الهدر الغذائي: حان وقت العمل!

الهدر الغذائي: حان وقت العمل!

الخميس, 28 سبتمبر, 2023 - 14:58

(كوثر شعث)

الدار البيضاء – أصبحت البصمة السلبية للهدر الغذائي ملحوظة أكثر من أي وقت مضى، سواء على المستويات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يدق ناقوس الخطر بشأن ضرورة العمل، من خلال تدابير ملموسة، قادرة على تشجيع الممارسات الغذائية المستدامة بغية وقف النزيف.

وستكون هذه الآفة في قلب النقاشات خلال الاحتفال باليوم الدولي للتوعية بفقد الأغذية وهدرها، الذي سيقام ككل سنة غدا الجمعة  29 شتنبر، في سياق يتسم على الخصوص بالتغيرات المناخية.

وعلاوة على ذلك، فإن هذا اليوم سيشكل، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مناسبة لتوجيه دعوة قوية إلى الهيئات العمومية والقطاع الخاص، من أجل العمل على اتخاذ تدابير للحد من فقدان الغذاء وهدره،  وذلك بهدف تحويل النظم الزراعية الغذائية التي ستسهم في تحقيق برنامج سنة 2030.

والواقع أن الغذاء المهدر هو بمثابة أموال مهدرة، وليس أموال المستهلكين الخاصة فحسب، إذ يتم تخصيص جزء كبير من الموارد المالية للاقتصادات حول العالم لإنتاج وتحويل وتوزيع المنتجات الغذائية، فضلا عن دعم الاستغلاليات الفلاحية والتصنيعية.

وقد أصبح الهدر الغذائي الآن مشكلة اقتصادية عالمية ذات تداعيات هائلة تتجاوز الجانب الأخلاقي، بحيث أن الموارد الطبيعية معرضة للخطر كذلك.

وعلى المستوى البيئي، يتجلى هذا الهدر خصوصا من خلال توليد ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون حول العالم، إذ أن إنتاج غذاء لن يتم استهلاكه يؤدي إلى انبعاثات كربونية غير ضرورية تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

وتنتهي النفايات الناتجة عن الغذاء في مكبات النفايات أو منشآت الحرق، مما يسبب تلوث الهواء والتربة، بالإضافة إلى البصمة المائية لهذه المنتجات الغذائية. وعلاوة على ذلك، فإن التخلص من النفايات مكلف للغاية من حيث استهلاك الموارد الطبيعية.

ويحدث الهدر عندما يتم التخلص من الغذاء القابل للاستهلاك في إحدى مراحل السلسلة الغذائية، لكن هذا التخلص يمكن أن يحدث في مراحل مختلفة من سلسلة التوريد (الإنتاج الفلاحي، التخزين، التصنيع…).

وبالتالي يمكن أن يحدث فقدان الأغذية لأسباب مختلفة مثل الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة لتخزين ونقل الأغذية والسلع، أو استخدام أساليب غير مناسبة أثناء الحصاد أو المعالجة، أو سوء تقييم معادلة العرض/الطلب، أو عدم وجود مشترين للمنتجات.

ولذلك، فإن الحد من الهدر يتجلى كمسؤولية أخلاقية، لكنه هدف مستدام كذلك، ويتطلب الإنتاج والاستهلاك المسؤولان تعزيزَ النظم الغذائية المستدامة من أجل الحد من العجز الغذائي، وتعزيز الأمن الغذائي والمساهمة في مكافحة المخاطر البيئية.

وينطلق الهدر منذ بداية سلسلة القيمة، وهو ما يدعو، قبل وقاية المستهلك، الفاعلين في صناعة الأغذية إلى تحسين البنيات التحتية ومواءمة النظام الغذائي مع معايير البيئة والسلامة الغذائية.

ويتكون جزء من النفايات في المحلات التجارية الكبرى والفنادق والبيوت، وهو ما يشير إلى ضرورة الحد من هذه المشكلة بشكل عاجل، خاصة وأن العالم يسعى للوصول إلى مستوى الصفر من النفايات.

وفضلا عن السياسات العمومية البيئية والمقاربات الصناعية الصديقة للبيئة، من الضروري أيضا إحداث تغييرات في سلوكيات استهلاك المنتجات الغذائية.

ولتحقيق هذه الغاية، يمكن أن تساعد التكنولوجيات الجديدة على تحسين أنماط استهلاك الغذاء وتقليل الهدر على مستوى المحلات التجارية والمطاعم والبيوت.

ويتزايد عدد التطبيقات الهاتفية للتخطيط الفعال للوجبات، أو بيع فائض الطعام الذي لم يتم بيعه في نهاية اليوم، مما يوفر غذاء عال الجودة بسعر مناسب.

ومن جانبها، يمكن للمقاولات أن تختار الاقتصاد الدائري أو أنظمة إعادة التدوير لتقليل النفايات أو عمليات الحرق، والتي يمكن أن تولد ملوثات ضارة بالبيئة، وتفاقم من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

اقرأ أيضا

اليوم الثالث من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”.. أمسية فنية حافلة بإيقات متنوعة ومتميزة

الثلاثاء, 30 يوليو, 2024 في 11:02

تواصلت فعاليات الدورة الـ12 من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”، بمنصة كورنيش أبي رقراق بالرباط، بسهرة فنية، أحياها، مساء أمس الإثنين، عدد من الفنانين المغاربة، وذلك بمناسبة عيد العرش المجيد.

الاحصاء العام للسكان والسكنى.. انطلاق المرحلة الثانية من التكوين الحضوري للمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين بجهة الرباط -سلا – القنيطرة

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 14:58

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط، المرحلة الثانية من التكوين الحضوري الخاصة بتكوين المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثالث

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:49

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام ، ليلة الأحد – الاثنين، بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثالث لمسابقة ركوب الأمواج، ضمن دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية