(حوارات أطلسية) يبحث موضوع الصحة العقلية في وقت الأزمة

الرباط – انكبت الدورة الالكترونية الخاصة من المؤتمر الدولي “الحوارات الاطلسية” التي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، على موضوع “الصحة العقلية في وقت الأزمة” وتداعياتها على الكائن البشري.

وشكلت هذه الدورة التي انعقدت مؤخرا ونشطها السيد عزيز بوستة، مدير النشر لدى (بانورابوست)، مناسبة لتحليل مختلف العوامل المؤثرة على الصحة العقلية خلال وقت الأزمة وكذا تداعياتها.

وفي مداخلة لها بالمناسبة، أشارت عالمة الاجتماع السياسي ومؤسسة ورئيسة هيئة “النساء اللبنانيات من أجل المشاركة في اتخاذ القرار”، السيدة خلود وتر قاسم، أن تداعيات جائحة كوفيد-19 كانت كبيرة على الصحة العقلية، مؤكدة على ضرورة “الاستثمار في الثروة العقلية من أجل دعم المرأة”.

وأكدت السيدة وتر قاسم أنه لا يمكن مواجهة التحديات العديدة التي تواجهها النساء إلا عبر “مكافحة مختلف المشاكل العقلية، على غرار الاكتئاب والقلق”، مضيفة أنه ينبغي أن يتعلم كل فرد كيف يعالج نفسه ويرعاها منفردا، حيث إن “التغيير يعد علامة على الحياة، ويدفع كل واحد منا إلى التفكير بطريقة مبتكرة”.

وأوردت السيدة وتر قاسم مثالا للنساء اللاتي أفلحن في تجاوز عدة مراحل صعبة، بفضل تغييرات صغيرة في نمط العيش والتفكير، وأيضا في تصوراتهن للخوف، مبرزة أنه ينبغي “تحويل وضعية الأزمة إلى فرصة، وأيضا اعتماد تصور جديد للحياة، مما سيمكننا من بلوغ عالم أفضل”.

من جانبه، لاحظ السيد بارفيت أكانا، المدير التنفيذي لمعهد مونتو، والأستاذ الباحث في جامعة ياوندي II-سوا، أن “كوفيد- 19 هو الضيف الجديد لروح غياب الأمن الأفريقية”.

وقال بارفيت أكانا، استنادا إلى بحث ميداني أجري شهر مارس 2020، إنه “في ظل أزمة كوفيد 19، وأمام الخوف الناجم عنها، ثمة تاريخ، وهو جزئيا تاريخ القارة الأفريقية، والتنشئة الاجتماعية العنيفة وانعدام الأمن المستوطن، والذي يشكل الاتجار بالبشر والاستعمار نقطته المركزية. ويكون غياب الأمن المرتبط بالقلق إزاء الآخر، وأيضا بطريقة مأساوية”.

ومن جهتها، تطرقت السيدة فاطمة بوطبيب، أخصائية علم النفس العصبي ومديرة مركز الاستكشاف وإعادة الترويض المعرفي والوظيفي، إلى مختلف مراحل الجائحة، بدء من وصول الفيروس إلى المغرب ووصولا إلى رفع الحجر، قبل أن تستعرض التبعات والاضطرابات المسجلة لدى الأشخاص المسنين.

وذكرت أخصائية علم النفس العصبي أن الإجراءات المتخذة من أجل حماية الأشخاص المسنين أدت إلى وقوعهم في حالات اكتئاب، مضيفة أن “عدد المرضى زاد بشكل كبير، فيما تضاعف أعداد المصابين بمرض (ألزهايمر)، علاوة على اضطرابات الذاكرة والاضطرابات السلوكية والاضطرابات النفسية، التي لم تكن موجودة قبل الأزمة.

من جهته، قال السيد المصطفى الرزرازي، الباحث البارز لدى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وأستاذ تدبير الأزمات وعلم النفس الاكلينيكي، إن نقص المعلومات المناسبة بخصوص فيروس كوفيد-19، والشكوك المتصلة بطبيعته، أدت إلى خلل في تصورات الساكنة عن الفيروس، وتسببت في تزايد القلق بخصوص المستقبل.

وأشار الرزرازي إلى أن دراسة كورية أثبتت تأثر العالم بأكمله بجائحة كوفيد-19، مضيفا أن المعاناة من اختلالات نفسية بسبب الفيروس أصبحت جماعية، “الأمر الذي يعني أنه ينبغي علينا تغيير معاييرنا وأدواتنا في ما يخص التشخيص والتقييم”.