جمعية للا خديجة للمرأة واليتيم.. حينما تساهم نساء مغربيات في صون كرامة أسر غابونية

(بقلم: صلاح العوني)

ليبروفيل- أبانت ثلاث نساء مغربيات تعملن في إطار جمعية لالة خديجة للمرأة واليتيم، عن شجاعة ودينامية كبيرتين من خلال نضالهن من أجل صون كرامة أسر غابونية تنحدر من فئات هشة، مما جعلهن يحظين باعتراف واسع نظير عملهن النبيل.
فعلى مدى خمس سنوات، مكنت كل من سلمى العربي، الرئيسة المؤسسة للجمعية، ونجاة صفاح، نائبة الرئيسة، وفوزية كوندا، المكلفة باللجان، هذه الجمعية من أن تكون لها مكانة بارزة داخل المجتمع المدني الغابوني، من خلال مد يد المساعدة للأيتام والنساء والأرامل في الأحياء الأكثر حرمانا وهشاشة في العاصمة وضواحيها.
فبعد الأنشطة التي شملت أساسا الأطفال المنحدرين من هذه الأوساط الفقيرة، والتي تمثلت على الخصوص في توزيع المحفظات واللوازم المدرسية وتنظيم نزهات ورحلات، حولت جمعية للا خديجة اهتمامها خلال هذه السنة نحو توفير احتياجات الأرامل، وذلك في حدود إمكانياتها وسخاء المانحين.
كما أن الجمعية، التي نظمت بنجاح عدة قوافل طبية قدمت مجانا استشارات طبية شملت مختلف التخصصات لعدد كبير من النساء المعوزات، قامت مؤخرا بتجديد وتأثيث منزل بواحد من أفقر أحياء العاصمة، تقطنه أرملة يفوق سنها الستين بمعية أبنائها وأحفادها، الذين يخوضون بشكل يومي معركة مضنية يتداخل فيها الحرمان والبؤس من أجل توفير لقمة العيش.
ولدى تسلمها مفتاح سكنها الجديد من يدي رئيسة الجمعية الأسبوع الماضي، بعد ثلاثة أشهر من الأشغال، قالت هذه الأرملة “لا أجد الكلمات للتعبير عن مدى امتناني الكبير، إنه حلم بالنسبة لي أن يكون لي بيت حقيقي مجهز نأوي إليه أنا وأبنائي”.
كما حرص الجيران على الاحتفاء بالحدث في جو من الفرح والابتهاج، خلال حفل رمزي، تميز على الخصوص بحضور الوزيرة المنتدبة للرعاية الاجتماعية والتضامن الوطني، السيدة ماري فرانسواز ديكومبا وبعض المديرين العامين بالوزارة.
وأضافت هذه السيدة العجوز، وهي ترسم على وجهها ابتسامة عرفان تتحدى بها تعب السنين “بالنسبة لنا، إن ما حدث هو علامة حب من الله العلي القدير سخرها إلينا بواسطة قلوبكم”، مضيفة أنها تمكنت أخيرا من امتلاك بيت يصون لها كرامتها وكرامة كافة أفراد أسرتها.
من جهتها، أشارت الوزيرة المنتدبة للرعاية الاجتماعية والتضامن الوطني في كلمة بالمناسبة إلى أن “هذه المبادرة تستحق الثناء وستجنب هذه الأسرة المخاوف المرتبطة بموسم الأمطار أو الحرارة المفرطة”، مضيفة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه العملية الإنسانية تندرج أيضا في إطار الميثاق الاجتماعي الجديد لرئيس الدولة الرامي إلى محاربة الفقر المدقع من خلال إشراك المجتمع المدني.
وأشادت السيدة ماري فرانسواز ديكومبا بجمعية للا خديجة للمرأة واليتيم، معتبرة أنها تعد مثالا يحتذى به من قبل الجمعيات الأخرى العاملة لفائدة الطبقات الهشة، خاصة وأن الحكومة تلتزم بدعم هذه الجمعيات لتمكينها من الاضطلاع بدورها كاملا.
يذكر أن جمعية للا خديجة للمرأة واليتيم، التي تأسست في سنة 2010 ، وتضم بين أعضائها النشطين الرئيسة الحالية لاتحاد المقاولات الغابونية السيدة مادلين بير، كمستشارة قانونية، تهدف على وجه الخصوص إلى مكافحة جميع أشكال التمييز ضد المرأة والأطفال، والعمل على تحسين ظروفهم المعيشية وإقامة علاقات التضامن مع منظمات غير حكومية أخرى ذات أهداف مماثلة.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهود التي تبذلها الجمعية لفائدة الطبقات الهشة في الغابون تحظى باعتراف السلطات المحلية. فقد تم توشيح رئيستها، السيدة سلمى العربي، في شهر غشت 2011 ، من قبل الرئيس الغابوني، السيد علي بونغو أونديمبا، بوسام الاستحقاق من درجة فارس.