رئاسيات 2017 .. انطلاق السباق نحو الايليزي وهولاند خارج المنافسة

 باريس – على بعد خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 ، اتخذت وتيرة المنافسة منحى تصاعديا، يؤشر على احتدام السباق، خاصة مع اعلان عدد كبير من الشخصيات السياسية ترشحها، واعلان رئيس الدولة عدم خوضه غمار المنافسة على ولاية ثانية.

وهكذا اختار الرئيس الفرنسي وضع حد لعدة اشهر من التشويق باعلانه في فاتح دجنبر الجاري انه لن يترشح لهذه الانتخابات.

وقال هولاند في كلمة متلفزة بعد ان عرض مطولا حصيلة ولايته ودافع عن الاجراءات التي اتخذها  ” قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية”.

ولتفسير هذا القرار  اكد رئيس الدولة الفرنسية أنه “واع بالمخاطر التي يمكن أن تنجم عن خطوة من قبلي لن تلقى التفافا واسعا حولها”.

وقال  هولاند في خطابه الذي وصف بغير المسبوق من قبل الطبقة السياسية الفرنسية ، خاصة وانه اول رئيس فرنسي في ظل الجمهورية الخامسة يعلن عدم ترشحه لولاية ثانية “لن استطيع تحمل تشتت اليسار وانفجاره،وانا مع  مصلحة البلاد”.

وكان لقرار الرئيس فرانسوا هولاند تداعيات سواء على الانتخابات التمهيدية لليسار المقررة في يناير المقبل في افق رئاسيات 2017 ، حيث اعلن وزيره الاول مانويل فالس ترشيحه، او على الحكومة التي عرفت تعديلا مع خروج مانويل فالس من اجل التفرغ لحملته الانتخابية.

ومع اعلان مانويل فالس ترشحه من اجل الدفاع عن حصيلة ولاية هولاند التي ساهم فيها، يتوقع ان يحتدم التنافس خلال الانتخابات التمهيدية باليسار، التي ستشهد مشاركة وجوه من الحزب الاشتراكي، ضمنهم الوزيران السابقان ،أرنو مونبورغ، وبينوا هامون.

الى ذلك انخرطت شخصيات سياسية بشكل مباشر في الحملة الانتخابية، دون المرور بالانتخابات التمهيدية، من ضمنها وزير الاقتصاد السابق ايمانويل ماكرون، الذي غادر حكومة فالس، وخلق حركته الخاصة “الى الامام” (أون مارش)، متخذا بذلك مسافة من هولاند، فيما كان يعتبر من ضمن المقربين منه.

شخصية اخرى من اليسار ، جان لوك ميلانشون الذي ينتقد فكرة اجراء انتخابات تمهيدية باليسار، اعلن ايضا ترشحه للانتخابات الرئاسية لسنة 2017 ، معتبرا انه يريد تمثيل فرنسا “غير خاضعة”.

يذكر ان جان ميلانشون حل في المرتبة الرابعة بحصوله على نسبة 11.1 في المائة من الاصوات خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2012 ، حيث تقدم تحت لواء جبهة اليسار.

ورفض الحزب الراديكالي اليساري الذي يشارك ايضا في الحكومة ، فكرة اجراء الانتخابات التمهيدية ، مقدما رئيسته الوزيرة السابقة سيلفيا بينيل كمرشحة لرئاسيات 2017 .

من ناحية اخرى  فاز النائب الاروبي يانيك جادو في الانتخابات التمهيدية التي نظمها انصار البيئة ، فيما اقصيت النائبة والوزيرة السابقة سيسيل ديفلو من الدور الاول.

ولدى اليمين خلق فرانسوا فيون المفاجأة باقصائه للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من الدور الاول الذي نظم في نونبر.

 وفرض فيون الذي تولى منصب الوزير الاول في عهد الرئيس ساركوزي، نفسه بشكل كبير خلال الدور الثاني بهزمه الوزير الاول الاسبق العمدة الحالي لمدينة بوردو، ألان جوبي الذي كانت ترشحه استطلاعات الرأي لاشهر عديدة.

من جهتها اعلنت مارين لوبين رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، عن ترشيحها بعد حصولها على نتيجة تاريخية تجاوزت 17 في المائة  خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2012 ، يحذوها الطموح لبلوغ الدور الثاني هذه المرة .

ومن المقرر ان تتخذ حملة الانتخابات الرئاسية التي اطلقت منذ اشهر، وتيرة جديدة بعد الانتخابات التمهيدية باليسار في ينار القادم، فيما سيشرع المرشحون الباقون في سباقهم النهائي للوصول الى رئاسة الدولة الفرنسية ، التي سيعرف الفائز بها في السابع من ماي المقبل.