تخليد الذكرى ال 58 لتأسيس للقوات المسلحة الملكية بمختلف جهات المملكة

الرباط- نظمت صباح اليوم الاربعاء بعدد من ولايات وأقاليم وعمالات المملكة احتفالات وأنشطة بمناسبة تخليد الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس القوات المسلحة الملكية.

فبالعيون احتضن مقر الحامية العسكرية ، حفلا بهيجا بهذه الذكرى المجيدة تم خلاله استعراض عسكري شاركت فيه مختلف تشكيلات القوات المسلحة الملكية.

وبعد تحية العلم الوطني، تمت خلال هذا الحفل، الذي ترأسه الجنرال أحمد الزاوي، قائد قطاع الساقية الحمراء، تلاوة الأمر اليومي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى مختلف مكونات القوات المسلحة الملكية. كما تم توشيح عدد من الضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة ملكية أنعم بها عليهم جلالة الملك.

وبسلا، احتضن مقر القاعدة الجوية الأولى احتفالا مماثلا لتخليد الذكرى ال 58 لتأسيس القوات المسلحة الملكية .

وبعد تحية العلم ، تمت خلال هذا الحفل، الذي ترأسه الجنرال أحمد بوطالب المفتش العام للقوات الجوية الملكية ، تلاوة الأمر اليومي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى مختلف مكونات القوات المسلحة الملكية البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي .

وتميز هذا الحفل بتوشيح عدد من الضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة سامية أنعم بها عليهم صاحب الجلالة ، وبتنظيم استعراض عسكري شاركت فيه عدة تشكيلات من قوات القاعدة الجوية.

كما نظم بمقر اللواء الأول للمشاة المظليين التابع للقوات المسلحة الملكية بسلا، احتفال مماثل ترأسه قائد اللواء للمشاة المظليين الجنرال دو ديفيزيون بنعاشير سور الله، تليت في بدايته الأمر اليومي الذي وجهه صاحب الجلالة إلى مختلف مكونات القوات المسلحة الملكية.

إثر ذلك، تم توشيح صدور عدد من أفراد القوات المسلحة الملكية من ضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة ملكية أنعم بها عليهم جلالة الملك محمد السادس بهذه المناسبة.

وتميز هذا الحفل، الذي حضره شخصيات من مختلف مكونات القوات المسلحة الملكية، باستعراض عسكري شاركت فيه مختلف الوحدات المشكلة للواء الأول للمشاة المظليين.

وبمدينة الدار البيضاء، نظم بالقاعدة البحرية الأولى حفل بمناسبة هذه الذكرى ، تم خلاله تحية العلم الوطني واستعراض مختلف الوحدات وتلاوة الأمر اليومي، الذي وجهه جلالة الملك بالمناسبة إلى الضباط وضباط الصف والجنود.

إثر ذلك قام مفتش البحرية الملكية الفيس أميرال محمد الغماري ،الذي ترأس هذا الحفل، بتوشيح صدور مجموعة من الضباط وضباط الصف بالبحرية الملكية بأوسمة ملكية أنعم بها عليهم صاحب الجلالة . كما جرى تنظيم استعراض عسكري شاركت فيه وحدات من القوات البحرية الأولى .

وبمكناس، احتضن مقر الأكاديمية الملكية العسكرية حفلا بهيجا ، بمناسبة هذه الذكرى ، ترأسه الجنرال دو بريكاد مصطفى زغيو مدير الأكاديمية ، إذ انه بعد تحية العلم الوطني، تمت تلاوة الأمر اليومي الذي وجهه صاحب الجلالة إلى مختلف مكونات القوات المسلحة الملكية.

إثر ذلك تم توشيح صدور عدد من الضباط وضباط صف والجنود والأطر بأوسمة ملكية أنعم بها عليهم جلالة الملك .

وتخلل الحفل استعراض عسكري شاركت فيه كل أفواج طلبة الأكاديمية وتلاميذ الثانوية العسكرية ، فضلا عن تنظيم حفل استقبال على شرف المشاركين.

