خبراء يتوقعون تنامي أعمال الإرهاب بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان

– إعداد مكتب بكين –

بكين- توقع خبراء صينيون وأجانب، شاركوا في ندوة ببكين، تنامي أعمال الإرهاب بعد الانسحاب الأمريكي المتوقع من أفغانستان نهاية 2016.
ورأى ثلة من القادة وسامي المسؤولين السابقين والدبلوماسيين من بلدان مختلفة أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان قد يؤدي إلى تصاعد أعمال العنف والأنشطة الإرهابية في البلدان المجاورة وتفاقمها في الشرق الأوسط برمته.
وعقدت الندوة بمناسبة الدورة الثالثة لمنتدى “سلام العالم”، التي استضافتها جامعة تسينغهوا المرموقة.
واعتبر عدد من المتدخلين أيضا أن الحرب، التي شنتها الولايات المتحدة على العراق في 2003، تعد أحد أخطاء واشنطن في المنطقة.
وأعربوا عن اعتقادهم بأن الأزمة الراهنة، التي تعيشها بلاد الرافدين، تثبت أن الحرب على العراق بقيادة إدارة جورج بوش الإبن كانت “خطأ فادحا”، داعين واشنطن إلى عدم تكرار التجربة في بلدان أخرى.
وأشار رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق دومينيك دو فيلبان إلى أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق “كانت خطأ وتمخضت عن سلسلة من التداعيات، ولم تكن لها صلة باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر”.
وأضاف دو فيلبان أنه خلال الـ60 عاما الماضية، ظلت منطقة الشرق الأوسط محط اهتمام العالم، جراء حالة الفوضى التي اعترتها وباتت ثروة النفط والغاز “لعنة” على هذه المنطقة، مشددا على ضرورة تحمل واشنطن “لمسؤولياتها الكبيرة إزاء ما حل بالمنطقة من اضطرابات وأعمال عنف، أفرزتها السياسات التدخلية التي انتهجتها فيها”.
وفي السياق ذاته، قال المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط، وو سي كه، “برغم عدم إقرار واشنطن بخطئها، فقد تأكد أن التدخل الخارجي في شؤون بلد ما، لا ينتج سوى ثمار مريرة”.
وأوضح وو أن التدخل العسكري الأمريكي في العراق “دمر توازنا داخليا قائما في هيئات السلطة والنسيج الاجتماعي وأدى إلى الفوضى الاجتماعية”، مضيفا أن واشنطن “قامت أيضا بتدخلات في سوريا، خلال السنوات الأخيرة، لتجعل المنطقة مرتعا خصبا لتصاعد الإرهاب، وهو ما يشكل تهديدا لمناطق أخرى وللعالم برمته”.
كما أعرب الخبراء عن اعتقادهم بأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان يعد “فشلا للإستراتيجيات الأمريكية بالبلدين، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على تزايد الأنشطة الإرهابية والتدفق المتبادل للمنظمات الإرهابية والمتطرفة، بين أفغانستان والشرق الأوسط”.
وتوقع مبعوث الصين الخاص السابق إلى الشرق الأوسط، وانغ شي دجيه، نشاطا أكبر لحركة طالبان وكذا منظمات أخرى بعد استكمال انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان.
وأوضح أن أفغانستان شكلت المهد بالنسبة لجماعات إرهابية منذ سبعينيات القرن الماضي، ومنها القاعدة التي تسللت، في ما بعد إلى عدد من بلدان الشرق الأوسط، مضيفا أن الكثير من عناصر التنظيمات الإرهابية تلقوا تداريب عسكرية في أفغانستان.
وأشار وانغ إلى أن “اتجاه الأنشطة الإرهابية ينقسم إلى فردي وآخر جماعي، ويشهد في سياقه تنقل عناصر الجماعات الإرهابية بين مختلف البلدان والأقاليم، مثل تنقلهم من أفغانستان إلى سوريا ثم إلى ليبيا المضطربة، واندماجهم مع الإرهابيين هناك”، مرجحا “تزايد تنقل تلك العناصر جراء انسحاب القوات الأمريكية، الأمر الذي سيذكي حدة الاضطرابات بالمنطقة”.
وبما أن الإرهاب يعد من بين أكبر التحديات التي تواجهها دول العالم، سواء في أوروبا أو أمريكا أو في آسيا وأفريقيا، نظرا لسرعة تنقل العناصر الإرهابية، فقد أكد منتدى “سلام العالم” على أهمية تضافر جهود مختلف الدول والمناطق والهيئات الدولية في مكافحة خطر هذه الظاهرة.
ودعا دو فيلبان دول الشرق الأوسط إلى مضافرة الجهود لكي تتمكن من الإمساك بزمام مصيرها، داعيا دول الخليج، “على وجه الخصوص، لتحمل مسؤوليتها وتغيير نهجها في التعامل مع القضايا الإقليمية، لكي يتحقق التعاون والتكامل بين بلدان المنطقة”.
وحث الدول العربية على اغتنام “فرصة أتاحتها الأزمة التي يواجهها الشرق الأوسط، للتعاون مع إيران وإعادة دمجها”، الأمر الذي اعتبره من “أهم الخطوات الفعالة لإحلال السلام في المنطقة”، مضيفا أن إيران “حققت تنمية اقتصادية جيدة، ويمكن أن تسهم في تحقيق تكامل بين دول المنطقة”. وقال إن ذلك “يتطلب الشجاعة والإرادة”.