جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ببني ملال .. نموذج للجمعيات المحلية الفاعلة في المجال البيئي

                                                 (المصطفى الناصري)

    بني ملال – أضحى فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ببني ملال، منذ تأسيسه في نونبر 2004، من بين الجمعيات النموذجية الفاعلة محليا من خلال اهتمامه بقضايا البيئة والتنمية المستدامة بهذه المدينة ومحيطها.

   وتعتمد الجمعية رؤية بناء مجتمع متضامن ومنسجم مع قيم ومبادئ التنمية المستدامة، انطلاقا من المساهمة في إصلاح المناهج التعليمية، خاصة مناهج مادة علوم الحياة و الأرض وتطوير تدريسها والارتقاء بالتربية البيئية و التربية على التنمية المستدامة والتربية الصحية.

   وترى الجمعية أنه بالإمكان التغلب على مختلف الاكراهات والصعوبات المرتبطة بمحيط عيش الساكنة من خلال إنجازها لمشاريع وأنشطة تربوية وعلمية و بيئية وصحية وتدبيرها لمركز التربية البيئية، وإحداثها مراكز للتربية الصحية و العلمية وأيضا مساهمتها في تأسيس وتنشيط أندية بيئية وصحية و علمية بالمؤسسات التعليمية، إلى جانب الترافع في مجالات اشتغالها.

    ولأن قضايا البيئة تهم مختلف شرائح المجتمع، تنهج الجمعية مقاربة تشاركية تعتمد على انخراط مختلف الفئات، حيث تضم تشكيلة التسيير فاعلين متعددين من مدرسين ومتقاعدين ومفتشين تربويين و طلبة وخريجي مراكز التكوين أو مؤسسات التعليم العالي في تخصص علوم الحياة و الأرض، وأعضاء منتسبين وآخرين شرفيين.

    وتشرف الجمعية على عدة أنشطة بيئية تستهدف من خلالها فئتي الشباب والأطفال كتنظيمها تظاهرة شباب من أجل البيئة بشراكة مع منظمة “درسوس” السويسرية، وإشراكها تلاميذ النادي البيئي لثانوية العامرية في المسابقة الفرنكفونية بمرسيليا (فرنسا)، فضلا عن أنشطة حول التربية البيئية مع فروع مختصة في هذا المجال، وتنظيم اليوم العربي للمياه بشراكة مع وكالة الحوض المائي لأم الربيع ، وكذا إنجاز و تثبيت لوحة بالمنتزه الطبيعي والايكولوجي لعين أسردون تحمل ميثاق الزائر.

   ومن بين المشاريع الطموحة التي اشتغلت عليها الجمعية، هناك إنجاز مشروع الإنتاج المشترك للنظافة، الذي انطلق في نونبر 2014 والممتد لأربع سنوات، والاحتفال باليوم العالمي للبيئة والمشاركة في معرض المدن العشر، وتوزيع أنشطة النوادي البيئية والجمعية في المجال البيئي والتنوع البيولوجي على الجمعيات التي تهتم بالتربية البيئية.

   وعملت الجمعية أيضا على عقد شراكات واتفاقيات دولية، خاصة الاتفاق المبرم مع وكالة التعاون الدولي الألمانية  للتنمية الذي يهم تكوين أساتذة وأطر مادة علوم الحياة والأرض، وتنظيمها بشراكة مع الوكالة ذاتها لورشة تكوينية لفائدة أطر التربية و التكوين بالجهة في نونبر 2014 حول التغيرات المناخية، وحضور أعضائها ضمن الدورات التكوينية واللقاءات المنظمة من طرف منظمات دولية.

   وفي مجال التوعية بالمخاطر البيئية، تعمل الجمعية على تنظيم ورشات تحسيسية، خاصة بالمرصد الجهوي للبيئة و التنمية المستدامة، وإنجاز وسائل ديداكتيكية، والانخراط في الاحتفالات العالمية الخاصة بالبيئة من قبيل الاحتفال باليومين العالميين للمناطق الرطبة (إفران، وبين الويدان)، وإدماج البيئة في المخططات الجماعية للتنمية، والتنمية المجالية والمحلية، إلى جانب عقدها للقاءات تواصلية مع جمعيات ومؤسسات مهتمة بقطاع البيئة.