تعاونية “المائدة الطبيعية” ببني ملال، عندما تسهر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تمكين المرأة الجبلية

بني ملال –  تعد تعاونية “المائدة الطبيعية” الواقعة بجماعة أم البخت “الهادئة” ببني ملال، مثالا واضحا على الدعم الكبير الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة المرأة الجبلية.

لا تتوانى هذه التعاونية المتخصصة في صناعة المنتوجات الطبيعية والمجالية في التطور مع الحفاظ على معايير الجودة العالية في إنتاج أصناع متنوعة من الكسكس بالاعتمادا على النبق و الخروب و البلوط، وهو تنقيح حقق شهرة لهذه التعاونية التي رأت النور سنة 2022 في خضم جائحة كوفيد-19.

ولم يتمكن الوباء ولا انعكاساته السلبية على الاقتصاد من تقويض عزيمة حسناء أبو طالب، صاحبة فكرة تأسيس هذه التعاونية وجمع مجموعة من النساء الجبليات حولها لمساعدتهن على الازدهار والتمكين في إطار تعاونية نسائية خالصة.

انطلاقا من فكرة بسيطة، رأت هذه التعاونية النور بفضل مساهمة غير مشروطة ولا يمكن إنكارها من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي قدمت يد المساعدة والدعم المالي لهؤلاء النسوة من أجل تحقيق أحلامهن ومواجهة صعوبات الحياة.

أمضت حسناء، المتحدرة من جماعة أم البخت الصغيرة (70 كم عن بني ملال)، كل حياتها تقريبا وهي تتردد على التعاونيات ومعارض المنتوجات المجالية لتتحلى فيما بعد بالشجاعة وتكتسب في نهاية المطاف الخبرة اللازمة لإنشاء تعاونيتها ومكافأة المرأة الجبلية التي تدين لها بنجاحها الكبير ونجاح تعاونيتها.

وسواء تعلق الأمر بالكسكس الخماسي أو الثلاثي (خليط من مكونات الحبوب كدقيق قمح صلب أو طري، ذرة، شعير وحبوب أخرى) أو غيرها من المنتجات كالعسل ومشتقاته و مربى التين و الزبدة التي تمكنت حسناء من تنقيحها بعد عدة محاولات، أو دبس التمر الفريد من نوعه، فإن حسناء قد تمكنت من فرض ذاتها بجدارة في المشهد الاجتماعي والتضامني بالجهة من خلال كسب ثقة اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وثقة الزبائن سواء بالجهة أو خارجها نظرا لأصالة ما تقدمه تعاونيتها.

وأكدت حسناء في تصريح لقناة M24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدعم الكبير الذي قدمته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد مكن هذه التعاونية من احتلال مركز الصدارة في العديد من المعارض والفوز بالمراكز الأولى في عدة مسابقات للمنتوجات المجالية، مشيرة إلى أن المبادرة مكنتها من عيش تجربة فريدة على المستوى الجهوي وأن تدعم حوالي 20 امرأة في جماعتها.

وأشارت إلى أن التعاونية استفادت من دعم مالي بقيمة 220 ألف درهم في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزة أن تعاونيتها كانت سباقة لتثمين الزيتون البري و النبق و الخروب و البلوط وهي منتجات محلية بالجهة.

منذ إحداثها سنة 2005، لم تتوقف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن دعم المرأة الجبلية من خلال إعطائها كل الاهتمام اللازم من أجل تنميتها وتمكينها.

إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من دون ، وهي ثمرة رؤية ملكية مبتكرة ومتبصرة تروم النهوض بريادة الأعمال النسوية وتعزيز إدماج النساء الجبليات والقرويات، تبقى بدون شك ، الورش الاجتماعي الرائد الذي يستهدف الطبقات الاجتماعية الأكثر هشاشة والذي لا يتوقف عن تعزيز إدماج اجتماعي واقتصادي شامل.