اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية.. مناسبة لإبراز غنى وتنوع التراث الثقافي المغربي والاحتفاء بما خلفه الآباء والأجداد

اليوم العالمي للمآثر والمواقع التاريخية.. مناسبة لإبراز غنى وتنوع التراث الثقافي المغربي والاحتفاء بما خلفه الآباء والأجداد

الإثنين, 18 أبريل, 2016 - 11:47

عزالعرب مومني  

 

  الرباط – يشكل الاحتفاء باليوم العالمي للآثار والمواقع التاريخية الذي تخلده مختلف دول العالم في 18 أبريل من كل سنة مناسبة لإبراز غنى وتنوع التراث الثقافي المادي واللامادي الذي تزخر به مختلف ربوع المملكة، وتمثل بالتالي شاهدا حيا على أصالة التاريخ المغربي وعراقة مختلف الحضارات التي تعاقبت على أرض المغرب وخلفت من ورائها كنوزا حية ونفائس قل نظيرها.

   كما يعد الاحتفال بهذا اليوم العالمي، الذي تم إقراره في 18 أبريل من سنة 1982، باقتراح من المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية، وصادق عليه المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) سنة 1983، مناسبة لإطلاع الجمهور الواسع على غنى وتنوع التراث العالمي والمواقع الأثرية في مختلف بقاع المعمور، والجهود الحثيثة المبذولة لصيانتها والمحافظة عليها وصونه من العبث والإهمال الذي قد يطالها.

  ولعل من بين أبرز المعالم والمآثر والمواقع التاريخية التي تزخر بها بلادنا والتي كانت محط إشادة دولية واسعة بل وأدرج بعضها ضمن قائمة التراث المادي وغير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، نجد قمم جبال الريف الشامخة والقلاع الحصون المتواجدة بمختلف مناطق المغرب والقصور والصوامع والساحات والمدارس العريقة والجوامع والمدن التاريخية.

   ويعتبر أبو القاسم الشبري، الباحث الأثري ومدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي، أن الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع التاريخية أملته حاجة المجتمع البشري إلى تثمين التراث الثقافي ومخلفات الحضارة والأجداد باعتبارها إنتاجات بشرية عامة وكونية يجدر بكل الإنسانية أن تحتفل وتحتفي بها، ليس فقط للاعتداد بأمجاد الماضي، ولكن أيضا من أجل تبليغ تلك المخلفات الحضارية إلى الأجيال القادمة، وفي حلة جيدة ولائقة.

   ولذلك شدد الشبري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أنه من الضرورة بمكان التحسيس بأهمية هذا التراث الثقافي في شموليته النوعية والزمنية والجغرافية والعرقية والاعتناء والاعتداد به بغض النظر عن الحقبة الزمنية التي ينتمي إليها أو الشعب الذي أنتجه أو البقعة الجغرافية التي وُلد فيها أو احتضنته.

   وسجل أن مجال التراث يتضمن كل ما تنتجه البشرية، أي المنتوج ووسائل إنتاجه وكيفية تشغيله والاستفادة منه، من بناء وتشييد واختطاط المدن وتصفيف الحدائق وصناعات وحرف ولغة وإشارات وخط ورسم وكتابات وحكايات وألغاز ومأكل ومشرب وملبس وأغطية وحصائر وموسيقى وطرب وحركات وإيماءات وغمز ولمز وهمس ونميمة وطلاسم وتمائم وديانات وعبادات وطقوس وعادات واحتفالات ونواح وحرث وحصاد ورياضة وفنون حرب وإبحار واستغوار.

   وأشار الباحث الأثري إلى أن اتفاقية 2003 المتعلقة بالتراث الثقافي اللامادي، أتت لتعيد الاعتبار للتراث الإثنولوجي والذي يشكل في الحقيقة عمق كل حضارة أو أمة أو مجموعة بشرية، صغيرة كانت أو كبيرة، قوية أو ضعيفة، حاكمة أو محكومة، قد لا تُخلف وراءها معمارا مبنيا لكنها حتما تُنتج وتترك بصمات لامادية على صفحات تاريخ البشرية.

