برلين : شموع وورود وتضامن مطلق مع باريس وضحاياها الذين امتدت إليهم يد الإرهاب

برلين- إعداد : نادية أبرام – تجمع يوم السبت أمام مقر السفارة الفرنسية ، الآلاف من الأشخاص من مختلف الاعمار حاملين الشموع والورود معبرين عن تضامنهم المطلق مع باريس ومع ضحاياها الذين امتدت إليهم يد الإرهاب .

وقف الجميع ، أطفال وشباب ونساء ورجال، في جو رهيب ، دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية مساء أول أمس في أماكن متفرقة ، وأودت بحياة ما لا يقل عن 129 شخصا من وجرح 352 آخرين.

كما كانت بوابة براندنبورغ الشهيرة المحاذية للسفارة الفرنسية ، مكسوة بالعلم الفرنسي بتقنيات الضوء ، في تضامن رمزي لألمانيا مع جارتها وشريكتها فرنسا.

وقد توالت ردود فعل السياسيين ومسئولي الدولة الكبار على هذه الهجمات ، تقدمهم الرئيس يواخيم غاوك الذي عبر عن صدمته من هول الاعتداءات ، وقال في بيان صدر من المكتب الرئاسي ” أنا مصدوم للغاية من الأنباء التي وصلتنا من فرنسا “.

وعبر الرئيس غاوك عن تعاطفه مع الضحايا وذويهم والشعب الفرنسي فيما عبرت المستشارة أنغيلا ميركل عن مواساتها لضحايا الاعتداءات وأسرهم وتضامن الألمان مع الشعب الفرنسي.

وأكدت ميركل في كلمة القتها من المستشارية أن الحكومة الألمانية على اتصال مستمر بنظيرتها الفرنسية.

وعلى خلفية هذه الأحداث ، ألغت المستشارة مشاركتها في مؤتمر لحزبها المسيحي الديمقراطي في ولاية ميكلنبورغ – فوربومرن شمال البلاد من أجل متابعة الوضع وتداعيات هذه الاعتداءات التي اعتبرتها ” لا تستهدف فرنسا لوحدها بل الجميع”.

وقال زير داخلية الولاية ورنتس كافير ” في هذه اللحظة الصعبة بالنسبة لديمقراطياتنا ، علينا أن نقف إلى جانب فرنسا حتى نتمكن من التعامل بحزم في مواجهة المهاجمين الإرهابيين “.

أما زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، وزير الاقتصاد ونائب المستشارة ، سيغمار غابريل ، فألغى هو الآخر مشاركته في مؤتمر لحزبه في ولاية راينلاند بفالتس لمشاركة باقي أعضاء الحكومة في تتبع الوضع.

وأكد غابرييل على ضرورة عدم الخلط بين اللاجئين والمنفذين لاعتداءات باريس والوقوف في وجه اليمينيين المتطرفين الذين قد يستغلوا هذا الحادث لنشر العداء والتعصب ضد الأجانب.

وقامت المستشارة بزيارة إلى السفارة الفرنسية إذ وقعت في سجل العزاء رفقة عدد من أعضاء حكومتها كنائبها سيغمار غابريل، ووزير الداخلية توماس دي مايزييره، ووزير العدل هايكو ماس، ورئيس مكتب المستشارية بيتر ألتماير، ووزير المواصلات ألكسندر دوبرينت ، ووزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين ونائب وزير الخارجية شتيفان شتاينلاين .

من جانبه أكد وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي تابع إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المقابلة الودية التي جمعت الفريقين الفرنسي والألماني في ملعب فرنسا الدولي ، وقوف بلاده إلى جانب فرنسا.

وأدان المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا من جهته ، الهجمات الإرهابية بأقوى العبارات معتبرين أن ” الارهابيين يشنون حربا ضد الإنسانية ، وأيضا ضد الإسلام (…) وهدفهم يكمن في زرع الذعر والكراهية والفرقة بين المجموعات والأديان “.

وعلق رئيس المجلس أيمن مزيك في أول رد فعل “لقد صدمنا بشدة من هذا القتل الجماعي الجبان والغادر. ونحن نتضامن مع فرنسا ، وحزننا كبير على الضحايا “.

وفي غضون ذلك ، عقدت ميركل اجتماع أزمة في دار المستشارية مع وزرائها المعنيين للتشاور حول التداعيات المحتملة بالنسبة لألمانيا جراء الاعتداءات.

وتبحث السلطات الأمنية الالمانية على كل الخيوط التي يمكن أن تساعد في سير التحقيق إذ أعلنت أمس أنها تحقق مع مواطن من مونتينيغرو تم توقيفه في ولاية بافاريا (جنوب) وهو محمل بمجموعة أسلحة كانت مخبأة بعناية في سيارته ، منها بنادق كلاشنيكوف، وقنابل يدوية و200 غرام من المتفجرات.

وأفادت مصالح الأمن بأنها استخلصت من نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية والهاتف ، بأن الموقوف (51 سنة) كان متجها إلى باريس ، وبأنها أبلغت السلطات الفرنسية في حينها بهذا الحادث ، مما جعلها تواصل البحث عما إذا كانت له علاقة باعتداءات العاصمة الفرنسية.

يذكر أن باريس شهدت وقوع عدد من الاعتداءات الارهابية في أماكن متفرقة كان أبرزها مسرح باتاكلان انتهت بمقتل 129 قتيلا ، و352 جريحا وفق آخر حصيلة.