“حجر لصيد الأشباح” لسعيد منتسب .. كتاب يستدعون ذاكرة الآباء وطفولة الشغف الإبداعي

“حجر لصيد الأشباح” لسعيد منتسب .. كتاب يستدعون ذاكرة الآباء وطفولة الشغف الإبداعي

الخميس, 14 أبريل, 2016 - 11:17

الرباط – “حجر لصيد الأشباح” عنوان كتاب صدر للكاتب المغربي سعيد منتسب متضمنا نصوصا نسقها وقدم لها المؤلف، تتقاسم رحلة الحفر الحميمي في الذاكرة والجذور والانتماء.

تحت عنوان فرعي “كتاب يتجسسون على أجدادهم”، يقترح سعيد منتسب على نخبة من الأدباء المغاربة الإبحار في ذاكرة الطفولة تقفيا لظلال الجذور البيولوجية في كتابتهم، من منطلق أن الكتابة تبني وجودها، على حد تعبير المؤلف، “على تغييب الآباء والمعلمين والمرشدين، وذلك بممارسة فعل القتل في حقهم”.

29 كاتبا وكاتبة، من مشارب وأجناس إبداعية شتى، يقبلون لعبة فتح كتاب الذاكرة الخاصة، شجرة الأصول، التباسات العلاقة مع الآباء، إرهاصات فتنة الأدب، شعرا أو سردا، فجاءت هذه النصوص مشبعة بالنوستالجيا لكنها أيضا حافلة بإنتاج المعرفة حول شجرة الكتابة وجينيالوجيا الموهبة الأدبية.

في هذا الكتاب، الصادر عن دار سليكي أخوين بطنجة في 119 صفحة، يلاحظ سعيد منتسب أن لكل كاتب جذورا تمتد إلى طفولته التي تعتبر من أساسيات ومحفزات ومستلزمات فعل الكتابة. وإن كان بعض الكتاب اختاروا الكتابة عن النصوص المؤسسة التي أثرت في طرقهم أبواب الأدب، فإن كتابا آخرين اختاروا أن يكشفوا قصص أهلهم وأرضهم وأصدقائهم المفعمة بالتفاصيل، وعلى هذا النهج، يعطي منتسب الكلمة لهذه المجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، في حفريات استرجاعية وتأملية لعلاقة الذات بالجذور، مسقط الرأس، بيت العائلة، جدة الحكايا، رباط الوالدين … الخ.

عندئذ يطرح المؤلف طائفة من الأسئلة التي أطرت نصوص الكتاب المساهمين، من قبيل : هل يمكن للكاتب أن يتحدث عن شجرة أنسابه باطمئنان، هل يستظهر أسماء أسلافه البيولوجيين ويقتفي آثارهم إن كانوا قد راكموا آثارا ؟ هل يحتفظ بشيء منها ؟ ما هي أصولهم (عربية، إفريقية، أمازيغية، يهودية، أوروبية، اندلسية) ؟، وإذا كان لكل كاتب مغربي أجداد مبدعون، في الفكر والأدب والفن، فما هي حدود ترسبهم في الانتاج الأدبي والفكري لهذا الكاتب ؟ هل يعي وجودهم داخل إنتاجه، أم يكتشفه مع النقاد؟ هل يمارس القتل في حقهم، ام يميل نحو الاحتفاء بهم والكشف عن نسبه إليهم ؟.

تكتب لطيفة باقا في نص تحت عنوان : “خفة الكائن” : “أعرف أن قدر الشجرة جذورها، وأعرف أيضا أن هذه الجذور مجبولة على الامتداد في عمق الأرض، وأن استمرار الشجرة في أغصانها التي تتساوق في السماء وتعلو لتمنح الأوراق فرصة استنشاق هواء جديد فتتحرك مع الريح وتحدث جلبة هي جلبة الحياة … لكني أيضا أدرك أن قصتي مع الجذور لم تكن بهذه البساطة البيولوجية”، لتستطرد معبرة عن نزعتها الى الخروج من العش العائلي والخروج على الخلية الاجتماعية المقيدة لحركة الإنسان الحر : “أن نتخفف من ثقل الموتى يعني أن نكون أنفسنا، ما يكفي لاختيار الجذر الذي يناسبنا”.

على ذات المنحى، وتحت عنوان : “قطعت هذا الحبل”، يمضي عميد القصاصين أحمد بوزفور الى القول : “لا أفكر كثيرا في أجدادي. لا البيولوجيين ولا الأدبيين والفكريين. أحب أن أحتفظ بحريتي، وأن أحس بها .. الآن .. وإلى آخر حياتي. أعرف أن لي أجدادا من هؤلاء وأولئك .. وأنهم بعض مني .. أو حتى كلي .. مختلطا متفاعلا. مادة كيميائية مركبة من أحماض مختلفة. لكن الكل ليس فقط مجموع أجزائه”.

من جانبها تعود لطيفة البصير إلى ذاكرة جدتها زهرة التي عمرت طويلا وجدها أحمد الذي جمع بين شخصية رزينة مالكة للثقافة والعلم وأخرى عصبية في علاقته مع أهل البيت. تذكر أيضا إثم القراءات السرية التي خاضتها في بدايات العمر، مع المنفلوطي وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وجورجي زيدان لتخلص الى القول : “كل هؤلاء ألهموني رغم أنني لا أسعى وراء قراءاتي إلى أن أسير على خطاهم، إلا أنني لا أستطيع أن لا أستمتع بعوالمهم وأجعلها تعيش بداخلي، فلا يمكن أن نأتي من عدم. نحن لنا جذور سبقتنا في النسب والكتابة”.

اقرأ أيضا

إفران: تدبير الذكاء الاصطناعي في قلب النقاش بجامعة الأخوين الصيفية

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:54

تواصلت أعمال الدورة الثانية للجامعة الصيفية للأخوين بإفران، المنظمة من 21 يوليوز إلى 26 منه تحت شعار “سد فجوة الكفاءات في تدبير منتجات الذكاء الاصطناعي”، أمس الثلاثاء، بمشاركة مختصين من المغرب والخارج.

عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) بلغ 78.4 مليون زبون عند متم يونيو 2024

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:50

بلغ عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) 78,4 مليون زبون، عند متم شهر يونيو 2024، بزيادة بنسبة 5.1 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.

بورصة الدار البيضاء .. تداولات الافتتاح على وقع الأخضر

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:47

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الأربعاء على وقع الأخضر، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,54% ليستقر عند 13.676,61 نقطة.