   وفي هذا السياق، لفت الشبري الانتباه إلى أن ساحة جامع الفنا بمراكش كانت ذاك المنبه الذي جعل اليونسكو تقدم على تصنيفها بمعية أربعة مواقع مماثلة ضمن قائمة نفائس التراث البشري الشفوي، مبرزا أنه، لذلك، تم لاحقا إدراج النفائس الخمس تلقائيا ضمن لائحة التراث العالمي غير المادي، بينما تم تسجيل عناصر أخرى وفق مسطرة قانونية معقدة وبناء على طلب من حكومات البلدان العضوة بالمنظمة الأممية.

  وأشار الشبري إلى أن المغرب يضم اليوم تسعة مواقع ومدن مصنفة بلائحة التراث العالمي للبشرية هي (فاس ومراكش وقصر آيت بنحدو (ورزازات) ومكناس ووليلي وتطوان والصويرة والجديدة والرباط)، مضيفا أن المغرب حظي أيضا بتسجيل عدة عناصر من تراثه غير المادي بلوائح اليونسكو  ضمت كلا من (جامع الفنا بمراكش وموسم حب الملوك بصفرو وموسم طان طان والصيد بالصقور بدكالة والتغذية بحوض البحر المتوسط وشجر الأركان بسوس).

   وفي معرض تسليطه الضوء على المراحل التاريخية التي ميزت تنظيم قطاع التراث بالمملكة، قال الباحث الأثري إن المغرب عرف تنظيم قطاع التراث قانونيا مباشرة بعد بسط الحماية الفرنسية والإسبانية سنة 1912، حيث صدرت القوانين منذ 1913 وتم تسجيل مباني تاريخية ومدن عتيقة ومواقع أثرية في عداد الآثار، بدءا من سنة 1915 وهي نفس السنة التي انطلقت فيها حفريات أثرية مُنظمة والتي تميزت أيضا إحداث أول متحفين بالمغرب. 

    وتابع الشبري أن وتيرة التقييد والتسجيل عرفت تباطؤا مهولا عقب استقلال المغرب، غير أن الخمسة عشر سنة الأخيرة من الألفية الأخيرة عرفت بعض الانتعاشة في تقييد وتسجيل عدد من المواقع والمباني في عداد الآثار.

  وبالرغم من ذلك، يضيف الشبري، فإن عدد المباني المسجلة بالمغرب منذ  سنة 1915 إلى اليوم يبلغ بالكاد 500 معلمة وموقع أثري، في حين لا تتجاوز المتاحف الحكومية العشرين (وزارة الثقافة، المؤسسة الوطنية للمتاحف، بنك المغرب، المندوبية السامية للمقاومة، وزارة الطاقة والمعادن، بريد المغرب،،،) إضافة إلى عشرات المتاحف التابعة للخواص.

 

 

 

اقرأ أيضا

الدار البيضاء.. إسدال الستار على مهرجان “ويكازابلانكا” بأمسية شعبية مغربية بامتياز

الأحد, 21 يوليو, 2024 في 14:37

أسدل الستار، مساء أمس السبت بساحة الأمم المتحدة، قلب العاصمة الاقتصادية النابض بالحياة، على مهرجان “ويكازابلانكا” 2024 الذي استقبل جمهورا متحمسا حج للاستمتاع بأمسية موسيقية لا تنسى، كانت نجمتها الأغنية الشعبية المغربية.

أولمبياد باريس 2024.. حضور قوي للمغرب في منطقة المشجعين (أفريكا ستاسيون)

الأحد, 21 يوليو, 2024 في 13:51

عاشت منطقة المشجعين (أفريكا ستاسيون)، القريبة من القرية الأولمبية الواقعة بإيل سان دوني بضواحي باريس، على إيقاع أجواء مغربية مميزة أمس السبت، حيث احتفلت بروح العيش المشترك والتآخي اللذين يميزان المملكة.

الداخلة-وادي الذهب.. أزيد من 1900 مستفيد من قافلة طبية متعددة التخصصات

الأحد, 21 يوليو, 2024 في 9:46

استفاد أزيد من 1900 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات نظمت في الفترة من 18 إلى 20 يوليوز الجاري، بمختلف أقاليم جهة الداخلة وادي الذهب.