اليوم الوطني لمكافحة داء السرطان.. إنجازات هامة بالمغرب في مجال العلاج

اليوم الوطني لمكافحة داء السرطان.. إنجازات هامة بالمغرب في مجال العلاج

الخميس, 21 نوفمبر, 2013 - 18:32

الرباط – يخلد المغرب غدا الجمعة (22 نونبر من كل سنة) اليوم الوطني لمكافحة داء السرطان، الذي تم إقراره منذ سنة 2007 بمبادرة من جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان ووزارة الصحة ، ويشكل مناسبة للتحسيس بالأهمية القصوى للتشخيص المبكر، وأيضا لتقويم حصيلة الإمكانيات التي تم توفيرها لمعالجة هذا الداء.

وتعتبر وتيرة انتشار المرض ، الذي يصيب 120 رجلا من أصل 100 ألف و115 امرأة من ضمن 100 ألف سنويا، مبعث قلق.

ويرى رئيس فيدرالية مراكز الأنكولوجيا بالقطاع الخاص الدكتور فوزي حبيب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب “حقق إنجازات هامة في مجال التكفل بمرضى السرطان منذ سنوات الثمانينات” .

وقال هذا الطبيب المختص في الأورام السرطانية إن “عدد مراكز الأنكولوجيا ما فتئ يرتفع ، إذ يوجد 19 مركزا بالمغرب، مما ساهم في تغير الخريطة الصحية بشكل كبير”، مبرزا تطور علاجات داء السرطان بالمغرب، خاصة خلال الآونة الأخيرة.

وبالنسبة لهذا الطبيب السابق بمعهد كوري في فرنسا ” فقد تمت أنسنة علاج الأورام السرطانية في سنوات التسعينيات “. وبالفعل لم يعد السرطان مرضا قاتلا، بل أصبح هناك علاج ناجع شريطة الكشف عنه في مراحله الأولى .

وذكر هذا الاختصاصي خريج كلية الطب بباريس بأن “المغرب، الذي لم يكن يتوفر في السابق إلا على مركز واحد (مركز بيرغونيي أو “الجناح 40″)، حقق تقدما هاما. وفي سنة 2005 ، أصبح المغرب يتوفر على ثلاثة مراكز خاصة للعلاج، ومركزين عموميين” .

وحسب الدكتور فوزي، فإن الوضع تغير في سنة 2005 ، مع ميلاد جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، التي جهزت المستشفيات العمومية والمؤسسات الخاصة “.

وأبرز أنه “في ظرف ثمان سنوات وبفضل جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان انتقلنا من خمسة مراكز إلى 10 في القطاع الخاص و9 مراكز في القطاع العام مزودة بأجهزة عالية الجودة”، مشيرا إلى المساهمة القيمة لجمعية للا سلمى في مجال محاربة السرطان.

وفي هذا السياق، سجلت الدكتورة لطيفة بلكحل رئيسة قسم الوقاية ومراقبة السرطان في مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض الإنجازات الهامة التي تحققت في مجال محاربة السرطان ، وهو مرض تعتبر كلفة التكفل به جد عالية في بلد لا يتوفر أزيد من ثلثي سكانه على تغطية صحية .

وأشارت إلى أنه قبل سنة 2006 ، استقبل المعهد الوطني للأنكولوجيا بالرباط ثلثي الحالات المصابة بالسرطان في مرحلة متأخرة، لكن اليوم لم يعد الحال كما كان عليه سابقا، مبرزة أنه تم بشكل ملحوظ تقليص فترة الانتظار للاستفادة من العلاج .
ويعزى هذا التحسن المباشر إلى مختلف البرامج المعتمدة في مجال محاربة السرطان، ومن بينها المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان الذي تم إطلاقه ، تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان.

ويطمح هذا المخطط الذي تم إطلاقه رسميا يوم 24 مارس 2010 ، إلى تقليص عدد المصابين بالسرطان والوفيات الناجمة عن هذا الداء وتحسين جودة حياة المرضى وذويهم من خلال استهداف على الخصوص الوقاية والكشف المبكر والتكفل بالتشخيص وعلاجات تخفيف الآلام.

من جهة أخرى، تم رصد ميزانية هامة لمكافحة السرطان تناهز 300 مليون درهم ، 240 مليون منها تؤمنها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان و60 مليون قدمتها وزارة الصحة.

وانخرط المغرب أيضا في برامج “دائمة” للفحص والكشف عن السرطان على مستوى منشآت وزارة الصحة وذلك بهدف تحسين فرص التعايش مع هذا المرض بفضل التشخيص المبكر .

وحسب أرقام تضمنتها سجلات داء السرطان بجهة الدار البيضاء الكبرى والرباط ، فإن الأورام السرطانية الأكثر انتشارا في صفوف الرجال تتمثل في “سرطان الرئة (22,1 في المائة) متبوعا بسرطان البروستات (10,5 في المائة) يليه سرطان القولون (7،2 في المائة) وسرطان المثانة في المرتبة الرابعة (7 في المائة ) والأورام اللمفاوية في المرتبة الخامسة (6,6 في المائة).

ولدى النساء تمثل سرطانات الرحم والثدي وحدها أكثر من نصف السرطانات التي تصيب المرأة (56,3 في المائة)، إذ يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى (34,4 في المائة) متبوعا بسرطان عنق الرحم (13,3 في المائة) ثم سرطان الغدة الدرقية الذي يأتي في المرتبة الثالثة (6,5 في المائة) وسرطان القولون (5 في المائة) وسرطان المبيض في الرتبة الخامسة (4,7 في المائة).

ويشكل سرطان الأطفال 3 في المائة من مجموع السرطانات المنتشرة بمعدل 12,7 من كل 100 ألف طفل/سنويا. وحسب الجنس يعتبر الذكور الأكثر إصابة بهذا الداء (56,2 في المائة من الحالات) .

وحسب اختصاصي الأورام عبد الحق أوحاجو، فإن “خطر تطور السرطانات ” في تزايد مستمر بسبب “شيخوخة الساكنة “، مؤكدا أن هذا الواقع يبرز أهمية الوقاية المبكرة والكشف ابتداء من سن 40 سنة، لأن كلفة السرطان في مرحلة متقدمة تتضاعف 10 مرات مقارنة مع السرطان الذي يتم تشخيصه في وقت مبكر”.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السرطان يشكل السبب الرئيسي للوفاة في العالم، فقد أدى إلى وفاة 7,6 ملايين شخص في سنة 2008 ، أي ما يناهز 13 في المائة من الوفيات على الصعيد العالمي. كما أن أزيد من 70 في المائة من الوفيات الناجمة عن هذا الداء تسجل في البلدان ذات دخل محدود أو متوسط.

ووفق التوقعات، فإن عدد الإصابات بهذا المرض مرشحة للارتفاع لتتجاوز 13,1 مليون حالة في سنة 2030 على الصعيد الدولي .

نادية الهاشمي

اقرأ أيضا

السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 15:05

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلي بنعلي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، أن الوزارة ستواصل العمل خلال سنة 2025 على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة.

موسم الشمندر السكري 2024-2025: كوسومار تروم مضاعفة المساحات المزروعة لتصل إلى 45000 هكتار

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 14:15

أطلقت مجموعة كوسومار الموسم السكري الجديد، مع برنامج يغطي 45000 هكتار، مقابل 23000 هكتار في العام السابق.

الأمريكيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 14:00

في نهاية حملة انتخابية مكثفة، يتوجه ملايين الأمريكيين، اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.