”بولنوار” حميد الزوغي .. صفحات من التاريخ المنجمي بأبعاده الاجتماعية والسياسية

”بولنوار” حميد الزوغي .. صفحات من التاريخ المنجمي بأبعاده الاجتماعية والسياسية

الثلاثاء, 11 فبراير, 2014 - 11:00

نزار الفراوي

طنجة- بعد أن فوت في آخر لحظة فرصة المشاركة في فعاليات الدورة السابقة من المهرجان الوطني للفيلم في طنجة، بسبب عدم الجاهزية التقنية لفيلمه، قدم السينمائي المخضرم حميد الزوغي، أمس الاثنين، فيلمه الجديد “بولنوار” الذي يتنافس على جوائز الدورة 15 للمهرجان.
ويتناول هذا الفيلم، في ساعة و45 دقيقة، صفحات من تاريخ القطاع المنجمي في منطقة بولنوار، مسلطا الضوء على أبعاده السياسية والاجتماعية، التي تجسدها تطورات ومستجدات هامة في تاريخ المغرب، على خلفية مواجهته للمد الاستعماري وتفاعله مع مشروع التحديث القسري.
وتنتقل الكاميرا إلى قرية فلاحية تواجه قدر اكتشاف الفوسفاط الذي سيفرغ الأرض من عمالها ويخضع شبابها لعمليات استغلال ممنهج تستفز غيرتهم وتحرضهم على الانتظام في منظمة نقابية، بتأطير مناضل شيوعي فرنسي. هو سجل تاريخي يتيح فرصة استعادة السمات العامة للبنية الاجتماعية وأنماط العلاقات والقيم.
يحمل الفيلم كعنوان اسما إشكاليا لدى مؤرخي الشأن المحلي الذين تتباين رواياتهم بشأن أصل هذا الاسم، بين من يرجعه إلى ولي من أولياء القبيلة، ومن يحيله إلى الاسم الذي كانت تطلقه الإدارة الاستعمارية على المساجين الأجانب في سجن خريبكة : “لي بول نوار”.
من 1920 إلى 1947، مسار حافل بالأحداث والتوترات، يرصدها حميد الزوغي، اقتباسا من رواية بذات الاسم للكاتب عثمان أشقرا. يفكك الفيلم محاور الصراع المحتدم بين السلطة الاستعمارية مدعومة بشبكة من العملاء المحليين، والساكنة التي تقودها طبقة تكتشف وعيها العمالي والسياسي في إطار نقابي فرنسي.
“بولنوار” عمل طموح بقيمة بيداغوجية مهمة، من حيث توجيه السينما لاستنطاق التاريخ المغمور، للمكان والناس، لكن طاقته الإنتاجية تجلت محدودة في مؤثثات الفضاء، وهو ما حاول المخرج الالتفاف عليه بالتركيز على الطابع الإنساني للقصة والحوارات المكثفة، أحيانا في فضاءات شبه مغلقة.
كما أن الاعتماد على وجوه مغمورة بتجارب تمثيلية متواضعة على المستوى المحلي، لم يقدم التنشيط الحركي والانفعالي المطلوب لنقل حيوي لنبض ذلك الزمن البعيد الحافل بالأحداث.
ومع ذلك فإن “بولنوار” خطوة شجاعة تطرق من خلالها السينما المغربية، في حالات نادرة، باب التاريخ الوطني، في إطاره العام أو المحلي، وتطرح بقوة سؤال ضرورة تقوية الاستثمار الثقافي والفني في دعم مشاريع سينمائية تحمل هم الماضي الذي لا غنى عنه لفهم الواقع واستشراف المستقبل.
كتب سيناريو الفيلم بلعيد اكريديس وأدى أدواره الرئيسية فاطمة أكلاز ويونس لهري وسهام شراط ومحمد أوراغ ونور الدين عشيري.

اقرأ أيضا

مدينة سلا تعيش على إيقاع الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:40

تحتضن مدينة سلا حاليا فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام الذي تنظمه جمعية أبي رقراق إلى غاية 30 يوليوز الجاري تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

إقليم تازة.. حريق بغابة بورد بدائرة أكنول يأتي على حوالي 30 هكتار

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 19:23

أتى حريق اندلع مساء أمس الأربعاء بغابة بورد بمنطقة الشرشارة بجماعة بورد بدائرة أكنول بإقليم تازة على 30 هكتار من الغطاء الغابوي.

السيد أخنوش يشارك في قمة باريس حول “الرياضة والتنمية المستدامة”

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 18:30

شارك رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس بباريس، في قمة “الرياضة والتنمية المستدامة”، التي تنعقد على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الرياضي العالمي.