تكريم رموز الوطن وشهدائه يمكن الأجيال الصاعدة من استلهام دروس ومعاني سير ونضالات هذه الصفوة (مصطفى الكثيري)

السمارة- قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إن من محاسن تكريم رموز الوطن ومناضليه وشرفائه وشهدائه تمكين الأجيال الصاعدة من استلهام دروس ومعاني سير ونضالات هذه الصفوة.

واضاف السيد الكثيري، في كلمة خلال الجلسة الختامية للندوة التي نظمتها جمعية وداد للتنمية والتكافل حول موضوع (رجالات المقاومة ودورهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية .. الحبيب ولد البلال نموذجا) “إن الاحتفاء اليوم بأمجاد القائد المخلص لدينه ووطنه وللعرش العلوي المجيد لحبيب ولد البلال يكتسي دلالات عميقة وقيمة رمزية في ظروف تتسم بأجواء التعبئة الوطنية العامة حول قضيتنا الوطنية ضد محاولات خصوم وحدتنا الترابية ومناورتهم ضد الحقائق التاريخية التي تشهد أن الصحراء مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

وسجل السيد الكثيري أنه يحق لأبناء هذا الوطن أن يعتزوا بالمواقف البطولية والمشرفة والآراء السديدة للمرحوم الحبيب ولد البلال، وأن تكون حياته نبراسا للأجيال للاقتداء بها والاغتراف من معينها لأنها تقدم أروع صور الوفاء لوشائج البيعة التي تربط قبائل الشرفاء الرقيبات وإخوانهم بالصحراء المجاهدين بالعرش العلوي المجيد.

وذكر السيد الكثيري خلال هذه اللقاء، الذي حضره عامل الإقليم محمد سالم الصبتي وعدد من شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية من مختلف الجهات الجنوبية للمملكة وأبناء وحفدة الفقيد، بأن المرحوم الحبيب ولد البلال ساهم بحماس في وضع لبنات جيش التحرير بالصحراء المغربية، وكان من الدعائم الأساسية له واضعا إمكانياته المادية والمعنوية لتحقيق الأهداف النبيلة التي كان يدافع عنها محافظا على وحدة الصف ضد كل أشكال التفرقة وداعيا إلى الوحدة ومدافعا عن المقدسات الدينية والوطنية بإخلاص وشجاعة.

وأشاد السيد الكثيري بالإرادات الحسنة التي اجتهدت وأسهمت في إعداد هذا المنتدى التكريمي لرمز من رموز الوطنية والجهاد، وعالم من أعلام الوطن الحبيب الراحل الحبيب ولد البلال، مبرزا أن هذه المبادرة تجسد قيم الوفاء لأهل الفضل والشرف وذوي الأيادي البيضاء الذين كان لهم فضل صناعة التاريخ وتسطير أمجاده وملاحمه.

وثمن السيد الكثيري عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية، مؤكدا أنه هو المقترح الوجيه والواقعي، الذي يحظى بدعم المنتظم الأممي ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية، مجددا وقوف أسرة المقاومة وجيش التحرير الثابت وانخراطها التام في أجواء وسياقات التعبئة الوطنية العامة دفاعا عن قضية الوحدة الترابية المقدسة.

وأجمعت باقي المداخلات على مكارم وأخلاق المرحوم الحبيب ولد البلال وخصاله الحميدة ومساره الطويل الحافل بالأمجاد والبطولات في سبيل المقدسات الدينية والوطنية، وحرصه على وفائه لروابط البيعة التي تربط قبائل الرقيبات وإخوانهم أبناء الصحراء بالعرش العلوي المجيد.

وقد عرفت هذه الندوة، التي نظمتها جمعية داود للتنمية والتكافل بالمركز الثقافي الشيخ سيدي أحمد الركيبي بالسمارة على مدى يومين، تقديم شهادات حول مناقب المرحوم الحبيب ولد البلال كشخصية صحراوية تاريخية مقاومة أعطت الكثير في سبيل تكريس الوحدة الترابية للمملكة، والدفاع عنها بإخلاص وصدق ووفاء للعرش العلوي المجيد، إضافة إلى تقديم مجموعة من العروض والمداخلات حول “المقاومة جنوب الصحراء” و”السياق التاريخي لجيش التحرير”، و”دور القائد لحبيب ولد البلال كرمز روحي للنضال”، و”تدوين تاريخ أعلام الصحراء الحق في حفظ الذاكرة”، و”ذاكرة المقاومة بالصحراء وإشكالية التاريخ الراهن”.