الهند تفقد مجموعة ثمينة ونادرة من النباتات والحيوانات إثر حريق هائل دمر أحد أهم متاحفها

 سعد أبو الدهاج

  نيودلهي – فقدت الهند، أمس الثلاثاء، مجموعة ثمينة ونادرة من النباتات والحيوانات، بينها عظام ديناصور عمره 160 مليون سنة، إثر حريق هائل دمر “المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي”، أحد أهم المتاحف الأثرية والعلمية داخل البلاد .

  فقد استفاقت نيودلهي، العاصمة الوطنية للهند، صباح أمس الثلاثاء، على وقع حريق هائل اندلع في مبنى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، الذي يقع وسط المدينة، وامتد إلى المبنى المجاور الذي يضم مقر غرفة التجارة والصناعة.

   وأفادت السلطات المحلية بالعاصمة نيودلهي بأن الحريق الضخم، الذي أتى على المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، الذي تم إنشاؤه سنة 1972 وافتتاحه سنة 1978 ، تسبب في تدمير مجموعة من القطع التاريخية والعلمية التي تعود إلى العصور الأولى للبشرية، والتي كانت معروضة داخل المتحف، لاعتبارها ثروة وطنية ذات قيمة كبرى بالنسبة للهند والإنسانية.

   وأعرب وزير البيئة في الحكومة الاتحادية الهندية، براكاش جافاديكار، الذي انتقل إلى موقع الحادث، عن بالغ أسفه لهذا الحادث، معتبرا أن “هذا أمر مأساوي، لاسيما وأن المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، الذي تم افتتاحه في سنة 1978، يعد ثروة وطنية ذات قيمة كبرى بالنسبة للبلاد”.

    وأضاف الوزير، في تصريحات من موقع الحريق، أنه “لن يعرف حجم الأضرار والخسائر المادية التي لحقت بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، سوى بعد انتهاء تدخل رجال الإطفاء وتسليمهم المبنى إلى إدراة المتحف”.

    غير أن عددا من الأصوات، من مهتمين وفاعلين في المجال، ارتفعت مطالبة السلطات المعنية بضرورة إجراء تحقيق عاجل للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع هذا الحادث، الذي تسبب في ضياع جزء مهم من الموروث الحضاري والثقافي الوطني للهند.

    وأشارت تلك الفعاليات إلى أن الحادث له ارتباط بإهمال ولامبالاة المسؤولين عن المتحف، خاصة بعدما قال راجيش بانوور، نائب مدير هيئة الإطفاء في العاصمة نيودلهي، في تصريح للصحافة، إن الحريق خلف أضرارا مادية جسيمة بالمبنى، مضيفا أن “بعض أجزاء المتحف كانت تخضع لعمليات ترميم وتجديد، ما أدى إلى عدم تشغيل أجهزة إطفاء الحريق داخل المتحف”.

    وأضاف بانوور أنه “لو كانت أنظمة إطفاء الحريق تعمل لأمكن السيطرة على ألسنة النار في الوقت المناسب”.

   وفي السياق ذاته، أكد أتول جارغ، مدير قسم الحرائق بالعاصمة الوطنية نيودلهي، أنه، بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى نشوب الحريق والتي تظل مجهولة، فإن مبنى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي “لم يكن يتوفر على شهادة مطابقة للمعايير من قبل السلطات المختصة، كما أن نظام الحماية من الحرائق داخل المبنى لم يكن يعمل” .

    ولفت الانتباه إلى أن عددا من كبار المسؤولين يخشون من انهيار الجزء العلوي من المبنى، بسبب الأضرار الناجمة عن شدة الحريق، مشيرا إلى أن الأوامر صدرت بعدم ولوج أي شخص للمبنى، باستثناء رجال المطافئ وأفراد الشرطة والمحققين.

   وكانت السلطات الهندية قد أفادت بأن فرق الإنقاذ ورجال المطافئ تمكنوا من إخماد هذا الحريق الضخم، بعد عملية استغرقت أزيد من أربع ساعات، تمت خلالها الاستعانة بأزيد من عشرات الإطفائيين وسيارات الإطفاء.

    وأضافت المصادر ذاتها أن عملية السيطرة على الحريق تسببت في إصابة ستة إطفائيين على الأقل بجروح متفاوتة، عندما حاولوا احتواء الحريق المهول الذي اندلع في الساعة الواحدة و 48 دقيقة بالتوقيت المحلي من صباح أمس الثلاثاء، بمبنى من سبعة طوابق يضم المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.

    وأوضحت أن الحريق اندلع قي بادئ الأمر بالطابق الأخير ثم امتد بعدها إلى باقي الطوابق الستة التي يضمها مبنى المتحف، مشيرة إلى أن ألسنة النار امتدت إلى المبنى المجاور الذي يضم القاعة الكبرى التابعة لغرفة التجارة والصناعة بنيودلهي.

   وأشارت إلى أنه تم نقل المصابين الستة إلى إحدى المستشفيات المجاورة لتلقي العلاجات الضرورية، مشيرة إلى أن أسباب اندلاع الحريق غير معروفة حتى الآن، إلا أن ذلك سيتضح مع بداية التحقيق في الحادث.