خطاب جلالة الملك أمام الدورةالـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة لحظة فارقة تطبع الأذهان

خطاب جلالة الملك أمام الدورةالـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة لحظة فارقة تطبع الأذهان

الثلاثاء, 16 ديسمبر, 2014 - 21:48

بقلم .. فؤاد عارف

واشنطن- شكل الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة لحظة قوية ومؤثرة طبعت الأذهان بالنظر إلى محتوى وأصالة المرافعة الملكية لفائدة قارة إفريقية فخورة بثراها اللامادي، وهويتها المتعددة، وإسهاماتها المتفردة في العبقرية العالمية.

كما مثل هذا الخطاب الملكي إشادة بالتطور التاريخي لهذه القارة وبمواردها البشرية، قارة تقاوم اليوم كل الأحكام والقوالب الجاهزة التي أسقطت عليها من قبل رؤية استعمارية اختزالية.

ويجسد هذا الخطاب، الذي جاء مفعما بحس تاريخي سام، التزام جلالة الملك بخدمة القضايا العادلة للقارة، وهو الالتزام الذي تبلور من خلال إقامة شراكات مربحة للجميع، تضع العنصر البشري في صلب أي استراتيجية تنموية مستدامة من خلال رؤية تحمل كل الأمل لقارة أضحت اليوم في حاجة للفرص أكثر من المساعدة.

وتظل إفريقيا القرن الـ21، وفقا للنموذج التنموي الذي وضعه جلالة الملك، قوية بعواملها الداخلية للتنمية المستدامة، التي لم تعد اليوم ممكنة عبر مراجعة طبيعة العلاقات التي سادت إلى حدود الآن بين القوى الاستعمارية ليوم أمس وإفريقيا اليوم. فقد أصبح من الضروري التفكير في تفعيل “نظام جديد” متوازن، يرتكز على مقاربة جديدة تتيح لبلدان المنطقة التحكم في مستقبلها.

ولا يمكن في هذا السياق للمجموعة الدولية أن تتخلى اليوم عن مسؤوليتها إذ أن أي تأخر سيفسح المجال أمام القوى المتطرفة التي تستفيد من حالة التردد في الانخراط في استراتيجية للتعاون شمال جنوب متضامنة ومربحة للجميع. فكلما تأخرنا في إرساء ركائز هذه المقاربة، كلما أصبح العالم في مواجهة التطرف العنيف، وكذا مختلف التحديات المرتبطة بالتنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، قال جلالة الملك في خطابه أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن “العالم يوجد اليوم في مفترق الطرق، فإما أن يقوم المجتمع الدولي بدعم الدول النامية لتحقيق تقدمها وضمان الأمن والاستقرار بمناطقها، وإما أننا سنتحمل جميعا، عواقب تزايد نزوعات التطرف والعنف والإرهاب، التي يغذيها الشعور بالظلم والإقصاء، والتي لن يسلم منها أي مكان في العالم”.

لقد أصبح مصير المجموعة الدولية اليوم مترابطا أكثر من أي وقت مضى. وبهذا، شكل خطاب صاحب الجلالة نداء للضمير الجماعي للتخلص من رواسب العهد الاستعماري، وإعادة النظر في التعاون شمال جنوب على قاعدة متوازنة وعادلة، لأن رخاء وازدهار واستقرار العالم رهين بذلك.

وفي معرض تعليقها على الخطاب الملكي، أكدت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية، الواسعة الانتشار، أن “شعوب شمال إفريقيا، وخاصة المسلمة منها على العموم، تابعت بانتباه الخطاب الملكي أمام 193 بلدا عضوا بالجمعية العامة للأمم المتحدة”، مذكرة بأن جلالة الملك لا يعتبر زعيما للعالم العربي وحسب، بل هو أيضا مدافع قوي عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا جنوب الصحراء.

ولاحظت الصحيفة أنه في الوقت الذي تتبنى فيه جماعات إرهابية الإيديولوجية المدمرة للدولة الإسلامية في العراق والشام، يبقى جلالة الملك، سبط النبي، حامل رسالة الاعتدال والقبول بالآخر والتعايش بين الأديان، وهو نهج يحث على الانخراط ويلهم القادة المسلمين في جميع أنحاء القارة الإفريقية.

وفضلا عن الإشعاع الروحي لجلالة الملك على مستوى القارة، لاحظت الصحيفة أن جلالة الملك لم يفتأ عن تعزيز الشراكات مع الدول الافريقية من خلال وضع التجارب والخبرات المتراكمة لدى المغرب في مختلف الميادين رهن إشارتها، خاصة وأن النموذج المغربي يشكل مصدر إلهام بخصوص التنمية المستدامة التي تضع الإنسان الإفريقي في صلب الاهتمامات والاستراتيجيات.

وأضافت الصحيفة أن الخطاب الملكي أشار إلى الهوة التي تفصل بين الغرب والجنوب ما بعد الاستعمار، مؤكدة على الحاجة الملحة لإعادة النظر في العلاقة بين الدول الغربية والأمم الإفريقية عبر الاعتراف بأن هذه الأخيرة متمايزة ولا يتعين أن تعاني من مساوئ التعميم.

وأشارت (هافينغتون بوست)، في هذا السياق، إلى أن جلالة الملك دعا على وجه التحديد إلى “احترام خصوصيات كل بلد، في مساره الوطني، واحترام رغبته الذاتية في بناء نموذجه الخاص للتنمية. وهذا ينطبق بشكل خاص على البلدان النامية التي ما زالت تعاني من آثار الاستعمار”.

اقرأ أيضا

نوال المتوكل “فخورة” بإعادة انتخابها نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وتأمل أن يحصد المغرب أكبر عدد من الميداليات في الأولمبياد

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 10:32

أعربت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل، اليوم الجمعة، عن “فخرها” بإعادة انتخابها نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، متمنية أن يحصد المغرب أكبر عدد من الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024.

إقليم الرحامنة.. تدشين مشاريع تنموية بمناسبة تخليد الذكرى الـ25 عيد العرش المجيد

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 23:08

جرى، اليوم الخميس، تدشين عدد من المشاريع التنموية بإقليم الرحامنة، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد.

إقليم تاوريرت.. إطلاق مشاريع للتنمية الفلاحية والقروية

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:44

تم اليوم الخميس، على مستوى إقليم تاوريرت، إطلاق وتقديم مشاريع للتنمية الفلاحية والقروية، وذلك بمناسبة عيد العرش المجيد.