توجيهات الدين الإسلامي قوة رادعة تحول دون أي عدوان على البيئة (أستاذ جامعي)

توجيهات الدين الإسلامي قوة رادعة تحول دون أي عدوان على البيئة (أستاذ جامعي)

السبت, 29 أكتوبر, 2016 - 11:23

                                   (أجرى الحديث : إدريس اكديرة)

 

  الرباط –  قال الأستاذ عبد الكامل بولعمان، أستاذ الدراسات الإسلامية وخطيب بالمجلس العلمي المحلي للرباط، إن توجيهات الدين الإسلامي الحنيف قوة رادعة تصد الإنسان عن ممارسة أي عدوان على البيئة كيفما كانت مبرراته، وهو ما يستدعي من العلماء الاجتهاد في استنباط الأحكام البيئية من الكتاب والسنة من أجل الإسهام الفعلي في إنقاذ البيئة.

  وأضاف الأستاذ بولعمان، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب 22)، الذي ستحتضنه مدينة مراكش من 7 إلى 18 نونبر المقبل، أن القرآن الكريم يدعو إلى المحافظة على الطبيعة والتمتع بجمالها، ويحرم الإفساد في الأرض مصداقا لقوله تعالى “وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض”.

  وأبرز أن من الفساد المنهي عنه الأعمال المضرة بالبيئة والثروة الحيوانية، من قبيل استئصال الغابات وإحراقها، وإتلاف المزروعات، وتسميم المياه بما يؤدي إلى القضاء على الثروة الحيوانية، مؤكدا أن الإسلام لا يكتفي بتحميل الإنسان المسؤولية عن حماية البيئة وحفظها، بل يدعوه إلى الاقتراب منها ومصادقتها وإحيائها.

  وقال إن الأزمة التي تعيشها البيئة في العصر الحاضر تعتبر المشكلة العالمية الأهم التي تجمع حولها شرائح بشرية من مختلف البلدان ، وتشكل اهتماما مشتركا أوسع لسكان العالم، مبرزا أنه لحماية البيئة يتسلح العالم بسن التشريعات التي تحد من التلوث وتمنع الاستغلال العشوائي.

  وإلى جانب الاعتماد على القانون، يقول الأستاذ بولعمان، فإن مهمة حماية البيئة تحتاج إلى صحوة ضمير، وفعل الرقابة الذاتية الجدية، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن الدين الإسلامي جاء لينظم علاقة الإنسان بخالقه، وينظم علاقته بالمجتمع، وينظم أيضا علاقته بالطبيعة المحيطة به بكل ما فيها من كائنات وموجودات.

  وذكر بأن الله سبحان وتعالى هيأ للإنسان أسباب عمارة الأرض، وأمره باكتشاف القوانين التي تضمن استقامتها، فكان تسخير الله مخلوقاته للإنسان والذي أشارت إليه آيات كثيرة كقوله تعالى “الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون، وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، وقوله تعالى “ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة”.

    ولكي يستقيم هذا التسخير للإنسان، يقول الأستاذ بولعمان، أمره الله تعالى أن ينظر فيه ويتأمله، ويكتشف السنن الإلهية لاستقامة نعمه واكتمالها، قال تعالى “فلينظر الإنسان إلى طعامه، أنا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا، وحدائق غلبا، وفاكهة أبا، متاعا لكم ولأنعامكم”، معتبرا أن الإنسان إذا نظر في هذه النعم فعليه أن يشكر الله عليها امتثالا لقوله سبحانه وتعالى “ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون”.

  وأكد الأستاذ بولعمان أنه على الإنسان أيضا أن يحافظ على هذا الصلاح والكمال في الأرض، ويحذر من العدوان والعبث والتغيير في الخلق الذي يؤول إلى الفساد، الذي منه العبث بالطبيعة والبيئة وتوظيف الأمور في غير ما خلقت له، إذ أن الله تعالى أخبر في كتابه أن الفساد الذي يراه الإنسان في الطبيعة، برا وبحرا، لم يأت إلا بفعل الإنسان نفسه، حيث قال تعالى “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”، مذكرا بأن كل شيء في هذا الكون مسخر للإنسان، وأي فعل يفسد هذه المسخرات ويخل بوظيفتها ويعطل فائدتها إنما هو تعد على قوانين الخلق الإلهي وتعد على مصلحة الإنسان التي رعاها الله في أحكامه.

  وأشار، في هذا الصدد، إلى أن كون البيئة مفهوم شامل جعل الإسلام يقر لها أحكاما، أولها الأمر بالنظافة والطهارة الدائمة في البدن والثوب والمكان، باعتبار أن النظافة أهم أساس من أسس الحفاظ على البيئة، وثانيها إماطة الأذى عن الطريق التي هي من شعب الإيمان، وثالثها الانتفاع بكل شيء في الطبيعة يمكن الانتفاع به وعدم تركه للتلف، وذلك أصل في الحث على الصناعات التحويلية( التدوير) التي تقلل التلوث، وتحد من تكاثر النفايات الضارة بالبيئة.

  ورابع هذه الأحكام، يوضح الأستاذ بولعمان، هو رعاية الحيوانات والمحافظة على جميع أصنافها وعدم التعدي عليها، لما لها من دور في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي، باعتبار كل صنف منها يمثل أمة من الأمم التي خلقها الله لحكمة يعلمها، وهو ما ورد في قوله تعالى “وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون”.

  ويتمثل خامس هذه الأحكام في كون الإسلام نهى عن الإسراف والتبذير فالإسراف هو تبذير للثروات وإهدار للنعم، ولاسيما نعمة الماء التي يكثر فيها الهدر.

  وأبرز الأستاذ بولعمان أهمية مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب 22)، الذي ستحتضنه مدينة مراكش  معربا عن اعتزازه بالجهود  التي يبذلها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، من أجل حماية الأرض ومصالح البلاد والعباد.

 

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.