حضور المغرب في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان.. ثلاثة أسئلة لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان، أمينة بوعياش

بوينوس أيريس – في أعقاب اختتام أشغال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي تواصلت أشغاله على مدى أربعة أيام (20 -24 مارس 2023) والذي عرف مشاركة أزيد من 21 ألف شخص يمثلون 98 بلدا منها، المغرب الذي بصم على مشاركة لافتة سواء من خلال وفد المجلس الوطني لحقوق الإنسان أو وفد برلماني أو وفد يمثل أعضاء المجتمع المدني والحقوقي، أجابت السيدة أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان في حديث خصت به قناة الأخبار المغربية M24 على ثلاثة أسئلة حول المشاركة المغربية في النسخة الثالثة من هذا المنتدى الذي سبق للمغرب أن احتضن دورته الثانية بمراكش 2014، كما احتضنت العاصمة الرباط في فبراير الماضي اللقاء التمهيدي لدورة بوينوس أيريس.

سؤال:

بعد أن أسدل الستار عن فعاليات المنتدى العالمي الثالث لحقوق الإنسان بالأرجنتين، كيف تقيمون المشاركة المغربية في هذا الموعد الحقوقي العالمي؟

جواب:

المجلس الوطني لحقوق الإنسان يشارك للمرة الثالثة في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بعد نسخة البرازيل 2013 و الدورة الثانية التي نظمت بالمغرب في 2014.المجلس الوطني لحقوق الإنسان كان حاضرا بقوة في دورة بوينوس أيريس إلى جانب العديد من الجمعيات غير الحكومية وكان المغرب من المؤسسين لهذا المنتدى الذي يجمع بين الحكومات والجمعيات غير الحكومية والهيئات الوطنية لحقوق الإنسان.

كانت هذه المبادرة لدول الجنوب، إذا جاز القول، من أمريكا اللاتينية وإفريقيا على أن يكون هناك تناوب ما بين هاتين القارتين من حيث تنظيم هذا المنتدى العالمي لحقوق الإنسان. أعتقد أن المنتدى العالمي لحقوق الإنسان يشكل دائما مناسبة للتداول وتبادل التجارب والممارسات الفضلى بخصوص الديمقراطية وحقوق الإنسان، على اعتبار أن الدول الافريقية والأمريكية اللاتينية هي دول ناشئة في مجال الديمقراطية وبالتالي هي في حاجة كذلك إلى تبادل التجارب وتوسيع النقاشات ذات الصلة والاستفادة من التجارب الدول الأخرى.

بعد المشاركة في البرازيل 2013 قمنا بتنظيم المنتدى العالمي لحقوق الإنسان 2014 في مراكش لنصل اليوم بعد سنوات إلى محطة بوينوس أيريس. وقمنا بطلب من زملائنا بالأرجنتين بتنظيم منتدى تمهيدي للمنتدى العالمي مكن من تعبئة القارتين معا الأمريكية والافريقية في هذا المنتدى، وبالتالي أعتقد أنه كان حضور المجلس الوطني لحقوق الانسان قويا منذ 2013 و إلى غاية اليوم وأيضا بالنظر لدوره في تنظيم المنتدى التمهيدي في فبراير الماضي والنجاح الكبير الذي عرفه تواجد مشاركين من مستوى عال.

سؤال:

ما هي برأيكم أبرز المواضيع التي حملها منتدى الرباط التمهيدي إلى بوينوس أيرييس؟

جواب:

المشاركة المغربية في منتدى الأرجنتين تميزت بتنوعها فإلى جانب حضور المؤسسة الوطنية هناك أيضا حضور جمعوي للمجتمع المدني بالاضافة إلى البرلمانيين، وجرى النقاش بشأن مواضيع تكتسي أهمية كبرى بالنسبة إلينا من حيث القانون الدولي وحقوق الإنسان و العدالة الانتقالية والذاكرة.

والمجلس عن طريق ممثليه كانت لديه فكرة واضحة جدا تم استيعابها وتم اعتمادها والمتمثلة في كون العدالة الانتقالية هي تجارب بالأساس نابعة من أمريكا اللاتينية وأفريقيا لكن التنظير لها وإعمالها ضمن القالب المفاهيمي هو بالاساس من دول ليست من دول الجنوب بل هي دول الشمال.

وبالتالي كانت الدعوة إلى ضرورة الحرص على تملك ليس فقط التجربة ولكن أن نتعامل معها لتطويرها كمفاهيم و نظريات للأعمال الديمقراطية.

سؤال:

هناك عنصران أساسيان تم طرحهما على طاولة النقاش حول حقوق الإنسان ويتعلق الأمر بالبيئة والهجرة ما هي المقترحات التي قدمتموها في منتدى بوينوس أيريس؟

جواب:

نحن نعلم أن الهجرة إشكالية، لكن يمكن أن نقول بأن دول الجنوب لديها تجارب جيدة و نخضع كدول سواء بأمريكا اللاتينية وافريقيا للتقييم الدولي والكوني لأن أغلبية هذه الدول هي مصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق المهاجرين وحماية عائلاتهم.

فهذه الفكرة التي انطلقت من الرباط مازالت تأخذ مسارها بمعنى أنه نحن أصحاب المنظومة الدولية في ما يخص تطوير حماية الحقوق المهاجرين فعليا ومن حيث الاجتهادات الدولية وتفاعلها ومن حيث توسيع حقوق حماية المهاجرين.

اليوم يتعرض المهاجرين في دول الشمال لحملات و ممارسات تمس بكرامتهم للونهم أو لدينهم ومعتقداتهم وثقافاتهم. نتمنى أن نتوصل الى عمل مشترك على المستوى متعدد الأطراف وهذه هي رسالتنا إلى الدول وهي التكتل على المستوى المهام متعددة الأطراف للامم المتحدة لتجسيد هذا الصوت القادم انطلاقا من هذه النقاشات التي عرفها المنتدى العالمي لحقوق الإنسان سواء بالرباط أو بوينوس أيريس.

وعلى غرار إشكالية الهجرة هناك التغيرات المناخية بنفس المنطق وكانت قد تم طرحها لاسيما وأن دول جنوب سواء بأمريكا اللاتينية او بافريقيا تعتبر الحلقة الأضعف وبالتالي هي ضحية لهذه التغيرات المناخية التي ليست مسألة تقنية مالية فحسب.

التغيرات المناخية تدفعنا إلى إعادة النظر بشكل جذري في نمط الحياة وفي تدبير الوفرة التي هي متوفرة في دول الشمال لكن بلدان الجنوب هي التي تؤدي الثمن.

أظن أن مختلف النقاشات التي تم إطلاقها في الرباط وجدت صداها في منتدى الأرجنتين، وتمت مناقشتها مع عدد من الفاعلين لاسميا من البرازيل وكذلك ضمن لقاءات مع ممثلين عن الحكومة الأرجنتينية حيث تم التأكيد على متابعة هذه المواضيع على المستوى متعدد الأطراف.