اليوم العالمي للشباب .. مناسبة لإبراز دور هذه الفئة في النهوض بالمجتمع

                        (إعداد : عبد الله العلوي)

  الرباط – أصبح الشباب مركز اهتمام العديد من الدول، وذلك وعيا منها بالدور الذي تضطلع به هذه الفئة في استمرارية الأمم وازدهارها، إذ تحرص بلدان المعمور على إيجاد الحلول للمشاكل التي قد تواجهها من خلال إنجاز دراسات ووضع استراتيجيات تروم الارتقاء بها على مختلف المستويات وإدماجها في العمل السياسي وصنع القرارات.

  وبالنظر للمكانة الهامة التي يحتلها الشباب في مسار تطور الدول، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1999، يوم 12 غشت يوما دوليا للشباب عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة 8 – 12 غشت 1998).

  واختارت الأمم المتحدة للاحتفال بهذه المناسبة موضوع “الطريق إلى 2030 : القضاء على الفقر وتحقيق الاستهلاك والإنتاج المستدامين”، حيث ترتكز فعاليات الاحتفال خلال هذه السنة على تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي تقوم على الدور القيادي للشباب في ضمان القضاء على الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاستهلاك والإنتاج المستدامين.

   ويتمثل الهدف من الاحتفال باليوم الدولي للشباب في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى قضايا الشباب، لعل أبرزها التعليم والتشغيل والصحة ومكافحة تعاطي المخدرات والعولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والاحتفال بطاقاتهم الكامنة بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي الحالي.

   وبمناسبة هذا اليوم الدولي يتم تنظم حملات إعلامية في جميع أنحاء العالم للإسهام في فهم احتياجات الشباب، وتنفيذ سياسات تساعدهم على رفع التحديات التي يواجهونها، وتشجعهم على المشاركة في عملية صنع القرار.

   وأكدت المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للشباب، أن هذه الشريحة من المجتمع لا تمثل المستقبل فحسب بل تمثل الحاضر أيضا، مسجلة أن عددهم بلغ 1,8 مليار شاب.

   وأبرزت أنهم يشكلون الجيل الذي بلغ من الانفتاح الفكري ما لم يشهده العالم في أي وقت مضى، كما يمثلون أيضا عوامل قوية للتغيير الايجابي لابد منها للمضي قدما في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030

   وعلى الصعيد الوطني، نظمت وزارة الشباب والرياضة الملتقى الدولي للشباب خلال الفترة الممتدة ما بين 01 و16 غشت من السنة الجارية، في إطار فعاليات “الرباط عاصمة الشباب العربي لسنة 2016” التي احتضنتها المملكة تحت شعار “من أجل شباب متعايش ومبدع”.

  وتوخى هذا الملتقى، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة حوالي 200 شابة وشاب يمثلون العديد من الدول العربية، إضافة إلى ممثلين عن الجاليات العربية المقيمة بالمغرب، تشجيع حركية الشباب العربي وإتاحة الفرصة للمشاركين من أجل التعارف وتبادل التجارب والخبرات، إضافة إلى مد جسور التواصل بين الشباب المغربي ونظرائهم من الدول العربية، وتمكين المشاركين من التعرف على الثقافات والحضارات المختلفة والمتنوعة للبلدان العربية المشاركة في هذا اللقاء الدولي.

   واعتمد المغرب الإستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب (2015-2030) التي تهدف إلى بلورة الآليات الكفيلة بجعل الشباب محور السياسات العمومية، وأن تشكل هذه الإستراتيجية محطة في تنزيل مقتضيات الدستور الجديد الذي نص على تعزيز الإطار التشريعي المتعلق بالشباب في المغرب.

   كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد، وكذا مساعدة الشباب على الاندماج في سوق العمل والحياة الجمعوية، وتقديم المساعدة للشباب في وضعية صعبة تحول دون اندماجهم المدرسي أو الاجتماعي أو المهني.

   الاحتفال باليوم الدولي للشباب هو اعتراف لهذه الفئة التي أبانت عن نضج ووعي سياسي كبير في السنوات الأخيرة، وعن كفاءة عالية في التسيير و مختلف المجالات المرتبطة بصنع القرار، لكنها في المقابل تبقى مهمشة وعرضة لكثير من المشاكل في بعض المناطق ما يجعل مسألة اندماجها صعبة نوعا ما.

  ح/ع د/

    دك