حفل التسامح الموسيقى بأكادير يعود في دورته العاشرة للتغني بقيم المحبة والإخاء والتسامح

أكادير- كان شاطئ مدينة أكادير، مساء يوم الأحد، على موعد مع فعاليات “حفل التسامح” الغنائي في دورته العاشرة، والذي تميز بمشاركة نخبة من الفنانين المغاربة والأجانب، ألهموا حماس الآلاف من الجماهير التي حجت إلى الشاطئ لتتبع وقائع هذا الحفل.
فقد دأب جمهور أكادير وضواحيها، وزوار هذه المدينة من السياح المغاربة والأجانب، في مثل هذا الوقت من السنوات التسع الماضية، على التوافد، فرادى وجماعات، على الشاطئ للاستمتاع بلحظات من الموسيقى الراقية، والطرب الجميل الذي يتغنى بقيم المحبة والإخاء والتسامح.
واختارت “الجمعية من أجل التسامح”، التي تنظم هذا الملتقى الفني والثقافي العالمي، بمعية شركاء آخرين، شعار “جميعا بحفل التسامح” عنوانا للدورة العاشرة. وكان الجميع في الموعد، حيث بدأت الطلائع الأولى من جماهير الحفل تتوافد على شاطئ المدينة لتظفر بموقع يمكنها من الاستمتاع بلحظة انتشاء فريدة لا تتكرر إلا مرة في السنة.
عشرات الآلاف من محبي الرقص والغناء، من الذكور والإناث ومن مختلف الأعمار، توافدوا على شاطئ أكادير قبل بداية الحفل بساعات، وكلهم يتطلعون إلى وصول ساعة الصفر التي سيشرع فيها فنانو الدورة العاشرة من حفل التسامح في التغني بأعذب ما جادت به قريحاتهم الفنية.
أصناف مختلفة من العزف، وأشعار غنائية جمعت بين العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية، إيقاعات موسيقية غاية في الحيوية، وأشكال غنائية متنوعة، هذه الفسيفساء الفنية الفريدة كان لها ناظم واحد هو الجمهور الذي تجاوب مع الفنانين بشكل ملفت.
ردد الجمهور مقاطع من الأغاني التي كان ينشدها الفنانون بطلاقة، رقص الشباب والشابات دون كلل، تحول شاطئ أكادير إلى مرتع مسرحي ينبض بالحركة … كان المشهد غاية في التناغم ما بين الجمهور المنتشي بالفن الموسيقي الرفيع، والمغنين والفرق الموسيقية التي اجتهدت لتقديم أجود وأرفع ما لديها من تعابير وأحاسيس.
أسماء فنية ذات صيت عالمي صعدت خشبة حفل التسامح التي جهزت بأجود ما توفر من التقنيات الصوتية، والأضواء الباهرة، والديكور اللافت للانتباه لتقدم هدية جميلة لجمهور جاء ليحتفي بقيم كونية ما أحوج العالم إليها في الوقت الراهن.
ظل شاطئ مدينة أكادير لساعات يصدح بلغة موسيقية راقية ناقلة لأحاسيس تنطق بالتعايش والتسامح والحوار بين الثقافات والتمازج الحضاري وغيرها من القيم الكونية الرفيعة، التي أصبحت الإنسانية في أمس الحاجة إليها في وقت تعاظمت فيه الأعمال المخلة بهذه القيم المحتاجة إلى ترويجها وصيانتها.
لم يكن التجاوب مع حفل التسامح الموسيقي بأكادير مقتصرا على الجمهور الذي حج بالآلاف للاستمتاع بفقراته، ولكن التجاوب كان أيضا من طرف كبريات القنوات التلفزيونية التي حرصت خلال كل الدورات السالفة لحفل التسامح على نقل وقائعه للجمهور الواسع في مختلف بقاع المعمور.
وبالنظر للرسالة النبيلة التي يروج لها الحفل، وبالنظر كذلك لحرص المغرب الدائم على الانتصار لقيم التسامح والحوار، فقد حرصت القنوات التلفزيونية الشريكة على بث وقائع الحفل، كعادتها، في ساعات الذروة حتى يستمتع الجمهور الواسع في مختلف القارات بالنغم الراقي.
وعلاوة عن ذلك، فإن الترويج الإعلامي لحفل التسامح من طرف عدد من كبريات القنوات التلفزيونية العالمية سيكون له وقع أيضا على إيصال خطاب التسامح والتعايش للجمهور الواسع في مختلف البلدان، ومما لا شك فيه أن في ذلك رسالة تذكيرية بأن المغرب كان و لازال وسيظل أرضا للقبول بالآخر، وللحوار بين الثقافات، والإسهام في بناء مجتمع كوني قاسمه المشترك هو الإخاء والتضامن والتسامح.

(إعداد : مكتب أكادير)