وبمدينة القنيطرة، نظم بمقر الفوج الخامس للهندسة حفل مماثل بهذه المناسبة المجيدة ترأسه قائد الحامية العسكرية للقنيطرة ، بحيث تمت بعد تحية العلم الوطني تلاوة الأمر اليومي الذي وجهه صاحب الجلالة مكونات القوات المسلحة الملكية.

وبعد ذلك تم توشيح مجموعة من الضباط وضباط الصف والجنود التابعين للفوج الخامس للهندسة بأوسمة ملكية أنعم بها عليهم صاحب الجلالة .

كما تم بهذه المناسبة، تنظيم استعراض عسكري شاركت فيه مختلف الوحدات العسكرية ، من بينها على الخصوص، تشكيلة من الفوج الثاني لوحدة التدخل العاجل التابعة للجيش الإسباني، والتي توجد بالمغرب في إطار التعاون العسكري المغربي- الإسباني.

وشكل تأسيس القوات المسلحة الملكية ( 14 ماي 1956) إحدى أبرز المحطات التاريخية التي عرفها بناء الدولة المغربية الحديثة بعد الاستقلال، حيث حملت هذه القوات، كمؤسسة وطنية، على عاتقها مهمة الدفاع عن مقومات الأمة المغربية ومقدساتها وسيادتها الوطنية وهويتها الدينية والثقافية والحضارية، وذلك وفاء منها لشعار “الله، الوطن، الملك.”

وتعد هذه المناسبة ، حدثا تاريخيا هاما ، للوقوف إجلالا لرجالات الوطن الذين قدموا التضحيات دفاعا عن حوزة الوطن ووحدته الترابية . كما تشكل هذه الذكرى مناسبة لاستحضار أزيد من نصف قرن من المهام النبيلة التي أحدثت لأجلها القوات المسلحة الملكية سواء في الدفاع عن الوطن والمساهمة في بناء المغرب الحديث في مرحلة ما بعد الاستقلال أو المهام الإنسانية وعمليات حفظ السلام في عدة مناطق من العالم.

وقد ظلت القوات المسلحة الملكية المغربية، منذ تأسيسها، تعمل من أجل مواكبة بناء المغرب الحديث وتنميته وازدهاره ووقفت سدا منيعا في وجه كل المؤامرات الرامية إلى النيل من الوحدة الترابية للمملكة.

وفضلا عن الدور بالغ الأهمية الذي تلعبه القوات المسلحة الملكية على مستوى العديد من واجهات العمل الوطني، فإنها ظلت تحظى بمكانة بارزة سواء على الصعيد الإفريقي أو العربي والدولي. فقد تم إيفاد أول تجريدة مغربية إلى جمهورية الكونغو سنة 1960 مرورا بالجولان وسيناء وعملها في البوسنة وكوسوفو، والعمليات الإنسانية في الكونغو الديمقراطية، وكوت ديفوار، وصولا إلى العاصمة الكونغولية برازافيل، بالإضافة إلى عملها في مختلف الدول الشقيقة والصديقة.

وقد وجدت المهام النبيلة للقوات المسلحة الملكية صدى لها داخل أروقة الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أقيم، في شهر شتنبر 2011 ، معرض للصور يؤرخ لنصف قرن من انخراط هذه القوات في حفظ السلام بالعالم.

وعلى المستوى العلمي والاكاديمي وحفاظا على الملاحم التاريخية التي سجلتها القوات المسلحة الملكية وتلقينها للأجيال المقبلة، تم إحداث اللجنة المغربية للتاريخ العسكري (ماي 2000) للإضطلاع بحماية التراث العسكري وتطوير البحث العلمي في هذا المجال.

ويشكل تخليد الذكرى ال 58 لتأسيس القوات المسلحة الملكية فرصة مناسبة لاستحضار بصيرة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس الذي سارع الى تزويد المغرب، بعيد حصول المملكة على استقلالها، بجيش مهني، ولاستحضار ما قام به المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني من عمل جبار من أجل تحديث وتنظيم القوات المسلحة الملكية وتعزيز تسليحها، وكذا إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية على تطوير قدراتها وتعزيز مواردها البشرية لتواكب التطور التكنولوجي والعلمي بالعالم.