جوائز نوبل .. تقدير متميز في مختلف المجالات يتم تمويله من عائدات ثروة ”تاجر الموت”

(إعداد مراسل الوكالة بستوكهولم : جهاد بن شقرون)

ستوكهولم- تمثل جائزة نوبل، التي يفتتح موسمها اليوم الاثنين، أعلى تميز يتم منحه في عدة مجالات. وذلك بفضل ألفريد نوبل، ذلك العالم السويدي البارز، الذي اخترع الديناميت وقرر تخصيص عائدات ثروته لمكافأة العلماء الذين يساهمون، بشكل أفضل، في رفاه البشرية. وهذا يأتي كرد على أولائك الذين اتهموا هذا العالم بأنه “تاجر الموت”.

وقد ترعرع ألفريد نوبل، الذي ازداد في عام 1833، بستوكهولم في السويد، وسافر بعد ذلك إلى أوروبا والولايات المتحدة، قبل أن يستقر في فرنسا. وفي هذا البلد وتحديدا بباريس كان يعمل ألفريد نوبل في مختبر الكيمياء، حيث التقى العالم الإيطالي أسكانيو سوبريرو مخترع النتروجليسرين.

ويتوفر ألفريد نوبل على أكثر من 300 براءة اختراع، لكن الجانب المتعلق باختراع الديناميت هو الذي ساهم في شهرته وفي مراكمته لثروة كبيرة. ومن المعروف أن هذا العالم المشهور هو أول من توصل إلى استعمال وتحويل مادة الديناميت، وهي نفس المادة التي دمرت مصنعه في عام 1863 قرب ستكهولم مما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص، من بينهم شقيقه الأصغر.

وعلاوة على ذلك فهو مخترع موهوب ومهتم بالأدب، إلى جانب تصنيع الأسلحة والمتفجرات، مع الإشارة إلى أنه انشغل في سن مبكرة بالعلوم وخاصة الكيمياء.

وبالعودة إلى جائزة نوبل، فإن ألفريد نوبل، الذي ليس لديه أبناء، قرر في إطار إحداثه لهذا الجائزة الهامة، إنشاء مختلف اللجان المكلفة بمنح هذه الجوائز كل عام، وهي الأكاديمية السويدية للآداب، ومعهد كارولينسكا للطب، والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في الفيزياء والكيمياء، وجمعية منتخبة خصيصا من قبل البرلمان النرويجي من أجل السلام.

وتوفي نوبل في عام 1896 في سان ريمو (إيطاليا)، وبعد خمس سنوات من وفاته نظم الحفل الأول الخاص بتسليم جائزة نوبل، التي تشمل مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام والاقتصاد.

كما تأسست في عام 1901 مؤسسة نوبل، التي عهد إليها بالإشراف على منح هذه الجائزة. وخصص مبلغ يقارب 31,5 مليون كورونة سويدية لإنشاء هذه المؤسسة.

وفي وصيته الأخيرة، التي كتبها في باريس عام 1895، رسم ألفريد نوبل هدفا محددا لثروته يتمثل في “إنشاء صندوق توزع فوائده كل سنة على شكل جوائز لفائدة أولئك الذين أسدوا خدمات عظيمة للبشرية”.

وفي 1968 أنشأ البنك المركزي السويدي (ريسكبنك) بمناسبة الذكرى المائوية الثالثة لتأسيسه، جائزة للعلوم الاقتصادية تكريما لذكرى ألفريد نوبل، ووضع رهن إشارة مؤسسة نوبل مبلغا سنويا موازيا لقيمة الجوائز الأخرى.
وفي سنة 2013، بلغت قيمة كل جائزة من جوائز نوبل ثمانية ملايين كورونة سويدية (حوالي 900 ألف أورو).

وتشمل لائحة المرشحين للظفر بهذه الجائزة، برسم هذه السنة، أسماء الأمريكي إدوارد سنودن، والبابا فرانسيس، والطفلة الباكستانية ملالا يوسف زاي، حيث المنافسة محتدمة وشرسة بين أكثر من 240 ترشيحا.

ومن المقرر الإعلان عن الفائزين بالجائزة في شهر أكتوبر الجاري، على أن يقام حفل توزيع الجوائز بالسويد في 10 دجنبر من كل سنة، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لتاريخ وفاة نوبل.

وبشكل عام، فإن جوائز نوبل تعد في أذهان الناس أعلى تميز في العالم، وذلك في ما يتعلق بنوعية الاختيار والقيمة المالية، فضلا عن كونها رمزا لتتويج أعمال وابتكارات العلماء والشخصيات المتميزة في مجالها.