“جغرافية الهوامش: الرهانات الابستمولوجية والتنموية” موضوع ندوة علمية بأكادير

أكادير – شكل موضوع “جغرافية الهوامش: الرهانات الابستمولوجية والتنموية” محور ندوة علمية انطلقت أشغالها اليوم الأربعاء بكلية الطب والصيدلة ابن زهر بأكادير، بمشاركة ثلة من الأكاديميين المغاربة والأجانب.

ويهدف موضوع هذه الندوة المنظمة من قبل الجمعية الوطنية للجغرافيين المغاربة، وبتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة ابن زهر، إلى تسليط الضوء على قضايا التنمية المحلية والجهوية والتي تندرج ضمن أولويات الجامعة المغربية.

وفي كلمة بالمناسبة، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، إن الموضوع الذي اختير لهذه الندوة يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى راهنية واستعجالية قضايا التنمية المحلية والجهوية، مبرزا أن ما عرفه المغرب خلال ما يفوق عقدين من الزمن من نقلة نوعية على مستوى التنمية البشرية والمجالية بفضل الرؤية الملكية لجلالة الملك محمد السادس “يعزز القناعة بكون مغرب الغد الذي نصبو إليه قادر على تحويل كافة الاكراهات المطروحة إلى فرصة تنموية واعدة”.

وأضاف أن للجامعة دور مهم كفاعل رئيسي في تحويل المؤهلات التي تزخر بها المجالات الترابية، بصفة عامة، إلى فرص حقيقية للدفع قدما بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمجالات الترابية، تماشيا مع خيار الجهوية المتقدمة الذي انخرط فيه المغرب.

وفي هذا السياق، أكد السيد ميرواي، أن الأمر يستدعي تعبئة كافة الإمكانات التنموية من أجل ترسيخ أسس التعاون والشراكة بين الجامعة والجهة والفاعلين السوسيو- اقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني، وذلك في أفق مواكبة برامج التنمية الجهوية والمحلية والاسهام في تنزيلها على أرض الواقع.

من جهته، قال رئيس جامعة ابن زهر، عبد العزيز بنضو، إن اختيار جغرافية الهوامش ليكون حلقة نقاش هذه الندوة مهم جدا لعدة اعتبارات، لافتا إلى أن خير مثال على ذلك المشاريع المهيكلة التي أطلقها المغرب على إثر فاجعة زلزال 8 شتنبر، “بحيث أن برنامج إعمار هذه الاقاليم الذي أطلق بتعليمات من جلالة الملك سيمكن من إعطاء دفعة قوية للتنمية الشاملة والمستدامة بهذه المناطق”.

وأوضح أن للجامعة المغربية دور فعال في هذا المجال، “ليس فقط من منظور بحثي وميداني ولكن بالأساس من خلال إعداد رأسمال بشري مؤهل وممكن، قادر على الاستجابة لمتطلبات التنمية، تكريسا للدور المحوري للكفاءات باعتبارها الثروة الحقيقية والمتجددة لكل بلد”.

ويأتي تنظيم هذه الندوة العلمية، تكريما لروح الفقيد الأستاذ لكبير أحجو لما تشكله من فرصة لتسليط الضوء على قضايا التنمية المحلية والجهوية التي كانت في صلب اهتماماته الفكرية، وكذا مساهماته القيمة كفاعل جمعوي كرس حياته للنهوض بقضايا التنمية بالمغرب.

وستعرف هذه اللقاءات الفكرية الممتدة على مدى ثلاثة أيام، مناقشة عدة مواضيع، تتعلق بـ”ما بعد زلزال الأطلس الكبير: مسالك الصمود”، “الهامش في خطاب العلوم الاجتماعية”، “الهوامش والنسبية التاريخية: المسألة المائية بالأوساط القاحلة”، “الهوامش “المعيارية”: التفاوتات الترابية والتنمية الريفية”، “لكبير أحجو والأنموذج الجديد للتنمية”، ثم “مسألة استدامة الهوامش: الحكامة ووجهة نظر الأنموذج الجديد للتنمية”.