”الناكودة” أكلة لا تخلو منها مائدة من موائد الإفطار عند قبائل بني كيل

إعداد فيصل عاشق الليل

بوعرفة- تنفرد قبائل بني كيل بعاداتها وتقاليدها الخاصة خلال شهر رمضان المبارك، سواء في ما تزدان به مائدة الإفطار من مأكولات تشتهر بها المنطقة، أو الأجواء الحميمية من خلال تبادل الزيارات وصلة الرحم وتنظيم أمسيات السمر حيث تمتد سهرات رمضان العائلية إلى السحور.

وتكاد قبائل بني كيل تنفرد بأكلة “الناكودة”، وهي عبارة عن مزيج بين التمر والكليلة (اللبن المجفف) والسمن البلدي، حيث لا تخلو منها مائدة الإفطار، وتكون “الحريرة” حاضرة على كل مائدة مرفوقة ب”الشباكية” والتمر، إضافة إلى البيض المسلوق واللبن، ما يضفي على المائدة الطابع التقليدي البسيط.
وتشتهر مائدة الإفطار في بوعرفة، وخصوصا عند قبائل بني كيل، بمأكولات قليلا ما تجدها في مناطق أخرى، إذ تتأثث مائدة الإفطار بالإضافة إلى “الناكودة” ب”الروب” وهو عبارة عن مربى من التمر، و”المردود” وهو أكلة تطبخ فيها جميع القطاني المتوفرة في السوق، تنضاف إليها “الكليلة”.
ويقول بوجمعة لحجاجي، رئيس جمعية المبادرة لتنمية العالم القروي بني كيل ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن قبائل بني كيل تنفرد بعادات وتقاليد خلال هذا الشهر الكريم، فمائدة الإفطار تمتاز لدى هذه القبائل ب”الكليلة”، والتمر، والحليب أو اللبن، والخبز المسمن أو “الملوي” الذي غالبا ما يرافقه السمن أو الزبدة، والروب ثم بالشاي المغلي جدا.
أما حساء “الحريرة” فيتكون من بعض القطاني وقطع “الكليلة” التي تعطيه نكهة خاصة ثم مأدبة العشاء غالبا ما تتكون من مرق أو كسكس باللحم، في حين تقدم في السحور “السفة” وهو كسكس بنكهة السمن مع الحليب أو اللبن أو الشاي.
وتقول العربية بنت قدور (60 سنة)، وهي ربة بيت، أن بني كيل اعتادوا استهلال إفطارهم بدعاء “اللهم لك صمت، وبك آمنت، وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله”.
وأضافت إن بني كيل يحرصون خلال شهر رمضان على أداء صلاة العشاء والتراويح في بيوت الله، وعلى تناول وجبة السحور قبل سويعات من أذان الفجر، اقتداء بالرسول الكريم.
من جهتها، قالت عائشة بنت الحسين (70 سنة)، ربة بيت، إن بني كيل يحبون كثيرا شهر رمضان بخيراته وأيامه التي يتشوق فيها المؤمن للصوم لتطهير النفس، كما أن الذهاب إلى المساجد لأداء الصلوات والتراويح، يجعل من رمضان أعظم الشهور.
وأكدت أن عائلات بني كيل تحرص على أن يكون حساء الحريرة المادة الرئيسية في كل وجبة إفطار مرفقا ب”الكليلة” و”الناكودة”، إضافة إلى التمر والبيض المسلوق، ما يضفي على المائدة حلة جميلة في ظل أجواء حميمية تطبع هذا الشهر المعظم، الذي يشكل أيضا مناسبة لاجتماع أفراد العائلة حول مائدة الإفطار.