بيكاسو في الرباط.. عودة عبقري الفن التشكيلي إلى منابع إلهامه الإفريقية

                                                   (بقلم: ادريس التكي)

    الرباط – بعد نجاح المعرض الاستعادي الكبير، الأول من نوعه في إفريقيا لأعمال النحات ألبيرتو جياكوميتي، يعود متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر إلى الواجهة انطلاقا من أبريل المقبل مع معرض لمختارات من أشهر أعمال الفنان الاسباني بابلو بيكاسو، يطبع عودة رمزية لهذا العبقري المتفرد إلى منابع إلهامه الإفريقية.

    وجاء الإعلان عن هذه التظاهرة، أمس الخميس، على لسان مدير المتحف الوطني بيكاسو- باريس، لوران لوبون الذي أكد أن متحف محمد السادس سيستقبل حوالي مائة قطعة من أقوى إبداعات بيكاسو.

    وصرح لوبون لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش لقائه مع المهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف : “بيكاسو سيعود إلى إفريقيا، بيكاسو الذي تغذى من الفن الإفريقي سيتألق ابتداء من أبريل المقبل بالمغرب”.

    وأضاف : “لقد شاهدنا المعرض الكبير لجياكوميتي (من 20 أبريل إلى 4 شتنبر). وكان ينبغي خلق الحدث بالنسبة للعام المقبل” واعدا بتمكين الجمهور المغربي من الاستمتاع بمشاهدة مجموعة منتقاة من حوالي مائة لوحة من الروائع التي تكشف العبقرية المتعددة الأبعاد للفنان: لوحات صباغة، رسوم، منحوتات… “أفضل ما في متحف بيكاسو سيعرض بالرباط”، يقول لوبون.   

    وأعرب المسؤول الفني عن ارتياحه للشراكة القائمة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف التي أكد أنها ستكون تاريخية.

    وقال : “لقد اخترنا لأصدقائنا المغاربة مجموعة من الروائع على غرار ‘رجل الغيثار’ إحدى علامات المدرسة التكعيبية”. يتعلق الأمر أيضا ب ‘الرجل الأزرق’، وهو بورتريه رائع يؤرخ لبدايات بيكاسو، حيث أبدعه في سن 14 عاما وكذا آخر بورتريه ذاتي أنجزه الفنان العبقري في خريف عمره.

    ووصف لوبون هذا المعرض الذي يعد ثمرة شراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف التي أطلقت دينامية مثيرة للانتباه في المغرب، بأنه “ثورة حقيقية”.

    وسجل في هذا السياق أن عالم المتاحف يعيش ثورة ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يشكل قطب الرحى في هذه الثورة، مشددا على أهمية الثقافة كمرتكز للتعايش في عالم يعيش لحظة أزمة.

    وأضاف: “في المغرب، نستشعر هذه الحركية. نعرف حيوية شباب هذا البلد، والأسئلة التي يطرحها. الثقافة لا تقدم كل الأجوبة، لكنها تتيح مساءلة الذات. مع بيكاسو، نحن أمام فنان طارح للأسئلة بامتياز، يمكننا من النظر إلى العالم بطريقة مختلفة”.

    وأشار لوران لوبون إلى أن معرض بيكاسو “ينسجم تماما مع دينامية هذه العاصمة الجميلة للثقافة، الرباط. إن صاحب الجلالة يريد أن يجعلها منارة للثقافة، ونحن سنقدم إسهامنا المتواضع في هذا المسار”.

    يذكر أن بابلو بيكاسو ولد في مالقة يوم 25 أكتوبر 1881 وتوفي في موجينس بفرنسا يوم 8 أبريل 1973. وهو رسام ونحات اسباني أمضى جل حياته في فرنسا.

    يعتبر بيكاسو رائد التكعيبية مع جورج براك، وهو بلا شك أحد أهم فناني القرن العشرين. أبدع حوالي 50 ألف قطعة فنية منها 1885 لوحة، 1228 منحوتة، 2880 قطعة سيراميك، 7089 رسما، 342 منسوجة وقطع أخرى متعددة الأشكال.