اليوم العالمي لليوغا .. آلاف الهنود يشاركون في عروض احتفالية ضخمة بمختلف أنحاء البلاد

    (سعد أبو الدهاج)

   نيودلهي- شارك آلاف المواطنين الهنود، صباح اليوم الثلاثاء، في عروض احتفالية ضخمة، وذلك تخليدا لليوم العالمي لرياضة “اليوغا”، بمشاركة كبار المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين ومشاهير الفن والثقافة والرياضة.

    وتحولت عدد من الساحات والميادين، الواقعة وسط أهم المدن وعواصم الولايات الهندية، إلى لوحات فنية ملونة، أبدع في تشكيلها الحضور المتميز لعشرات الآلاف من محبي وممارسي رياضة “اليوغا”، بمناسبة الاحتفال بيومها العالمي، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في 21 يونيو من كل سنة .

وتنظم هذه العروض بدعم وتشجيع من الحكومة المركزية الهندية، التي يقودها الوزير الأول ناريندرا مودي المنتمي لحزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي، والذي سعى بشكل حثيث منذ توليه السلطة قبل سنتين، إلى إعلاء شأن هذه الرياضة التي صدرتها الهند للعالم، بالرغم من الانتقادات الموجهة إليه بتأجيج النعرات الدينية والانقسامات الطائفية في البلاد .

   ويسعى ناريندرا مودي، وهو نباتي يمارس “اليوغا” بانتظام، بحماس كبير، إلى تثبيت هذه الرياضة، ذات الدلالات والطقوس الدينية، كركن أساسي في البرنامج السياسي لحكومته الهندوسية القومية، كما يرغب في جعل “اليوغا” بصمة ثقافية هندية تصدر للخارج، ما جعله محط انتقاد من باقي الطوائف لسعيه إلى فرض الهيمنة الهندوسية على مرافق الدولة ودواليبها لتمتد إلى الهوية الوطنية للهند كبلد متعدد الأعراق والديانات والثقافات.

    وتستمد رياضة “اليوغا” قوتها من رغبة منظمات وجماعات قومية هندوسية، من بينها، على الخصوص، حزب (بهارتيا جاناتا) الحاكم في الهند وحليفه الإيديولوجي منظمة (راشتريا سوايام سيفاك سانغ)، في ما يعتبرونه جهود “إحياء المجد السابق للهند”.

    وفي هذا الإطار، أكد قادة منظمة (راشتريا سوايام سيفاك سانغ) أن “اليوغا جزء من التراث الثقافي العريق للهند .. ونحن نتطلع إلى استرجاع ماضينا المجيد من خلال الاحتفال باليوغا على نطاق واسع”، معتبرين أن “اليوغا تعد أكبر مساهمة مجتمعية للهند .. إنها نتاج ثقافة خالدة لحضارات تعاقبت على مناطق وادي ساراسواتي الهندوسي، التي ترجع إلى 2700 عام قبل الميلاد “.

    ويأمل منظمو هذه العروض الاحتفالية الضخمة إبراز مدى قدرة رياضة “اليوغا” على الاهتمام بمصلحة الإنسان، والمساهمة في تحرير العالم من التوتر والعنف، ونشر رسالة الحب والسلام والإخاء .”

    وفي العاصمة الوطنية نيودلهي، تجمع أزيد من 10 آلاف شخص في حديقة “سنترال بارك” في قلب منطقة “كونوث بليس” والطريق الدائري المحيط بها، ما حولها إلى واحدة من أكبر “قاعات” اليوغا في المدينة.

    وهكذا، ارتدى الآلاف من طلبة المدارس والجامعات والأساتذة وموظفي الحكومة والقادة السياسيين ومسؤولي الأمن والقوات شبه العسكرية ومتطوعين من المنظمات غير الحكومية، قمصانا بيضاء رياضية وسراويل زرقاء وبيضاء، وافترشوا الحصير المخصص لهذه الرياضة، ثم انخرطوا في حركات رياضية تنهل من قواعد “اليوغا”.

   وكان الوزير الأول الهندي، ناريندرا مودي قد قاد، خلال 21 يونيو من العام الماضي، وسط العاصمة الاتحادية نيودلهي، عرضا ضخما احتفالا برياضة اليوغا، بحضور أزيد من 37 ألف شخص، من بينهم كبار المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين .

وأتت مشاركة الوزير الأول الهندي، خلال ذلك العرض، في إطار سياسته الرامية إلى تشجيع ممارسة اليوغا، بعد أن أنشأ في العام الماضي “وزارة اليوغا”، غير أن عددا من الطوائف الدينية والهيئات السياسية ينظرون بتوجس إلى هذا الأمر، بالنظر إلى أن اليوغا تضم ممارسات دينية هندوسية لا تحظى بإجماع جميع مكونات الشعب الهندي .

   ويضيف هؤلاء أن القوميين الهنودس المتشددين، وبينهم مودي، يحاولون فرض اليوغا وطقوسها “الوثنية” على باقي الأقليات الدينية، لاسيما عندما اقترحت جهات حكومية إدراج اليوغا كمادة إلزامية في المدارس .

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الأمم المتحدة أقرت الاحتفال باليوم العالمي لليوغا، التي ترجع أصولها الى طقوس هندوسية قديمة، في الحادي والعشرين من يونيو من كل سنة بناء على اقتراح تقدمت به حكومة ناريندرا مودي بعد توليها السلطة في ماي 2014 .