خطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية .. جيل جديد من الخطب الملكية التي تتميز بلغة صريحة ومباشرة (أستاذ باحث)

الرباط – قال محمد الهاشمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بن زهر بأكادير، إن خطاب جلالة الملك محمد السادس في افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية ينتمي إلى الجيل الجديد من الخطب الملكية التي تتميز بلغة صريحة ومباشرة غير مسبوقة.

وأوضح الهاشمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العنوان الأبرز لهذا الخطاب السامي هو تأكيد جلالة الملك على استعداد المغرب للمضي قدما في انتهاج الطريق الثالث للإصلاح والذي يرتكز على منطق التدرج بشكل يسمح بالتوفيق بين متطلبات التغيير مع الحفاظ على الاستقرار.

ومن جهة أخرى، اعتبر الباحث أن ما يمكن أن نستنتجه أيضا من هذا الخطاب هو أن نجاح هذا السبيل في الإصلاح يبقى مرتبطا بشروط أساسية ثلاثة، تتعلق أولا بضرورة ارتقاء النخب بالعمل السياسي من حيث التفكير والسلوك.

ودعا جلالة الملك، في هذا الصدد، حسب محمد الهاشمي، الأحزاب السياسية إلى الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة بإعداد البرامج وتكوين النخب والابتعاد عن السياسة السياسوية مع ضرورة استحضار المصالح العليا للوطن عوض تغليب منطق الحسابات السياسية الضيقة والانتهازية.

وأضاف الباحث أن الشرط الأساسي الثاني لنجاح الإصلاح يتعلق بأهمية تعزيز الثقة في المؤسسات، باعتبار ذلك أهم سبيل لتعزيز مصالحة المواطن مع العمل السياسي، مشيرا إلى أن جلالة الملك ألح على أهمية التسريع بإخراج الترسانة القانونية التي نص عليها الدستور الجديد إلى حيز الوجود.

أما الشرط الاساسي الثالث لنجاح الإصلاح فيتجلى، يقول الباحث، في أهمية الرهان على العنصر البشريº وهو ما عكسه تأكيد جلالة الملك في خطابه على إعادة فتح ملف إصلاح التربية والتكوين.