جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالرشيدية تضطلع بدور رائد في النهوض بثقافة حقوق الانسان بمنطقة الجنوب الشرقي
(علي الحسني)
الرشيدية – تضطلع جمعية الالفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي، التي تأسست سنة 1999 بالرشيدية، بدور رائد ضمن حركة النساء السلاليات في منطقة الجنوب الشرقي، بفضل انخراطها المتميز من أجل النهوض بثقافة حقوق الإنسان، سواء على المستوى المحلي والجهوي والوطني.فقضية الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الجنوب الشرقي وخاصة المرتبطة منها بأراضي الجموع وحق النساء السلاليات شكلت أولوية في مخطط عمل الجمعية التي حملت مشعل مواكبة حركة النساء السلاليات في أهم المحطات النضالية التي خاضتها من اجل انتزاع حقها في الاستفادة سوية مع الرجل من أراضي الجموع تحقيقا للعدالة الاجتماعية التي تكفلها القوانين المعمول بها.
واستطاعت جمعية الالفية الثالثة خلق دينامية اجتماعية على مستوى الجنوب الشرقي بين مختلف المتدخلين في ملف أراضي الجموع والاراضي السلالية حيث لم يبق الحديث عن هذه الاراضي حبيس السلطات العمومية وإنما انتقل إلى الفضاء العام من خلال (منتديات المواطن) التي نظمت بمختلف مناطق وأقاليم الجنوب الشرقي والتي شكلت فرصة لوضع تشخيص دقيق لمشكل أراضي الجموع والدعوة إلى تغيير القانون المنظم لها بما يضمن مواكبة المستجدات الدستورية التي تنص على المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب العام للجمعية عبد النبي تاعلوشت في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ان هذه المنتديات شكلت فضاء للنقاش والحوار بين مختلف الفاعلين المتدخلين في أراضي الجموع من أجل الوقوف على مجموعة من الاختلالات، الناتجة عن غياب الوعي بالمرجعية القانونية المنظمة لهذه الأراضي لدى المسؤولين عن تدبير هذه الأراضي من جهة، وعدم ملائمتها مع الإصلاحات السياسية التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة بشكل يتلاءم مع المكتسبات الدستورية والمتجلية أساسا في المساواة بين النساء والرجال، والعدالة الاجتماعية والمحاسبة والشفافية وسيادة دولة الحق والقانون.
كما أن هذا الفضاء الجمعوي عمل على تحسيس النسيج الجمعوي بمنطقة الجنوب الشرقي والجماعات السلالية والفاعلين المدنيين والمؤسساتيين بأهمية هذا الموضوع وضرورة التنسيق و التشاور وتأطير الحركات النضالية في هذا الاطار، مؤكدا على الدور الذي يمكن ان تضطلع به وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية وكذا الصحافة الالكترونية في التعريف بقضية النساء السلاليات وحقهن في أراضي الجموع.
وتابع أن التزام الجمعية في هذا الصدد حقق عدة مكاسب ومكن نخب جديدة مثقفة من تولي مسؤولية تدبير أراضي الجموع حيث تم انتخاب امرأة نائبة لاراضي الجموع باقليم ورزازات و”نزع الاعتراف القانوني” ببعض الجمعيات العاملة ببوذنيب واقليم ميدلت، مضيفا أن منتديات المواطن كانت محطة اساسية للفعل المدني من أجل التنسيق والتشبيك خاصة “تنسيقية الجماعة القروية الخنك” التي شكلت مخاطبا مهما للسلطات المحلية.
ووعيا منها بأهمية ونجاعة العمل الجماعي قامت الجمعية، يضيف الفاعل الجمعوي، بتعبئة النسيج المدني بالجنوب الشرقي على اعتبار أن حجم هذا الملف يستدعي حشد جميع الطاقات التي تعتبر نقاط ارتكاز مهمة وهو ما أكسب المشروع انخراطا واسعا لمختلف المتدخلين انطلاقا من الجمعيات المدنية التي تناضل من أجل التنمية الديمقراطية ورفع الحيف ولتهميش وكل أشكال الإقصاء عن منطقة الجنوب الشرقي.
