آخر الأخبار
ثالث أكتوبر 1990 : ميلاد عهد جديد لألمانيا الموحدة بعد انقسام دام 45 سنة

ثالث أكتوبر 1990 : ميلاد عهد جديد لألمانيا الموحدة بعد انقسام دام 45 سنة

الجمعة, 3 أكتوبر, 2014 - 12:26

(إعداد نادية أبرام)

برلين – أصبح يوم الثالث من أكتوبر منذ سنة 1990، محطة تاريخية هامة لدى الألمان يستعيدون فيها لحظات ميلاد ألمانيا الموحدة بعد 45 سنة من الانقسام، جعلتها ضحية الحرب البادرة بين المعسكرين الغربي والشرقي، فانتهت مع سقوط جدار برلين.
ففي منتصف ليلة ثالث أكتوبر، رفع العلم الألماني بألوانه الأسود والأحمر والأصفر، فوق مبنى البرلمان في برلين العاصمة، التي ظلت أوصالها ممزقة ، وعزف النشيد الوطني وسط احتفالات عمت جميع أرجاء البلاد الموحد بشرقها وغربها ، وأعلن عن دخول ألمانيا عهدا جديدا.
لم تكن هذه اللحظة التاريخية مهمة فقط بالنسبة للألمان، بل شكلت أهم حدث عرفه العالم في نهايات القرن الماضي، بعد إعادة توحيد بلد عانى المواطنون فيه من ويلات التقسيم كأسوأ نتيجة أفرزتها الحرب العالمية الثانية، التي وضعت أوزارها سنة 1945، فظل الجزء الشرقي “ألمانيا الديمقراطية” تحت جناح المعسكر السوفيتي والجزء الغربي “ألمانيا الاتحادية” تابعا للولايات المتحدة وحلفائها.
وشكل سور برلين، الذي فصل بين الشرق والغرب وبني على امتداد الحدود بينهما والمناطق المحيطة بألمانيا الشرقية ، رمزا للحرب الباردة، وبناؤه جاء بقرار من حكومة ألمانيا الديمقراطية، التي كانت هجرة شبابها المتعلم إلى الشطر الغربي تؤثر سلبا على اقتصادها وتهدد كيانها كدولة، فحصنت حدودها بدءا من سنة 1961 لمنع الهجرة، فقتل إثر ذلك المئات من الأشخاص الذين حاولوا الفرار برصاص حرس الحدود.
لم تكن حكومة ألمانيا الغربية تعترف في بداية الأمر، ومعها الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بألمانيا الشرقية ، إلا أن المستشار الراحل فيلي برانت الحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي شغل لفترات طويلة منصب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، بادر إلى فتح
جسور الحوار مع الشرق لتخفيف التوتر.
فقام برانت من أجل ذلك في مارس 1970 بأول زيارة تاريخية إلى ألمانيا الشرقية، أسفرت عن إبرام اتفاقيات بين البلدين لإذابة جبل الجليد الذي طبع العلاقات بين الشرق والغرب.
لكن كان على الألمان عبور محطات كثيرة امتدت على مدى 20 سنة أخرى لبلوغ حلم الوحدة ، فكانت 1989 سنة الحسم حيث تسارعت فيها وتيرة الأحداث فكانت دافعا قويا لتحركات شعبية واسعة النطاق ولقيام ثورة سلمية كان أكثرها تأثيرا تلك التي شهدتها مدينة لايبزيغ التاريخية (جنوب برلين)، وفي أقل من شهر انطلقت مظاهرات حاشدة انضم إليها نحو 500 ألف شخص في الجزء الشرقي لبرلين.
كما لعب القدر دوره في الدفع بالأحداث نحو اقتراب ألمان الشرق على الخصوص من هدفهم ، حين قال المتحدث الرسمي باسم حكومة بلادهم غونتر شابوفسكي، بخصوص موعد تنفيذ قانون يمكن مواطنيه من السفر إلى الخارج، “حسب علمي سيدخل حيز التنفيذ في الحال”.
فما كان من المواطنين الذين سمعوه على الهواء مباشرة، إلا أن تفاعلوا مع كلامه وتوجهوا صوب الحدود ببرلين فعبروا جماعات إلى جزئها الغربي أمام ذهول حراس الحدود، الذين لم يتمكنوا من ثنيهم عن قرارهم.
ولكي ينتقم كل الألمان لأنفسهم من سنوات الحصار التي عاشوها شمروا على سواعدهم وبدأوا بهدم الجدار، ورددوا بصوت واحد “ألمانيا أمنا بلد واحد “، فكان تاريخ 3 أكتوبر بمثابة شهادة ميلاد فعلية لوحدة البلاد، والتي كلفت ما يناهز 5ر1 تريليون دولار.
لكن وتيرة النمو الاقتصادي لألمانيا الموحدة ، حسب خبراء اقتصاديين، جاءت بطيئة في البداية بسبب الضعف الشديد لاقتصاد الشطر الشرقي.
كما أن الفرق بين شطري البلاد مازال قائما حتى الآن، وهو ما كشف عنه مؤخرا تقرير حكومي سنوي عن حالة اقتصاد ألمانيا بعد إعادة توحيدها، والذي كشف عن أن الشطر الشرقي حقق تقدما بطيئا من حيث الإنتاجية والتوظيف رغم تضييق الفجوة على مستوى المعيشة.
ووفقا للتقرير فإن إجمالي الناتج المحلي لألمانيا زاد بأكثر من الضعف منذ إعادة توحيدها، إلا أنه يقل في الشرق بنسبة 30 في المائة تقريبا عما هو عليه في الغرب.

اقرأ أيضا

التحول الرقمي.. المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك (السيدة الفلاح السغروشني)

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 18:09

أكدت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة، المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، اليوم الثلاثاء بباريس، أن المغرب، في ظل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قطع أشواطا كبيرة في ورش تحوله الرقمي الطموح.

المغرب، محرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي (الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية)

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 17:59

أكد الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ميني وامكيلي كيابيتسوي، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب يتموقع كمحرك للنمو في إفريقيا بفضل التكامل الإقليمي.

المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 16:55

أكد كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية، السيد عمر حجيرة، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب، باعتباره فاعلا اقتصاديا رئيسيا في إفريقيا، يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية