خطاب جلالة الملك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مرافعة قوية لإنصاف الدول النامية ودعم مساراتها نحو التقدم
نيويورك – مرة أخرى يأبى صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلا أن يظل المنافح القوي عن قضايا الدول النامية، خاصة منها الإفريقية، المتطلعة إلى تحقيق التنمية المستدامة، وإلى الإنصاف من خلال إعادة النظر في طريقة التعامل معها ودعم مساراتها التدريجية نحو التقدم.
فقد شكل الخطاب ، الذي وجهه جلالة الملك إلى الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنعقد بنيويورك في موضوع التنمية البشرية المستدامة، مرافعة قوية دفاعا عن الدول النامية، ضمنها جلالته نداءات حارة من أجل إنصاف هذه الدول، خاصة الإفريقية منها، والتعامل الموضوعي مع إشكالية التنمية بها، مشددا جلالته على أن تحقيق التنمية المستدامة لا يتم بقرارات أو بوصفات جاهزة.
وطالب جلالة الملك ، في هذه النداءات المتكررة ، بضرورة احترام خصوصيات كل بلد في مساره الوطني وإرادته الخاصة لبناء نموذجه التنموي، لاسيما بالنسبة للدول النامية، التي ما تزال تعاني من آثار الاستعمار، مذكرا بأن ما ينطبق على الغرب، لا يجب أن يتم اعتماده كمعيار وحيد لتحديد نجاعة أي نموذج تنموي آخر. كما لا ينبغي، يقول جلالته، المقارنة بين الدول حتى لو تشابهت ظروفها، أو كانت تنتمي لنفس الفضاء الجغرافي.
وذكر الخطاب الملكي بأن الاستعمار خلف ويلات وأضرارا كبيرة للدول التي كانت خاضعة لحكمه بحيث عرقل مسار التنمية بها، لسنوات طويلة، واستغل خيراتها وطاقات أبنائها، وأحدث شرخا عميقا في عادات وثقافات شعوبها، كما رسخ أسباب التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وزرع أسباب النزاع والفتنة بين الدول الجوار، و لذلك – يضيف جلالته – فإن الدول الاستعمارية ، و رغم مرور سنوات عديدة، تتحمل مسؤولية تاريخية في الأوضاع الصعبة والمأساوية أحيانا، التي تعيشها بعض دول الجنوب لا سيما في إفريقيا.
وقال جلالة الملك إنه ليس من حق هذه الدول، بعد كل هذه الآثار السلبية، أن تطالب بلدان الجنوب بتغيير جذري وسريع وفق منظومة غريبة عن ثقافتها ومبادئها ومقوماتها.
وهنا، وجه جلالة الملك نداء آخر إلى المجتمع الدولي بضرورة التعامل بالمزيد من الواقعية والحكمة مع الدول النامية، الإفريقية منها على وجه التحديد، وتفهم ظروفها في مساراتها الديمقراطية والتنموية والكف عن التمادي في فرض شروط صارمة عليها، تعرقل مسارها الطبيعي نحو التقدم.
وأضاف بهذا الخصوص “إن الدول الغربية ، والمؤسسات التابعة لها، لا تعرف سوى تقديم الكثير من الدروس، وفي أحسن الأحوال بعض النصائح. أما الدعم فهو ضعيف جدا ودائما ما يكون مشروطا. والأكثر من ذلك، فإنها تطالب دول الجنوب، بتحقيق الاستقرار والتنمية، خلال فترة محدودة جدا، ووفق مواصفات محددة ومفروضة، دون اعتبار لمسار هذه الدول، ولخصوصياتها الوطنية”
وذكر الخطاب الملكي، في هذا السياق، بأن الاستقرار لن يتحقق بدون تنمية، كما أن التنمية لن تستقيم بدون استقرار. وكلاهما مرتبط باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وثقافة وعادات شعوبها، وبتمكينها من ظروف العيش الحر الكريم.
وبما أن المعايير المعتمدة في عملية تنقيط وتصنيف هذه الدول أبانت عن محدوديتها وعجزها عن تقديم صورة موضوعية عن مستوى التنمية البشرية بها، دعا جلالة الملك إلى اعتماد الرأسمال غير المادي، ضمن المعايير الرئيسية لقياس ثروة الدول وتصنيفها، وذلك لأن الرأسمال غير المادي يقوم على مجموعة من المعطيات، المرتبطة بواقع عيش السكان، كالأمن والاستقرار، والموارد البشرية، ومستوى المؤسسات، وجودة الحياة والبيئة.
وبعدما ذكر جلالة الملك بمضمون الخطاب الذي ألقاه بأبيدجان في فبراير الماضي، و شدد فيه على أن إفريقيا ليست في حاجة للمساعدات الانسانية ، بقدر حاجتها لشراكات ذات النفع المتبادل، أكد جلالته أن تحقيق التنمية ليس مجرد مشاريع واعتمادات مالية، كما أن التخلف ليس مرادفا لدول الجنوب، لان المشكل، من منظور جلالته، لا يرتبط بطبيعة ومؤهلات الانسان الإفريقي، فقد أثبت قدرته على العطاء والابداع، كلما توفرت له الظروف الملائمة، وتحرر من الارث الثقيل الذي خلفه الاستعمار.
وحذر جلالة الملك ، في ختام خطابه ، من أن العالم اليوم يوجد في مفترق الطرق ” فإما أن يقوم المجتمع الدولي بدعم الدول النامية ، لتحقيق تقدمها ، وضمان الامن والاستقرار بمناطقها، وإما أننا سنتحمل جميعا ، عواقب تزايد نزوعات التطرف والعنف والارهاب، التي يغذيها الشعور بالظلم والاقصاء، والتي لن يسلم منها أي مكان في العالم”.
اقرأ أيضا
بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي
استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، بأداء إيجابي، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,23 في المائة ليستقر عند 14.201,34 نقطة.
المجلس الأعلى للحسابات يواصل تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي (مسؤول)
أكد الكاتب العام للمجلس الأعلى للحسابات، عبد العزيز كولوح، مساء أمس الاثنين بمجلس النواب ، أن المجلس، وعيا منه بأهمية التحول الرقمي، يواصل تنزيل وتنفيذ أهدافه الاستراتيجية “المنبثقة من القناعة الراسخة في تجسيد المهنية والشفافية باعتبارها أهم الدعامات الأساسية لتوطيد هذا الإصلاح”.
السيدة ابن يحيى: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي
أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، أن التوجهات العامة لبرنامج عمل الوزارة لسنة 2025 ترتكز على “تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي “من خلال تعبئة الفاعلين والارتكاز على برامج ذات الأثر المباشر على المواطن”.
أخبار آخر الساعة
-
بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي
-
المجلس الأعلى للحسابات يواصل تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي (مسؤول)
-
السيدة ابن يحيى: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي
-
مجلس حقوق الإنسان.. السيد زنيبر يترأس أول اجتماع للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين
-
متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه
-
باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)
-
مراكش: انعقاد المنتدى السنوي لأطراف “الشراكة من أجل تخزين الطاقة”
-
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)