بروكسل مدينة شبح لليوم الثالث على التوالي

(رحال الطوسي)

بروكسل – تبدو مدينة بروكسل صباح اليوم الإثنين أشبه بمدينة شبح، على غرار اليومين السابقين، حيث قطار الأنفاق متوقف، والمحلات التجارية والمؤسسات التعليمية، والمؤسسات الأوروبية مغلقة، خشية اعتداءات مماثلة لتلك التي عرفتها باريس في 13 نونبر الجاري والتي خلفت 129 قتيل.
وقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية في الأماكن الحساسة بالعاصمة، حيث تنتشر قوات الأمن، معززة بعناصر الجيش، بأعداد كبيرة وسط المدينة. كما أن الدبابات وفرق القناصة أخذت مواقعها في عدد من الأماكن، في حين تبدو المقاهي والمطاعم خالية تماما من الزبناء.
وانتظر سكان العاصمة بروكسل، الذين لازموا منازلهم، بفارغ الصبر، أمس الأحد، قرار مجلس الأمن القومي بالحفاظ أو تخفيض مستوى الإنذار الإرهابي في منطقة بروكسل والذي رفعته السلطات إلى الدرجة القصوى في عطلة نهاية الأسبوع.
وفي المساء، أعلن الوزير الأول شارل ميشيل، في ندوة صحفية على أمواج التلفزة الحفاظ على مستوى الإنذار في درجته القصوى بمنطقة بروكسل وهو ما خلف إحباطا في صفوف المواطنين. وبرر الوزير الأول قراره بخشيته من القيام باعتداءات مماثلة لتلك التي شهدتها باريس. وأوضح أنه من المحتمل أن يكون عدد من الأشخاص استعدوا للقيام بهجمات في عدد من الأماكن في نفس الوقت خاصة ضد محلات تجارية وأماكن تعرف إقبالا كبيرا وكذا وسائل النقل العمومي.
وتسعى أجهزة الأمن البلجيكية توفير مزيد من الوقت للحد من خطورة العناصر المسلحة ومنعها من القيام بعمليات إرهابية. وتزامنا مع ذلك، تتواصل المداهمات في عدد من أحياء العاصمة في مولينبيك، وكذا في مدن شارلوروا ولييج.
وقد أسفرت المداهمات التسعة عشر التي قامت بها قوات الأمن، والتي جرت في ظل تكتم إعلامي كبير خشية التأثير على العمليات، عن اعتقال ستة عشر شخصا حسب ما أعلنته النيابة العامة في ندوة صحفية ليلة الأحد الإثنين.
وتلا النائب العام بلاغا بثلاث لغات مختلفة دون أن يعطي توضيحات حول الأشخاص الذين تم إيقافهم، كما أكد قبل بداية الندوة بأنه لن يجيب عن أسئلة الصحفيين حتى لا يؤثر على سير التحقيق.
ولم يتم خلال عمليات المداهمة ليوم أمس حجز أسلحة ولا متفجرات، كما ان عبد السلام صلاح لا يوجد ضمن الأشخاص الموقوفين، وهو ما جعل وسائل الإعلام البلجيكية تقلل من أهمية هذه المداهمات.
وسينكب مجلس الأمن القومي على تقييم الوضع ببروكسل، وينتظر سكان العاصمة ما إذا كان سيتم مراجعة مستوى الإنذار لإرهابي نحو التخفيض من أجل عودة الحياة الطبيعية إلى العاصمة.