بنوك وول ستريت الكبرى تصمد أمام اختبار وباء كوفيد-19

( بقلم : نوفل النهاري )

نيويورك – في الوقت الذي تعاني فيه قطاعات برمتها في الاقتصادين الأمريكي والعالمي من تداعيات أزمة (كوفيد-19)، يبدو أن بنوك الاستثمار الأمريكية الكبرى تقاوم اختبار الجائحة، بعد إعلانها عن نتائج متصاعدة، مما وضع حدا للمخاوف من حدوث أزمة جديدة في القطاع.

وأكد كل من “جي بي مورغان” و”غولدمان ساكس” و”مورغان ستانلي” زيادة في مداخيلهم بأكثر من 20 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2020، حيث أظهرت النتائج الأخيرة التي أعلن عنها “مورغان ستانلي” أن الأرباح قفزت بنسبة 25 في المائة عن العام السابق لتصل إلى 72.7 مليار دولار وزيادة بنسبة 16 في المائة في المداخيل التي ارتفعت إلى 11.7 مليار دولار.

وحتى بعد النتائج المتواضعة التي أعلن عنها مؤخرًا “البنك الأمريكي” (Bank of America) و “ويلز فارغو” (Wells Fargo )، فإن أكبر خمسة بنوك استثمارية أمريكية في طريقها لجني 100 مليار دولار من الدخل التجاري هذا العام ، وذلك فقًا لتوقعات المحللين التي نقلتها الصحافة المتخصصة.

لقد حققت هذه المؤسسات المالية إيرادات بحوالي 84 مليار دولار، أكثر من أي سنة أخرى منذ عام 2010. ويعد الانخفاض الحالي المقدر بنسبة 10.5 في المائة في أرباح القطاع المالي أقل من نصف الانخفاض البالغ 23.1 في المئة الذي توقعه المحللون.

كما أعلن بنك غولدمان ساكس مؤخرًا عن نتائج تظهر أن أرباح الربع الثالث تضاعفت تقريبًا ، على عكس التوقعات.

وأعلنت هذه المجموعة البنكية عن أرباح فصلية بلغت 3.62 مليار دولار، أي 9.68 دولار للسهم الواحد ، ورقم معاملات يقدر بــ 10.78 مليار دولار. هذه النتائج كانت أفضل من توقعات محللي البورصة، الذين توقعوا ربحًا قدره 1.94 مليار دولار، أي 5.54 دولار للسهم ، برقم معاملات يقدر بـ 9.38 مليار دولار.

وحقق البنك ربحًا قدره 1.88 مليار دولار ، أي 4.79 دولار للسهم الواحد خلال الربع الثالث من عام 2019.

وتذهب بعض تحليلات الظرفية الاقتصادية الراهنة إلى أن المخاوف من أن يكون لوباء كوفيد19 نفس تأثير أزمة عام 2008 على النظام المالي الأمريكي قد هدأت حتى الآن.

ويصدق هذا بشكل أكبر مع زيادة الرسوم المرتبطة ببورصات الأوراق المالية التي تفرضها البنوك ، حيث مكنت شهية مستثمري السندات الشركات التي اقترضت مليارات الدولارات من البنوك ، في شكل قروض طارئة خلال الفترة. الربيع الماضي من سدادها. كما استقرت حالات إفلاس الشركات الكبرى بعد الاتجاه المقلق الذي لوحظ خلال فصلي الربيع والصيف الماضيين.

ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بشأن هذا القطاع ، لا سيما إذا ظلت معدلات البطالة مرتفعة في الولايات المتحدة، وأدى عودة ظهور الفيروس إلى مزيد من موجات الإغلاق التجاري والحجر الصحي . لكن على عكس أزمة عام 2008، فعندما سجلت البنوك خسائر تقدر بعدة مليارات من الدولارات، لا تواجه المؤسسات المالية حاليًا نفس حالة الذعر التي عانى منها المستثمرون في الأزمة الماضية.

كما أعرب رؤساء البنوك الأمريكية الكبرى عن قلقهم من حالة الانسداد السياسي في البلاد عشية الانتخابات الرئاسية في نونبر، والتي تحول دون اعتماد خطة جديدة لدعم النمو ، محذرين من أن الوضع الاقتصادي يمكن أن يسوء بسرعة.

وقالت جينيفر بيبساكر، المديرة المالية لشركة “جي بي مورغان”، “لا يزال هناك 12 مليون عاطل عن العمل ولا يزال هناك الكثير من الشركات الصغيرة التي تحتاج إلى المساعدة، من المهم الحصول على دفعة جديدة من المساعدة”.

وحذر تشارلي شارف، الرئيس التنفيذي لبنك “ويلز فارغو” (Wells Fargo)، أحد أكبر مزودي قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة، من أن “مسار الانتعاش الاقتصادي في المستقبل غير واضح، بينما التأثير السلبي لـ(كوفيد-19) مستمر ودعم الميزانية الجديد غير مؤكد”.