برنامج الأمم المتحدة لمحاربة السيدا يأمل في تعبئة المجتمع الدولي لتبني إعلان سياسي جديد وطموح

    (أجرت الحوار صفية عصمان)

الرباط – أكد الدكتور كريم العلمي، ممثل برنامج الأمم المتحدة لمحاربة السيدا بالمغرب، أن البرنامج الأممي يأمل في تعبئة المجتمع الدولي من خلال تبني إعلان سياسي جديد وطموح بمناسبة الاجتماع من مستوى عال للجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقب من 8 إلى 10 يونيو الجاري بنيويورك.

وأضاف السيد العلمي أن هذا الإعلان السياسي ، الذي سيمكن من تحديد أهداف البرنامج الأممي للفترة ما بين 2016-2021، يوجد على مائدة التفاوض قبل المصادقة عليه خلال اجتماع الجمعية العامة.

وبالنسبة للدكتور العلمي، فإن الأمر يتعلق باجتماع ” حاسم ” بالنظر إلى أنه سيتيح التوقف عند التقدم المسجل خلال السنوات الأخيرة في تنفيذ أهداف الألفية المتعلقة بوضع حد لهذا الوباء في أفق 2030.

والغاية من وضع هذه الأهداف هو دفع المجتمع الدولي إلى التفكير في أفضل السبل والاستراتيجيات وكذا في الأولويات ضمن مسعى رفع التحديات المطروحة في مجال محاربة فيروس نقص المناعة.

ومن بين هذه التحديات، أشار ممثل البرنامج الأممي في المغرب، إلى الولوج للعلاج المضاد للفيروسات المتحولة موضحا أن 50 بالمائة من حاملي الفيروس لا يخضعون للعلاج بالنظر لغياب تشخيص للإصابة.

وقال السيد العلمي إن هذه التحديات تنضاف لتلك المرتبطة بالقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل و التمييز المرتبط بالإصابة بالسيدا وكذا الوقاية، مشيرا إلى أن الامر يتعلق برهانات تحتاج إلى استراتيجيات ملائمة وشاملة.

وحسب ممثل برنامج الأمم المتحدة لمحاربة السيدا بالمغرب، فإن جهود البرنامج الأممي والأمم المتحدة تندرج ضمن هدف طموح وواقعي أطلق عليه ” 90 -90-90″ يتمثل في الوصول بحلول 2020 إلى تشخيص الإصابة لدى 90 بالمائة من حاملي الفيروس وولوج 90 بالمائة من هؤلاء إلى العلاجات المضادة للفيروس والقضاء على الحمولة الفيروسية لدى 90 بالمائة من الذين يخضعون للعلاج.

كما يتعلق الأمر ، وفق المصدر نفسه ، بتعزيز تعبئة البلدان والمنظمات الدولية حتى يتواصل الدعم من أجل محاربة السيدا.

وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أكد السيد العلمي أن المنطقة سجلت تقدما في مجال التغطية بالعلاج المضاد للفيروس، مذكرا بأن التقرير الأخير للبرنامج الأممي كشف عن أن عدد الأشخاص الذين يخضعون للعلاج المضاد للفيروس انتقل في غضون خمس سنوات من 13600 إلى 38200 حاليا وهو ما يدل على الجهود الكبيرة التي بذلتها بلدان المنطقة بالرغم من أن نسبة التغطية بالعلاجات المضادة للفيروس فيها تظل الأدنى عالميا حيث لا تتجاوز 17 بالمائة .

وأشار  إلى أن المغرب حقق تقدما حيث يوجد في وضع أفضل من عدد من بلدان المنطقة في ما يتعلق بالتغطية بالعلاجات المضادة للفيروس وفق آخر تقديرات وزارة الصحة وبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة السيدا، مضيفا أن عدد حاملي الفيروس الذين يخضعون للعلاج في المغرب تضاعف ثلاث مرات منذ سنة 2010 بنسبة تغطية بلغت 38 بالمائة .

وسجل بأن عدد حالات الإصابة الجديدة المسجلة انخفض من 1800 إلى 1200 أي بنسبة تقلص بلغت 33 بالمائة، وهو ما يمثل تقدما مهما موضحا أن المملكة تعد حاليا خطة استراتيجية جديدة في أفق 2021 مع الاعتماد على كل برامج التنمية القائمة في البلاد .

 وأوضح أن الأمر يتعلق بخلق تكاملات بين محاربة السيدا ومختلف البرامج من أجل المضي قدما نحو تحقيق الأهداف المسطرة على المستوى الشامل .

 يذكر أنه من المرتقب أن يشارك في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول السيدا قادة من مختلف أنحاء العالم قصد دراسة سبل تسريع وتيرة محاربة السيدا خلال السنوات الخمس المقبلة.