وأكد أن العمل الميداني للجمعية في جهة الجنوب الشرقي وما راكمته من خلال المواكبة والمرافعة على المستوى الجهوي والوطني و بتنسيق مع الديناميات الوطنية وخاصة تلك التي ترافع من أجل تغيير القوانين، ساهم في إبراز الدور الأساسي للجماعات السلالية كمحرك أساسي في التنمية المحلية واعتماد مقاربة حقوقية لأراضي الجموع في ظل المستجدات الدستورية، وكذا الوقوف عند وضعية النساء السلاليات والمسار النضالي لتحقيق مطالبهن.
وقال ” إن تحقيق التنمية الشاملة لن يتأتى إلا إذا بادرت الجمعيات التي لازالت تقتصر في عملها على العمل الإجتماعي والخيري، الى المساهمة في إرساء حكامة جيدة في تدبير أراضي الجموع وفتح نقاش جاد ومسؤول بين كافة الأطراف المتدخلة حول هذه الاراضي ودورها في التنمية المحلية، والوقوف على آليات مشتركة للتدبير الجيد لها حتى يتم تحقيق الولوج إلى الاستفادة منها، وكذا المساهمة في المسلسل الترافعي من أجل تعديل هذا القانون”.
وخلص الفاعل الجمعوي إلى أن المرافعة من أجل تغيير القانون المنظم لأراضي الجموع يتطلب تشكيل اتلاف قوي ومؤطر ومسلح بكل أشكال الترافع حتى يكون “قوة ترافعية اقتراحية ومؤثرة على أصحاب القرار لتغيير هذا القانون وتغيير مقاربة تدبيره من مقاربة احادية الى مقاربة تشاركية ترتبط فيها المسؤولية بالمحاسبة”.
وفضلا عن نضالها من أجل حقوق النساء السلاليات، تعد جمعية الالفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي عضوا نشيطا بمجموعة من المبادرات الوطنية والدولية. فبموازاة مع انخراطها في ملاحظة الانتخابات، قامت الجمعية في تنشيط موائد مستديرة حول اغناء الفكر في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية الديمقراطية.
اقرأ أيضا
مجلس حقوق الإنسان.. السيد زنيبر يترأس أول اجتماع للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين
ترأس رئيس مجلس حقوق الإنسان، السفير عمر زنيبر، اليوم الاثنين بجنيف، الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين، والذي تم إحداثه تحت الرئاسة المغربية.
متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه
احتفى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر،اليوم الاثنين بالرباط، بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وذلك بتنظيم حفل رسمي، حضرته ثلة من الشخصيات من علم الثقافة والدبلوماسية والاقتصاد.
باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)
باريس – أكد المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، اليوم الاثنين بباريس، أن مجال البنيات التحتية المستدامة يمثل مجالا متميزا للتعاون بين المغرب وفرنسا. وقال السيد بنشعبون، في كلمة ألقاها في ندوة نظمت في إطار اليوم الافتتاحي لأسبوع “باريس انفرا ويك”، أحد المواعيد الرائدة في أوروبا المخصصة لتمويل البنية التحتية، إن البنيات التحتية […]
أخبار آخر الساعة
-
مجلس حقوق الإنسان.. السيد زنيبر يترأس أول اجتماع للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين
-
متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه
-
باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)
-
مراكش: انعقاد المنتدى السنوي لأطراف “الشراكة من أجل تخزين الطاقة”
-
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)
-
الدار البيضاء: مؤسسة مسجد الحسن الثاني تضطلع بدور محوري في إدارة هذه المعلمة ونشر علوم الدين والفقه (السيد التوفيق)
-
انطلاق الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز بسيدي البرني
-
تنصيب هشام رحيل مديرا لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء (المكتب الوطني للمطارات)