آخر الأخبار
تصريحات رئيس حكومة كاطالونيا المحلية الأخيرة تؤجج درجة الاحتقان السياسي في إسبانيا

تصريحات رئيس حكومة كاطالونيا المحلية الأخيرة تؤجج درجة الاحتقان السياسي في إسبانيا

الثلاثاء, 18 مارس, 2014 - 15:09

( من المراسل الدائم للوكالة ببرشلونة .. خالد الشاتي)

برشلونة – شكلت التصريحات الأخيرة لرئيس حكومة كاطالونيا المحلية ارتور ماس التي قال فيها ” إنه من غير المستبعد أن يعلن الإقليم من جانب واحد عن انفصاله عن إسبانيا” ، مصدر قلق عميق لدى الطبقة السياسية وأججت درجة الاحتقان السياسي في إسبانيا عموما.
وكان أرتور ماس قد قال في تصريحات نارية لصحيفة “البريوديكو دى كاطالونيا”  واسعة الانتشار نهاية الأسبوع الماضي ” لن يكون ذلك هو الإطار المثالى، كما أنه ليس الشئ الذي نريده، غير أننا لا يمكننا استبعاده بشكل كامل”.
وأضاف ماس أن إمكانية إعلان الانفصال من جانب واحد سيطرح نفسه إذا فشلت كاطالونيا فى “الطريق البريطانى”، في إشارة  الى الاتفاق الذي  تم فى بريطانيا بشأن إجراء استفتاء حول استقلال اسكتلندا.
وتزامنت هذه التصريحات مع حدث بعيد جغرافيا عن المنطقة لكن قريب جدا من الناحية السياسية ، ويتعلق الأمر باستفتاء شبه جزيرة القرم الذي اعتبر أنه تأكيد لرغبة السكان في الانفصال عن أوكرانيا ، والذي رغم بعده ، رفع درجة الاحتقان السياسي بدرجات بين مناصري تنظيم  الاستفتاء في كاطالونيا  التي تتمتع بالحكم الذاتي والحكومة المركزية في مدريد التي ترفض أي حديث عن تنظيم الاستفتاء.
وتؤكد حكومة مدريد على أن إجراء استفتاء في كاطالونيا يعد انتهاكا صارخا للدستور مشددة على أنها لن تسمح بإجراء مثل هذه الاستشارة.
وحذر وزير الدفاع الإسباني بيدرو مورينيس، من جهته أمس الاثنين ، من أن إعلانا أحادي الجانب عن استقلال كاطالونيا سيكون “غير مقبول إطلاقا” و”غير  دستوري “.
وقال الوزير، في مقابلة مع إذاعة (كادينا سير)، ” إننا نعيش في بلد يسود فيه الدستور والقانون. والسيادة الوطنية حق لكل الشعب الإسباني، وأي إعلان ضد هذه الركائز الثلاث أمر غير مقبول وغير قانوني ويقوض دولة القانون والديمقراطية والعدالة وبالتالي الاستقرار وأمن جميع الإسبان”.
وحسب مورينيس فإن الوضع في كاطالونيا “مقلق حقيقة”، مشيرا إلى أن إسبانيا في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى “القوة” و”الاتحاد” من أجل مواجهة العديد من التحديات.
يذكر أن ماس، الذي يرأس الائتلاف المحافظ الذي يدير شؤون كاطالونيا منذ 2012  كان قد أعلن في 12 دجنبر الماضي، عن  تنظيم استفتاء لتقرير مستقبل الإقليم في 9 نونبر 2014 بعد الاتفاق مع القوى الكاطالونية الثلاث الأخرى بقيادة اليسار الجمهوري لكاطالونيا.
وفي نفس السياق ، قال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل مارغايو أن هناك ” توازي مطلق ” بين الاستفتاء في القرم وكاطالونيا.
وأوضح أن جواب الاتحاد الأوروبي على استفتاء القرم بين وهو أن “الاستفتاء ينتهك الدستور ويخرق القانون الدولي إذن  فهو باطل ولن ينتج عليه أي أثر قانوني”.
وأشار الى أن الدستور الاوكراني مثل الدستور الاسباني ينص على ضمان السلامة والوحدة الترابية للبلاد مثل سائر الدساتير في العالم.
ودعا مارغايو جميع السياسيين في كاطالونيا الذين يدافعون عن  الانفصال الى “التعبير بوضوح عما يمكن أن يشكله الاستفتاء من عواقب وخيمة “على الاقليم والمنطقة بكاملها.

وقال ” إنه لا ينبغي لأحد الذهاب إلى البحر دون رؤية الرسوم البيانية والبيانات الجوية وأحوال الطقس  حتى يتمكن من تجنب تقلبات البحر ” .
واعترف رئيس الدبلوماسية الاسبانية من جانب آخر أن “بعض القضايا بحاجة الى النقاش في كاطالونيا  مثل مسألة الاستثمارات،  ونظام التمويل ،  وإصلاح الضرائب”  لكن ذلك يتعين أن يتم بالطريقة الأنسب على حد قوله.
وخلص الى أنه ” لن يكون هناك استفتاء في كاطالونيا ، و بالتالي لن  يصدر المجتمع الدولي أي بيان  بشأن الاستفتاء الذي لن يحدث”.
وبين التحالف الكاطالوني الداعي الى استقلال الاقليم وموقف الحكومة المركزية في مدريد الرافضة لمناقشة أي مبادرة  تمس وحدة البلاد تقف قوى سياسية وشخصيات مرموقة في البلاد موقفا وسطا يدعو الى استئصال المشكل من أصله باقتراح إما حل فدرالي متقدم  يتمثل في الحفاظ على وحدة الدولة، أو إصلاح دستوري تتمتع من خلاله الاقاليم بدرجة عالية من الحكم الذاتي خاصة في المجال المالي  الذي يعتبر مصدر كل الصراعات بين المركز والمحيط.
ويدعو العديد من الفقهاء الدستوريين في إسبانيا في هذا السياق الى إجراء تعديل على دستور 1978 الجاري به العمل حاليا يمنح الاقاليم اختصاصات أكبر بالموازاة مع إجراء إصلاحات اقتصادية عميقة من شأنها إخراج إسبانيا من أزمتها وإرجاع ثقة الشعب في مؤسساته الدستورية.
ويؤكد العديد من رجال السياسة والمهتمين بالشأن العام في كاطالونيا، من خلال كتابات يومية ، تنشرها الصحف المحلية أن  مصلحة الاقليم وساكنته لا تكمن حاليا في إجراء استفتاء، قد يعود بعواقب وخيمة على السكان، بل في فتح نقاش عميق  بين جميع الفاعلين يتمحور حول مشروع مجتمعي جديد يخرج الاقليم من أزمته الاقتصادية ويفتح أفاقا جديدة  تستجيب لطموحات الاجيال الجديدة .

 

 

 

 

اقرأ أيضا

لحظة تاريخية للصويرة “التي يمكن أن تتحدث أخيرا بمليارات الدراهم” (السيد أزولاي)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 21:29

أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالصويرة، بصفته الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أن “مدينة الرياح تخطت عتبة تاريخية في 23 يوليوز 2024، مع يومها للمستثمر، الذي يعد محطة فارقة في المسار الطويل الذي استهله الصويريون سنة 1991”.

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.