جمعية القبائل الصحراوية المغربية تدين اغتيال الجيش الجزائري لإثنين من الصحراويين من مخيمات تندوف

باريس – أدانت جمعية القبائل الصحراوية المغربية، التي يوجد مقرها بباريس، “بشدة” إقدام الجيش الجزائري على اغتيال صحراويين إثنين من مخيمات تندوف، بالقرب من الحدود الجزائرية الموريتانية، داعية الى تسليط الضوء على ملابسات عملية الاغتيال هاته.

وأعربت الجمعية، في بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم السبت، عن شجبها وإدانتها الشديدة لقيام الجيش الجزائري في الخامس من يناير الماضي بالمنطقة المسماة (وديان تتاريت) قرب الحدود الجزائرية الموريتانية، باغتيال صحراويين اثنين من مخيمات تندوف، هما خطري ولد حمادة ولد خندود،(قبيلة الركيبات سلام ) ومحمد ولد علي ولد بيا (قبيلة الركيبات اولاد الشيخ )، وإصابة العديد من الصحراويين، أحدهم يوجد في وضعية حرجة.

ووجهت الجمعية، التي أعربت عن تضامنها مع أسر الضحايا، نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وإلى مبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، وإلى أعضاء مجلس الأمن، وكافة المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان، من أجل تسليط الضوء على هذه العملية، وكشف مرتكبيها وإحالتهم على العدالة.

وأضافت أن هذه المأساة لا تعدو كونها الشجرة التي تخفي الغابة، مؤكدة على ضرورة تقديم المساعدة للسكان الصحراويين المحتجزين ب”المخيمات المعسكرة” ل”لبوليساريو” بتندوف على التراب الجزائري.

وقالت الجمعية إن هذه المخيمات تشكل مصدر قلق كبير، ذلك أنها تمثل حاليا معقلا للحرمان من الحقوق، بعيدا عن أية مراقبة، مبرزة أن قاطني هذه المخيمات يعانون يوميا من خروقات جسدية ومعنوية ونفسية.

وأضافت الجمعية أن خروقات حقوق الإنسان لا تستثني أيا من سكان هذه المخيمات، حيث يتم ضرب الحقوق الأساسية عرض الحائط، ومن ضمنها حرية التعبير والتنقل، مبرزة أن هؤلاء السكان محرومون من الحقوق التي تكفل العيش بكرامة.

وأكدت أن الصحراويين بمخيمات تندوف يعانون من ضنك العيشº المتمثل في سوء التغذية التي تمس النساء والأطفال والمسنين، جراء قيام مسؤولي البوليساريو بتحويل جزء كبير من المساعدات الدولية الموجهة إليهم، مضيفة أن “البوليساريو” والجزائر يحولان دون مراقبة هذه المساعدات، كما يرفضان قيام المفوضية السامية للاجئين بإحصاء هؤلاء السكان.

واعتبرت الجمعية أن الأمر يتعلق بوضعية “فريدة في العالم غير طبيعية وغير شرعية”، مشيرة الى أنه أمام وضعية العوز، لا يجد سكان هذه المخيمات، الذين لا يرون حلا في الأفق، بدا من السقوط في براثن الاتجار الممنوع بكل أنواعه أو الإرهاب كما أكدت ذلك العديد من التقارير الدولية.

وقالت الجمعية إن هذه الوضعية تشكل تهديدا حقيقيا للسلم بالمنطقة والعالم، داعية، في هذا الصدد، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وفرض إحصاء لساكنة هذه المخيمات وضمان تمتعها بكافة حقوقها، والضغط من أجل حمل “البوليساريو” وداعميه على الانخراط بجدية في المفاوضات الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية عادلة ومقبولة من قبل الأطراف، تضع حلا نهائيا لهذا النزاع وللمأساة الانسانية التي طال أمدها.