للمريديين بدكار، أحمدو مبايكو فاي.

وفي هذا الصدد، يقول با بكر امباي، مسؤول التنظيم بمسجد مسالك الجنان، إن ممثل الخليفة العام للمريديين، رصد حوالي 10 ملايين فرنك إفريقي لرمضان الكريم لهذه السنة، يتم صرف 250 ألف فرنك إفريقي منها يوميا على عمليات (اندوغو).

ويوضح امباي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “هذه المبادرة التي تنظم منذ عشر سنوات، مفتوحة في وجه كل من هو محتاج لوجبة الإفطار من دون أي تمييز بينهم. نرحب بكل المسلمين، فقراء كانوا أو مجرد عابرين”، مشيرا إلى أنه تم لهذا الغرض تجهيز الفضاء الخارجي الواسع للمسجد بالأفرشة والكراسي، بما يمكن من استقبال أكبر عدد من المستفيدين.

ويضيف، هنا “تعمل نسوة الديوان على طهو كل ما يلزم لتكون مائدة الإفطار جاهزة في الوقت. أرز بالسمك أو اللحم أو الدجاج، وحليب وقهوة وتمر.. إنه تجسيد لقيمة التضامن التي يوصي بها القرآن الكريم”.

ويستحضر المريديون في تضامنهم هذا وصية الشيخ الخديم أحمدو بمبا، وردت في ديوانه “مسالك الجنان” يقول فيها:

“أما التصدق مع الإنفاق == فجمعا الخيرات باتفاق/

 فضائل الإنفاق والتصدق == كثيرة جدا على المتفق/

 وحيثما تصدق الإنسان == حفظه من البلا الرحمان”.

وعلاوة على هذا العمل المنظم، يحدث أن يصادف المرء أشخاصا منفردين غير مؤطرين بالضرورة في جمعيات أو طرق صوفية، يذرعون شوارع وسط العاصمة مشيا على الأقدام أو ركوبا على سياراتهم قبل أذان المغرب أو بعدما يأتي المساء.. حاملين معهم قوارير ماء ووجبات عشاء.. يوزعونها على المحتاجين من كل صنف؛ أشخاص مسنون، ذوو احتياجات خاصة، أمهات معدمات يهدهدن أطفالهن في العراء، وغيرهم كثير من الفقراء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

اقرأ أيضا

كأس العرش للغولف 2024 .. انطلاق منافسات الدورة التاسعة عشرة بالرباط

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 12:38

انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء بمسالك النادي الملكي للغولف دار السلام بالرباط، منافسات الدورة التاسعة عشرة لكأس العرش للغولف للموسم الرياضي 2024، التي تستمر إلى غاية 27 يوليوز الجاري.

المملكة المتحدة.. حضور قوي للمغرب في معرض فارنبورو للطيران

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 11:27

يبصم المغرب على حضور قوي في معرض فارنبورو الدولي للطيران، الذي يقام بجنوب غرب لندن من 22 إلى 26 يوليوز الجاري، بهدف إبراز المؤهلات التي يزخر بها المغرب من حيث فرص الاستثمار وتوفير الموارد في قطاع الطيران.‏

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء سلبي

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 10:58

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، على وقع الانخفاض، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تراجعا بنسبة 0,04 في المائة ليستقر عند 13.603,37 نقطة.