حماية حقوق الإنسان والنهوض بها بجهة كلميم واد نون عرفا “تطورا ملموسا” خلال السنين الأخيرة (رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان )

كلميم- قال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بكلميم واد نون توفيق برديجي، إن أدوار حماية حقوق الإنسان والنهوض بها بالجهة عرفا “تطورا ملموسا” خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن تفاعل المواطنين مع عمل اللجنة تعزز بشكل ملحوظ.

وأوضح السيد برديجي وهو أيضا عضو بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اللجنة سعت في السنوات الأربع الماضية إلى توسيع مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها لتشمل كافة أجيال حقوق الإنسان، مؤكدا انه بالإضافة الى العمل المتواصل حول الحقوق المدنية والسياسية هناك اهتمام متزايد بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، سواء من خلال التفاعل السريع مع شكايات المواطنين أو عبر إعداد تقارير حقوقية منتظمة وتنظيم أوراش ولقاءات وندوات صحبة شركاء وباحثين وفاعلين مدنيين.

وأضاف المسؤول الحقوقي أن عمل اللجنة في مجال الحماية شمل رصد ومواكبة الحركات الاحتجاجية وزيارة المؤسسات الاستشفائية، ومتابعة المحاكمات، والوساطة، وتلقي الشكايات، مشيرا إلى تلقي اللجنة الجهوية ل 455 شكاية، في غضون أربع سنوات (2012-2015) تهم مواضيع مختلفة منها ممارسة الحق النقابي، والتظلمات الإدارية، والشطط في استعمال السلطة، وإعداد بحوث موضوعاتية في قضايا هامة كوضعية الأشخاص في وضعية إعاقة وموضوع الألغام الأرضية وغيرها…

وأبرز أن عدد استقبالات المواطنين بمقر اللجنة بلغ 1654 استقبالا خلال الفترة ذاتها، فيما وصلت الاتصالات الهاتفية الواردة على اللجنة منذ سنة 2012 إلى اليوم 27 ألفا و830 اتصالا ترتبط، أساسا، بطلبات استفسار أو استشارة أو تتبع لقضايا منها ملفات جبر الضرر الفردي أو الجماعي المتعلق بضحايا انتهاكات الماضي (نظرا لكون المجلس الوطني لحقوق الإنسان هو المكلف بتنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة بشأن تلك الملفات).

وفي مجال النهوض بحقوق الإنسان، تعكف اللجنة، وفقا للسيد برديجي، على عقد لقاءات تواصلية مع منسقي الأندية التربوية بالجهة ومع أطر وتلاميذ المؤسسات التربوية، وكذا تنظيم دورات تكوينية، وموائد مستديرة، وندوات، ومعارض وقوافل، وأيام دراسية، وإبرام اتفاقيات شراكة مع مؤسسات مختلفة تروم تعزيز ثقافة حقوق الإنسان بالجهة.

وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان إن عدد الأنشطة التي نظمتها اللجنة بلغ، خلال سنوات 2012-2015، 155 نشاطا، من أبرزها تنظيم ندوة وطنية حول النقوش الصخرية بكلميم والتي يدخل تنظيمها في إطار المجهودات المبذولة لحفظ الذاكرة، وكذا المشاركة في دورات موسم طانطان، معتبرا أن المشاركة في هذا الموسم تعد “شكلا من أشكال حماية الحقوق الثقافية، خاصة وأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) تدرج الموسم ضمن التراث اللامادي للإنسانية”.

وأشار، في سياق ذي صلة، إلى اهتمام اللجنة بترصيد وتثمين التنوع اللغوي والثقافي الذي يميز جهة كلميم نظرا لامتزاج ألسنة وثقافات سكانها (الحسانية والأمازيغية والإفريقية والعربية..)، والإسهام بتعاون مع المراكز والمؤسسات الأكاديمية المعنية والباحثين في طبع أطروحات دكتوراه وبحوث تتعلق بتاريخ المنطقة وذاكرتها وتنظيم ملتقيات علمية حولها.

وبخصوص عمل اللجنة وعلاقتها مع باقي مؤسسات وإدارات الدولة، سجل السيد برديجي بارتياح تطور تفاعل الإدارات مع مراسلات اللجنة الجهوية بخصوص الشكايات، حيث ارتفعت نسبة هذا التفاعل من 7,14 في المائة سنة 2012 إلى 68,75 في المائة سنة 2014، و50 في المائة إلى غاية منتصف السنة الجارية.

(أجرى الحديث عصام واعيس)